اشتباكات السودان: مريم الصادق المهدي تشكّك في قدرة طرفي الصراع على الاتفاق على وقف إطلاق النار
قالت وزيرة الخارجية السودانية السابقة، مريم الصادق المهدي، إنها تشك في قدرة الفصائل العسكرية المتصارعة على الاتفاق على وقف حقيقي لإطلاق النار، بسبب “انعدام الثقة العميق”.
ويجتمع ممثلو الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السعودية حاليا، في ظل استمرار المعارك في العاصمة الخرطوم.
وتقول السعودية إن المحادثات ستستمر على أمل التوصل إلى وقف فعّال لإطلاق النار، لاسيما بعد خرق هدن سابقة، والاتفاق بشأن السماح بدخول المساعدات الإنسانية، بعد أن حوصر الملايين من سكان الخرطوم في منازلهم بسبب القتال، فيما نزح عشرات الآلاف الآخرين في شتى أرجاء السودان.
وسمّت واشنطن والرياض هذه “محادثات ما قبل التفاوض”.
وقال دبلوماسي سعودي لفرانس برس تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن المحادثات لم تسفر عن “أي تقدم كبير” حتى يوم الإثنين.
وأضاف الدبلوماسي “وقف دائم لإطلاق النار غير مطروح على الطاولة.. كل طرف يعتقد أنه قادر على كسب المعركة”.
- جيران السودان ليس لديهم ما يقدمونه للنازحين- الغارديان
- “الطاقم الطبي مكبل ولا نستطيع القيام بواجبنا”
وقال نبيل عبد الله، المتحدث باسم الجيش، إن محادثات جدة تتعلق بكيفية تنفيذ الهدنة بشكل صحيح لخدمة الجانب الإنساني، بينما قال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، الذي يقود قوات الدعم السريع، على تويتر فقط إنه يرحب بمناقشات الجانب الفني للهدنة.
وهزت الضربات الجوية العاصمة السودانية مرة أخرى يوم الإثنين.
وقالت الصادق المهدي، وزير الخارجية في الفترة الانتقالية منذ فبراير/شباط 2021 حتى استقالتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وابنة الصادق المهدي زعيم المعارضة ورئيس وزراء السودان السابق، لبي بي سي إن “المسؤولين الموالين للرئيس السابق عمر البشير كانوا يحاولون ضمان استمرار قتال الجيش ضد قوات الدعم السريع.. عبر إقناع القوات المسلحة السودانية بالسير على طول الطريق للقضاء على قوة الدعم السريع، التي أنشأوها بأنفسهم”.
وأضافت “إنهم في الأساس خارج السودان، لذا فهم لا يعانون كثيرا لكنهم يقومون بحملة تخوين لأي شخص يدعو إلى إنهاء الحرب. إنهم يتحدثون علانية طوال الوقت، إنهم في الحقيقة يطالبون باغتيال الأشخاص الذين يطالبون بإنهاء الحرب وقتل الشخصيات الديمقراطية مثلي”.
وتواردت الأنباء في وقت سابق عن فرار عدد من قادة النظام السابق من السجن الذي ظلوا محتجزين فيه منذ الإطاحة بحكم عمر البشير عام 2019.
وأوضحت أن طرفي الصراع أعلنا أكثر من ثمانية مرات وقفا لإطلاق النار، لكنهم “لا يحافظون عليه أبدا لأنه شيء معقد للغاية لأن القوات المسلحة السودانية تضع شرطا لقوات الدعم السريع للخروج من الملاذ الآمن الذي يعيشون فيه داخل الأحياء المكتظة بالسكان”.
ورأت أنه “سيكون من المستحيل لقوات الدعم السريع الخروج منها لأنها تؤمن لهم الحماية، والخروج يتطلب مستوى أساسيا من الثقة. لا توجد ثقة على الإطلاق بين الاثنين وفي الواقع هناك ثأر شخصي وكراهية شخصية بين الزعيمين”.
- طرفا الصراع في السودان يوافقان على هدنة لسبعة أيام
- ما تبعات فرار عدد من أركان نظام البشير من السجن على الصراع في السودان؟
واستيقظ السودان في 15 أبريل/نيسان الماضي، على وقع اشتباكات عنيفة تدور رحاها بشكل أساسي في الخرطوم وأنحاء أخرى من البلاد، واصطدمت قوات الجيش وقوات الدعم السريع، بعد احتدام الخلاف بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق حميدتي، واللذين يمثلان أبرز كيانين عسكريين في البلاد.
وأسفرت المعارك منذ ذلك الحين عن مقتل المئات وإصابة الآلاف وتشريد مئات الآلاف، مما أدى إلى مخاوف من تداعيات أمنية خارج حدود السودان.
Comments are closed.