روسيا وأوكرانيا: القوات الأوكرانية “ضربت” جسرا مهما يربط بين شبه جزيرة القرم وخيرسون باستخدام “صواريخ بريطانية”
هاجمت القوات الأوكرانية جسرا يربط جنوب البلاد بشبه جزيرة القرم، وذلك باستخدام صواريخ بريطانية طويلة المدى، بحسب ما قال مسؤولون روس.
وتضرر طريقا جسر تشونهار المتوازيان، بحسب ما قال فلاديمير سالدو – الحاكم الذي نصّبته روسيا في خيرسون المحتلة. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا جرّاء الهجوم.
وقال سالدو إنه من المحتمل أن تكون صواريخ بريطانية من طراز ستورم شادو قد استُخدمت في هجوم “نظّمته لندن”.
ويعتبر جسر تشونهار أقصر طريق من شبه جزيرة القرم إلى خط المواجهة في الجنوب الأوكراني. كما يعدّ الجسر رابطا مهماً لمدينة ميليتوبول المحتلة، والتي تقع على الطريق الساحلي من الحدود الروسية عبر الجنوب الأوكراني إلى القرم.
جسر القرم: ما سبب الانفجار الذي وقع فيه ومن المسؤول عنه؟
ونشر فلاديمير سالدو صورا تُظهر حفرة واسعة في أحد طريقَي الجسر، لكنه قال إن أعمال الإصلاح ستجرى بسرعة، وإن المركبات ستتخذ طريقا بديلا بشكل مؤقت. وقال نيقولاي لوكاشينكو، وهو مسؤول آخر نصّبته روسيا، إن أعمال الإصلاح قد تستغرق أسابيع.
وقالت ناتاليا غومينيوك، وهي متحدثة باسم الجيش الأوكراني، إن العملية كان الهدف منها عرقلة عمليات الإمداد الروسية.
كما قال أندري يوسوف، وهو مسؤول في المخابرات العسكرية الأوكرانية، إن المزيد من الهجمات ستأتي تباعا.
وتستخدم روسيا جسر تشونهار كطريق إلى القرم. ويُعتقد أن مدينة ميليتوبول هي أحد أهداف أوكرانيا في هجومها المضاد، والذي بدأ في منطقة زابوريجيا الجنوبية في وقت سابق من الشهر الجاري.
واستولت القوات الروسية على شبه الجزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، ثم في فبراير/شباط من العام الماضي اجتاحت القوات الروسية منطقة الساحل الجنوبي الأوكراني كذلك.
معلومات أساسية عن شبه جزيرة القرم
وسبق للقوات الأوكرانية أن استهدفت بالقصف الجسور التي تسيطر عليها روسيا في تلك المنطقة. وفي الصيف الماضي، وقبل أسابيع من استعادة السيطرة على مدينة خيرسون على الضفة الشرقية لنهر الدنيبر، شنّت القوات الأوكرانية عددا من الهجمات على جسر أنتونيفسكي لعرقلة وصول الإمدادات للقوات الروسية من القرم المحتلة.
ثم في أكتوبر/تشرين الأول، خرج جسر على مضيق كيرتش -الرابط بين القرم وروسيا- من الخدمة لأسابيع، وذلك بعد هجوم مدمّر أدانه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفا إياه بأنه “عمل إرهابي”. ولحد الآن لم تتم إعادة افتتاح جسر كيرتش.
وهدد فلاديمير سالدو بردّ انتقامي على الهجوم الأخير، وذلك عبر استهداف جسر يربط بين مولدوفا ورومانيا التي هي عضو في حلف شمال الأطلسي الناتو.
ومن جهتها، أدانت مولدوفا تعليقات سالدو، واصفة إياها بأنها تصريحات غير مقبولة.
وأحرزت أوكرانيا في هجومها المضاد في الجنوب والشرق تقدما بطيئا، وسط مزاعم باستعادة السيطرة على ثماني قرى حتى الآن.
وبات الهجوم الأوكراني أكثر صعوبة بعد تعرّض سد كاخوفكا على نهر الدنيبر للتدمير في وقت سابق من الشهر الجاري، وذلك في هجوم تخريبي روسي مشتبه به. وغرقت مناطق وراء السد، مما جعل عبور نهر الدنيبر أكثر صعوبة. ولقي العشرات من الناس مصرعهم، كما تلفت محاصيل زراعية، فضلا عن تأثر موارد مائية.
وواصلت القوات الروسية استهداف مدن أوكرانية، بما في ذلك المنطقة التي يسكن بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مدينة كريفيي ريه، وكذلك ميناء أوديسا جنوبي البلاد على مدار الليل.
وقال زيلينسكي للأوكرانيين يوم الخميس إن الأجهزة الاستخباراتية قد تلقّت معلومات تفيد بأن روسيا كانت تُعدّ “سيناريو لهجوم إرهابي” على محطة زابوريجيا النووية، التي تم الاستيلاء عليها في أثناء الاجتياح الشامل العام الماضي.
روسيا وأوكرانيا: الجيش الأوكراني يشن هجمات على القوات الروسية في زابوريجيا الجنوبية
وتعدّ محطة زابوريجيا النووية هي الأكبر في أوروبا. وحذّر زيلينسكي من أن “الإشعاع لا يعرف الحدود بين الدول”. ورفض الكرملين على الفور تصريحات زيلينسكي، واصفا إياها بأنها “كذبة أخرى”.
وعلى الرغم من إغلاق المفاعلات الستة لمحطة زابوريجيا النووية، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأربعاء مما وصفته بالـ “هشاشة الشديدة” للوضع الأمني في المكان.
وانخفض منسوب المياه في القنوات التي تُستخدم لتبريد المفاعلات النووية منذ تدمير سد كاخوفكا. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن الوضع حول المحطة بات أكثر توترا، لا سيما في ظل الهجوم الأوكراني المضاد.
Comments are closed.