أسعار الطاقة: انتقادات شديدة في بريطانيا بعد إعلان شركة بريتيش بتروليوم تحقيق أرباح كبيرة

شعار شركة "بي بي" ومضخة بنزين

Getty Images

أعلنت شركة “بريتيش بتروليوم” البريطانية العملاقة للنفط والغاز عن أرباح قوية، مع استمرار ارتفاع أسعار الطاقة.

وبلغت الأرباح خمسة مليارات دولار (4 مليارات جنيه إسترليني) عن الربع الأول من العام الجاري، على الرغم من أن هذا انخفض من 6.2 مليار دولار عن نفس الفترة من العام الماضي، في ظل تراجع أسعار النفط من الذروة التي شوهدت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأدت الأرباح الوفيرة لشركات الطاقة إلى مطالبات لها بدفع المزيد من الضرائب، في ظل تكبد الأسر البريطانية لفواتير عالية مقابل الطاقة.

ودعا حزبا العمال والديمقراطيين الأحرار إلى تعديلات في ضريبة الأرباح المفاجئة.

ودعا زعيم حزب العمال السير، كير ستارمر، إلى فرض ضريبة “مناسبة” على أرباح الطاقة.

وقال لبي بي سي: “بالطبع نريد لشركة بريتيش بتروليوم وغيرها أن يحققوا أرباحا حتى يتمكنوا من الاستثمار، لكن هذه أرباح لم يتوقعوا تحقيقها. هذه أرباح زائدة لأن السعر العالمي للطاقة مرتفع للغاية”.

وقال زعيم الديمقراطيين الأحرار إد ديفي: “هذه الأرباح المذهلة هي بمثابة صدمة، لكل أولئك الذين يكافحون لدفع فواتير الطاقة الخاصة بهم”.

وأضاف أن الحكومة “تركت شركات النفط والغاز العملاقة تفلت من المسؤولية المتعلقة بمليارات الجنيهات، بينما يكافح الناس والشركات لدفع ثمن الغاز والكهرباء”.

وسجلت شركة بريتيش بتروليوم، المعروفة اختصارا باسم “بي بي”، أرباحا سنوية قياسية العام الماضي حيث استفادت الشركة – إلى جانب بقية قطاع الطاقة – من ارتفاع أسعار النفط والغاز في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأدت تلك الحرب إلى أرباح كبيرة لشركات الطاقة، لكنها أدت أيضا إلى ارتفاع فواتير الطاقة للمنازل والشركات.

وقال برنارد لوني الرئيس التنفيذي لشركة “بي بي” إن الربع الأول كان واحدا من فترات “الأداء القوي”.

وقالت الشركة إنها شهدت أداء “استثنائيا” من تسويق وتجارة الغاز و”تجارة نفط قوية للغاية”.

وقال نيك بتلر، المدير التنفيذي السابق لشركة “بي بي” والأستاذ الزائر في كينغز كوليدج لندن، إن النتائج القوية جاءت “من أداء عمل داخلي جيد ولكن أيضا من ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء العالم”.

لكنه قال لبي بي سي إن أرباح الشركة من المرجح أن “تنخفض كثيرا هذا العام”، مع تراجع أسعار النفط والغاز.

وفي العام الماضي، فرضت حكومة بريطانيا ضريبة على الأرباح غير المتوقعة المحققة من استخراج النفط والغاز في البلاد – تسمى ضريبة أرباح الطاقة – للمساعدة في تمويل مخططها لخفض فواتير الغاز والكهرباء.

تم تحديد الضريبة الأخيرة عند 35 في المئة، وإلى جانب الضرائب الحالية على شركات النفط والغاز ترفع إجمالي معدل الضريبة في بريطانيا إلى 75 في المئة. ومع ذلك، فإن الشركات قادرة على تقليل مبلغ الضرائب التي تدفعها، من خلال احتساب الخسائر أو الاستثمار في أعمال النفط والغاز في بريطانيا.

ويتم تحقيق الغالبية العظمى من أرباح “بي بي” خارج بريطانيا، وبالتالي تلك المكاسب لا تحتسب في نطاق ضريبة أرباح الطاقة.

وفي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023، دفعت الشركة ضرائب بقيمة 3.4 مليار دولار على مستوى العالم و 650 مليون دولار في بريطانيا – من بينهم حوالي 300 مليون دولار مستحقة وفقا لضريبة أرباح الطاقة. وتقول الشركة إنها دفعت الآن مليار دولار إضافي كضرائب منذ فرض ضريبة أرباح الطاقة.

وتشهد أسعار بيع الغاز بالجملة انخفاضا، الأمر الذي رفع الآمال في أن فواتير الاستهلاك المنزلي ستبدأ في الانخفاض هذا الصيف.

وانخفض سعر نفط خام برنت أيضا إلى حوالي 80 دولارا للبرميل، من أعلى مستوياته عند حوالي 128 دولارا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

لكن شركة “بي بي” قالت إن أسعار النفط والغاز في أوروبا ستظل أعلى من المعتاد، خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية يونيو/ حزيران.

وبموجب ضمان أسعار الطاقة الحكومي، تم تقييد فواتير الطاقة للأسرة العادية بمبلغ 2500 جنيه إسترليني سنويا، على الرغم من أن هذا المستوى من الدعم من المقرر أن يتوقف في نهاية يونيو/ حزيران.

ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن الفواتير ستنخفض إلى ما دون هذا المستوى في يوليو/ تموز، بسبب انخفاض تكاليف البيع بالجملة. وهذا من شأنه أن يجعل ضمان السعر زائدا عن الحاجة.

الاحتجاج على الانبعاثات

تعرضت “بي بي” أيضا لانتقادات بعد أن قالت، في وقت سابق من هذا العام، إنها ستخفض هدفها لخفض الانبعاثات بحلول نهاية العقد الجاري.

وفي الأسبوع الماضي، في الاجتماع السنوي العام للشركة، صوتت بعض أكبر صناديق التقاعد في بريطانيا ضد إعادة تعيين رئيس شركة بريتيش بتروليوم، هيلغ لوند، احتجاجا على القرار.

وقالت الشركة الأسبوع الماضي إنها تقدر “الاعتراض والمشاركة البناءة”.

وردا على أحدث نتائج شركة بريتيش بتروليوم، قال تشارلي كرونيك، من مجموعة الضغط البيئي غرينبيس: “لقد حان الوقت لكي تتدخل الحكومة وتجبر شركة بريتيش بتروليوم – وبقية قطاع صناعة النفط – على البدء في دفع ثمن الضرر الذي تسببوا فيه للمناخ، واستخدام الأموال لمعالجة التأثيرات المناخية المدمرة التي نشهدها بالفعل في جميع أنحاء العالم”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.