ماذا نعرف عن هجمات الطائرات المُسيّرة في روسيا؟
ماذا نعرف عن هجمات الطائرات المُسيّرة في روسيا؟
تقول روسيا إن أوكرانيا شنت سلسلة من الضربات بواسطة طائرات مُسيّرة على أراضيها في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك هجمات عدة على عاصمة البلاد موسكو.
واضطرت الرحلات الجوية إلى تحويل مسارها من مطار فنوكوفو الدولي في موسكو بعد هجوم بطائرة مسيّرة في 4 يوليو/ تموز.
كما اتهمت روسيا أوكرانيا بمحاولة قتل الرئيس فلاديمير بوتين في هجوم مزعوم على مقر إقامته في الكرملين في 3 مايو/ أيار.
وتنفي أوكرانيا تنفيذ الهجمات.
تتبع هجمات الطائرات المُسيّرة المبلغ عنها
وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الروسية التي رصدتها بي بي سي فيريفاي، كان هناك أكثر من 120 هجوما مشتبها به بطائرات مُسيّرة هذا العام في روسيا والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.
وكانت هذه في الغالب في منطقتي بريانسك وبيلغورود في روسيا بالقرب من الحدود الشمالية الشرقية مع أوكرانيا، وكذلك في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
كما كانت هناك سلسلة من هجمات الطائرات المُسيّرة في منطقة موسكو في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك موجة من الضربات في 30 مايو/ أيار والتي ألحقت أضرارا بالعديد من المباني. ونفت أوكرانيا تنفيذ هذه الضربات.
وفي 4 يوليو/ تموز، قالت روسيا إن خمس طائرات مُسيّرة استُخدمت في هجوم استهدف مواقع في المنطقة الأوسع حول العاصمة.
واستهدفت هذه الطائرات مرافق النفط والمطارات والبنية التحتية للطاقة.
لقد حددنا ما لا يقل عن تسع هجمات بطائرات مُسيّرة على مستودعات النفط. وكانت إحدى هذه الهجمات في سيفاستوبول، وهي مدينة رئيسية في شبه جزيرة القرم، تعرضت للقصف في 29 أبريل/ نيسان، مما أدى إلى تدمير العديد من خزانات النفط فيها.
في 31 مايو/ أيار، أضرمت النار في مصفاة نفط في إقليم كراسنودار في جنوب روسيا، على بعد حوالي 200 كيلومتر من حدود القرم. وقال حاكم المنطقة إن الحريق ربما كان سببه طائرة مُسيّرة.
وتقول ليلى غيست، المحللة في شركة سيبيلين للاستشارات الأمنية: “من المرجح جدا أن تعطي القوات الأوكرانية الأولوية لاستهداف مصافي النفط، فضلا عن البنية التحتية للسكك الحديدية والخدمات اللوجستية الروسية الأوسع، لإحداث أقصى قدر من الاضطراب كجزء من استراتيجيتها قبل الهجوم المضاد الوشيك”.
في فبراير/ شباط، تحطمت طائرة مُسيّرة على بعد حوالي 100 كيلومتر من موسكو، في ما قال الحاكم المحلي إنه محاولة لاستهداف البنية التحتية المدنية.
وبدا أن صورة الحطام تتفق مع طائرة يو جاي-22 وهي نوع من الطائرات المُسيّرة التي تصنعها أوكرانيا.
ويبلغ مداها 800 كيلومتر في رحلة مستقلة. ويُعد مداها تحت الطيران الذي يتم التحكم فيه مباشرة، أقصر من ذلك بكثير.
وأدى هجوم آخر يُشتبه بتنفيذه أيضا بواسطة طائرة مُسيّرة إلى إصابة ما لا يقل عن 10 جنود روس في ساحة تدريب عسكرية في منطقة فورونيج في 10 مايو/أيار، وفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، ضرب هجوم بطائرة مُسيّرة قاعدة جوية على بعد 600 كيلومتر شمال شرق الحدود الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وفقا للجيش الروسي.
إلى أي مدى يمكن أن تطير الطائرات المُسيّرة الأوكرانية؟
ووظّف كلا الجانبين في الصراع الطائرات المُسيّرة، حيث استخدمت روسيا طائرات مُسيّرة إيرانية الصنع ضد أهداف في أوكرانيا.
وتقول أوكرانيا إنها تزيد بسرعة إنتاجها من الطائرات المُسيّرة مع نمو الطلب على خط المواجهة.
من حيث المدى، يقول الخبراء إن الطائرات المُسيّرة التي يتم إطلاقها من أوكرانيا يمكن أن تصل إلى عمق الأراضي الروسية، وحتى موسكو التي تبعد حوالي 450 كيلومترا عن الحدود.
يقول ديفيد سينسيوتي، محرر مدونة “إفييشنست”: “على الرغم من أن أوكرانيا لم تؤكد أن قواتها المسلحة نفذت الهجمات [على موسكو]، أعتقد أن الغارات الوقائية التي رأيناها العام الماضي تثبت أن أوكرانيا لديها القدرة على شن هجمات بعيدة المدى من هذا النوع من داخل الأراضي الأوكرانية”.
وقال ستيف رايت المتخصص في الطائرات المُسيّرة أيضا إنه من الممكن أن تضرب طائرة مُسيّرة الكرملين بعد إطلاقها من داخل أوكرانيا.
لكنه أضاف: “أعتقد أن الطائرة المُسيّرة أطلقت من مسافة أقرب من ذلك بكثير، لأن هذا من شأنه أن يجنبها الاضطرار إلى مواجهة الكثير من دفاعات موسكو”.
وتفاخر وزير التحول الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف مؤخرا بطائرة أوكرانية مُسيّرة تسمى آر 18 “يمكنها الطيران من كييف إلى موسكو والعودة”.
لكنه نفى أنه كان يدعو إلى شن ضربات بطائرات مُسيّرة على موسكو.
ويقول سينسيوتي: “لقد استخدمت أوكرانيا على نطاق واسع العديد من الطائرات المُسيّرة، مع ظهور طائرة بيرقدار تي بي 2 المُسيّرة كنجم حقيقي للحرب الجوية لأوكرانيا، مما ألحق خسائر فادحة بالقوات الروسية، وبعض تلك تم تسجيلها وتداولها على الإنترنت”.
وباعت تركيا طائرات مُسيّرة مسلحة من طراز بيرقدار تي بي 2 إلى أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، بينما تبرعت الشركة التركية المصنعة للطائرات المُسيّرة ببعضها لعمليات التمويل الجماعي لدعم أوكرانيا.
شارك في التغطية تورال أحمدزاد، وجوشوا شيثام، وتوماس سبنسر، وشيان سارداريزاده ، وبول براون، وآدم روبنسون.
Comments are closed.