روسيا وأوكرانيا: الصين تنأى بنفسها عن تصريحات سفيرها في باريس المشككة في استقلال أوكرانيا
نأت الصين بنفسها بعيدا عن التصريحات المشككة بمدى سيادة واستقلالية أوكرانيا، والدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق.
وأدلى السفير الصيني في باريس، لو شايي، الأسبوع الماضي، بهذه التصريحات التي سببت غضبا واسعا واتصالات هاتفية ببكين تطالب بتوضيح موقفها.
اعتقال صينيين في نيويورك لاتهامهما بإدارة مركز شرطة سري
هل تريد الصين صناعة السلام أم توسيع سيطرتها ونفوذها؟
وقال وزير الخارجية الصيني، الإثنين إن بلاده تحترم استقلالية الدول السابقة في الاتحاد السوفيتي.
وتعد الصين حليفا وثيقا على المدى الاستراتيجي لروسيا، ولم توجه أي انتقاد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد غزو أوكرانيا العام الماضي.
وترى الصين نفسها لاعبا أساسيا في جهود إعادة السلام لأوكرانيا، لكنها في الوقت نفسه الشريك التجاري الذي أصبح أكثر أهمية لروسيا، بعد العقوبات الغربية، ويشكك الكثيرون في الغرب في حيادية بكين، في هذا الملف.
وفي حوار مع تلفزة (إل سي آي) الفرنسية الأسبوع الماضي، تلقى السفير الصيني في فرنسا، سؤالا حول رأيه في الوضع في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في إجراء من جانب واحد عام 2014.
واعتبر المذيع أن شبه جزيرة القرم حسب القانون الدولي، تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأراضي الأوكرانية.
لكن السفير الصيني رد مؤكدا أن الوضع غير واضح، وأن الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق، لا يمكنها الاعتماد على القانون الدولي، للدفاع عن سيادتها.
وأضاف “حتى هذه الدول التابعة سابقا للاتحاد السوفيتي، لا تمتلك موقفا فعالا بمقتضى القانون الدولي، لأنه ليس هناك اتفاق عالمي ضمن القانون الدولي، يؤصل موقفها كدول مستقلة”.
ولطالما طعن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في استقلالية أوكرانيا، وقال في خطاب قبل أيام من بداية الغزو، إنها ليس لديها “أي مسوغ من مسوغات الدول المستقلة”، مؤكدا أنها كانت دوما جزءا لا يتجزأ من روسيا، ثقافيا وتاريخيا.
ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، الإثنين تصريحات السفير، قائلة إن بكين، تحترم استقلالية وسيادة، ووحدة أراضي، كل الدول، وتلتزم بجميع مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة.
وأضافت “كان الاتحاد السوفيتي دولة اتحادية، وكان يتسم ببعض السمات حسب القانون الدولي، والمعاملات الخارجية، ولا ينفي هذا حقيقة أن كل الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي، لها صفات الاستقلالية كدولة، بعد تفككه”.
وقالت السفارة الصنية في باريس لاحقا، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إن تصريحات السفير كانت شخصية، ولا ينبغي تفسيرها على أي محمل آخر.
واستدعت 3 من دول البلطيق، وهي إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، السفير الصيني لدى كل منها، لتوضيح موقف الحكومة الصينية من تصريحات سفيرها في باريس.
وقال وزير الخارجية الليتواني، غابريليوس لاندسبيرغيس، إن السفير الصيني في فرنسا سيكون مطالبا بتفسير تصريحاته، وما إذا كانت الصين قد غيرت سياساتها بِشان الاعتراف باستقلالية الدول، مضيفا “لسنا دولا سابقة في الاتحاد السوفيتي، بل دول مستقلة كانت خاضعة للاحتلال من الاتحاد السوفيتي”.
وسيطر الاتحاد السوفيتي على الدول الثلاث، عام 1940، لكنها أعلنت استقلالها عام 1991، عقب انهياره.
وندد وزراء خارجية عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالتصريحات، وكان من المقرر أن يناقشوها في اجتماعهم الذي بدأ اليوم.
وشكك ميخائيل بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، في تفسير السفير الصيني في باريس، للقانون الدولي، واصفا إياها بأنها “غريبة”.
وقال “لو أردت أن تكون لاعبا سياسيا أساسيا، لا تردد الدعاية الروسية”.
وأثار السفير الصيني في فرنسا شخصيا الجدل في السابق، ويوصف بأنه واحد من “الذئاب المقاتلة” في الدبلوماسية الصينية، لأسلوبه الجريء.
وقال لوسائل الإعلام الفرنسية قبل عامين، إنه يشعر “بالإطراء” بسبب هذا اللقب لأن هناك الكثير من “الضباع المجنونة” التي تهاجم الصين.
وتم استدعاء السفير عدة مرات من السلطات الفرنسية، لتفسير تصريحات أطلقها في السابق، بينها أن كبار السن تعرضوا للإهمال، في دور الرعاية في فرنسا خلال أزمة وباء كورونا.
Comments are closed.