روسيا وأوكرانيا: السفير الروسي لدى بريطانيا يحذّر من تصعيد الحرب بسبب “أسلحة دول الناتو”
حذّرت روسيا من أن الإمدادات الغربية من الأسلحة لأوكرانيا، تخاطر بتصعيد الحرب إلى مستويات لم نشهدها حتى الآن.
وقال أندريه كيلين، سفير روسيا في بريطانيا، لبي بي سي إن بلاده لديها “موارد هائلة” وإنها لم “تتصرف بجدية كبيرة بعد”.
وفي مقابلة مع لورا كونزبرغ، أشار إلى أنه شعر بالإهانة عندما طُعن في سلوك روسيا.
وحذّر كيلين في حديث حصري لبي بي سي من “بُعد جديد” في الحرب.
وأكّد السفير على أن روسيا “لم تبدأ بعد في التصرف بجدية كبيرة بعد”، وقال إن “روسيا أكبر 16 مرة من أوكرانيا. لدينا موارد هائلة”.
وقال إن طول الصراع “يعتمد على جهود تصعيد الحرب التي تقوم بها دول الناتو وخاصة بريطانيا”.
وأضاف “عاجلا أم آجلا، بالطبع، هذا التصعيد قد يأخذ بعدا جديدا لسنا بحاجة إليه ولا نريده. يمكننا صنع السلام غدا”.
وجاءت تصريحات السفير في الوقت الذي قال فيه أحد كبار المسؤولين الأمنيين في أوكرانيا، أوليكسي دانيلوف، لبي بي سي إن بلاده مستعدة لشن هجومها المضاد المتوقع منذ فترة طويلة ضد القوات الروسية.
لكن قول كيلين إن لدى روسيا “موارد هائلة” متاحة لمحاربة الاشتباكات، يتعارض مع تقارير تفيد بأن قواتها ضعيفة التجهيز وبدون تدريب مناسب.
لكن القوات الروسية أعلنت السيطرة على مدينة باخموت بعد أشهر من القتال هناك.
حتى أن هذه التحذيرات جاءت من رئيس مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوزين، الذي شارك بشدة في الصراع.
لقد كان أحد أقوى مؤيدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه ينتقد للنظام بشكل متزايد، وقال في في الأيام القليلة الماضية إنه “قد نخسر روسيا” إذا استمرت الحرب دون توفير موارد إضافية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتقد بشكل لاذع وزراء بوتين علنا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو محاط بجثث مقاتليه. وقال “أين الذخيرة ..؟ لقد جاؤوا إلى هنا كمتطوعين ويموتون من أجلكم لتسمين أنفسكم في مكاتب الماهوجني الخاصة بكم”.
وكرّر كيلين مزاعم حول الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي لا يزال يصر على تسميته “بعملية عسكرية خاصة”.
وألقى باللوم على أوكرانيا في إثارة الصراع. وهي وجهة نظر استخدمها القادة الروس لأكثر من عام لمحاولة تبرير الغزو.
ويواصل الرئيس بوتين القول بأن نظاما للنازيين الجدد قد تم إنشاؤه في أوكرانيا في عام 2014 وأنه كان يسعى لامتلاك أسلحة نووية، مما يعني أن روسيا ليس لديها خيار سوى الغزو.
وينفي السفير ما يزعم حول سلوك القوات الروسية على الأرض أثناء الصراع.
وبعد مواجهته بأدلة من تقرير رسمي للأمم المتحدة حول انتشار الجرائم والتعذيب والاغتصاب والترحيل القسري للأطفال، رد بالقول إن القوات الأوكرانية ارتكبت جرائم ضد المدنيين أيضا.
وهناك أدلة على انتهاكات حقوق الإنسان من قبل القوات الأوكرانية. لكن حجم الانتهاكات الروسية موثق جيدا.
وعندما تم التأكيد على أن روسيا كذبت بشأن ما حدث، والأنماط الواضحة للانتهاكات المروعة، قال السفير في مقابلتنا أنه يشعر بالإهانة.
ولم يكن لديه أي رد آخر على الهجوم الصاروخي الأخير في دنيبرو سوى القول “المشكلة هي أن إطلاق النار مستمر لمدة تسع سنوات، وكل يوم إطلاق نار في لوهانسك ودونيتسك وكل ذلك”، معتبرا أن وسائل الإعلام الغربية كانت تتجاهل الأعمال التي تقوم بها القوات الأوكرانية.
وتتناقض تصريحات السفير بأن الحرب ليست “خطيرة” مع تجربة العديد من الأوكرانيين الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب الحرب، والعديد من الروس الذين يعانون.
لكن بينما تخطط أوكرانيا لهجومها المضاد، ولا تظهر روسيا أي علامة على التراجع، فقد تصبح الحرب بالفعل أكثر خطورة.
Comments are closed.