الهند تعلق إصدار تأشيرات الدخول للكنديين مع تصاعد الخلاف بين البلدين
علقّت الهند خدمات إصدار التأشيرات للمواطنين الكنديين وسط خلاف متصاعد بين البلدين بشأن مقتل انفصالي من أقلية الطائفة السيخية على الأراضي الكندية.
ونشر مكتب خدمات إصدار التأشيرات الهندية بي إل إس BLS رسالة من البعثة الدبلوماسية الهندية تُرجع القرار لـ “أسباب تشغيلية”.
وتصاعدت التوترات بين البلدين هذا الأسبوع بعد أن قالت كندا إنها تحقق في “مزاعم موثوقة” تربط الهند بمقتل الزعيم الانفصالي.
ورفضت الهند بغضب هذا الادعاء ووصفته بأنه “سخيف”.
ويقول المحللون إن العلاقات بين البلدين، التي توترت منذ أشهر، وصلت الآن إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
ونُشرالبيان الخاص بتعليق التأشيرات لأول مرة على موقع مكتب بي إل إس يوم الخميس.
وجاء في البيان: “إشعار مهم من البعثة الهندية: لأسباب تشغيلية، اعتبارا من 21 سبتمبر/ أيلول 2023، ستعلق خدمة إصدار التأشيرات الهندية حتى إشعار آخر”.
ورفضت وزارة الخارجية الهندية التعليق على الأمر وطلبت من بي بي سي التواصل ومتابعة موقع مكتب بي إل إس الإلكتروني.
كندا تتهم الهند بقتل زعيم بارز لطائفة السيخ على أراضيها
الهجرة غير الشرعية: هل في استطاعة كندا أن تستوعب هذا الرقم القياسي من طالبي اللجوء؟
الهجرة: لماذا تهدف كندا إلى استقبال 1.5 مليون مهاجر خلال السنوات الثلاث القادمة؟#
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من إصدار الهند تحذيرا يحث مواطنيها الذين يسافرون إلى كندا أو يعيشون فيها على “توخي أقصى درجات الحذر” في ظل “الأنشطة المتزايدة المناهضة للهند وتنامي جرائم الكراهية والعنف الإجرامي المتغاضى عنها سياسيا في كندا”.
ويوجد في كندا 1.4 مليون شخص من أصول هندية، أي ما يعادل 3.7 في المئة من سكان البلاد، بحسب تعداد عام 2021. كما ترسل الهند أيضا العدد الأكبر من الطلاب إلى كندا – ففي عام 2022، شكل الطلاب الهنود 40 في المئة من إجمالي الطلاب الأجانب البالغ عددهم 320.000.
وقالت نيودلهي، الأربعاء، إن بعض التهديدات الأخيرة كانت موجهة إلى دبلوماسييها وبعض الهنود “الذين يعارضون الأجندة المناهضة للبلاد”.
من جانبه قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، يوم الاثنين إن وكالات المخابرات تحقق فيما إذا كان “عملاء حكومة الهند” متورطين في مقتل هارديب سينغ نيجار، المواطن الكندي الذي صنفته الهند إرهابيا عام 2020.
وقُتل نيجار بالرصاص في سيارته على يد مسلحين ملثمين خارج معبد للسيخ في 18 يونيو/ حزيران في المقاطعة الكندية كولومبيا البريطانية.
وقال ترودو للبرلمان الكندي يوم الاثنين إن “أي تورط لحكومة أجنبية في مقتل مواطن كندي على الأراضي الكندية يعد انتهاكا غير مقبول لسيادة بلدنا”.
وردت الهند بقوة بالقول إن كندا تحاول “صرف وتحويل الأنضار والتركيز عن الإرهابيين والمتطرفين الخاليستانيين” الذين احتضنتهم وآوتهم كندا.
وغالبا ماتكون ردة فعل الحكومة الهندية حادة على مطالب الانفصاليين السيخ الخاليستانيين في الدول الغربية، أو في الداخل الهندي، بوطن منفصل للسيخ.
وبلغت حركة خاليستان ذروتها في الهند في ثمانينيات القرن الماضي مع تمرد عنيف تركز في ولاية البنجاب ذات الأغلبية السيخية.
وقُمعت الفكرة والمطالبات بها بالقوة ولم يعد لها صدى يذكر في الهند حاليا، لكنها لا تزال تحظى بشعبية بين البعض في الشتات السيخي في دول مثل كندا وأستراليا والمملكة المتحدة.
وتعد كندا موطنا لأكبر جالية سيخية خارج الهند، إذ يبلغ عددهم حوالي 780 ألف شخص – أي أكثر من 2 في المئة من سكان البلاد. كما شهدت عدة احتجاجات ومظاهرات مؤيدة لخالستان.
وفي يونيو/ حزيران، ذكرت تقارير أن الهند رفعت “شكوى رسمية” إلى كندا بشأن سلامة دبلوماسييها هناك.
Comments are closed.