ما هو نادي بوهيميان غروف الذي تقتصر عضويته السرية على ذكور أثرياء؟
برز اسم بوهيميان غروف، النادي المخصص للأثرياء والمتنفذين، للواجهة مجددا بعد تردد أنباء عن زيارة قاضي المحكمة العليا الأمريكي كلارنس توماس للمنتجع حيث مقر النادي مع صديق ملياردير.
وكشف تقرير صادر عن الموقع الاستقصائي بروبابليكا ProPublica أن القاضي توماس قبِل بالرحلات الفاخرة حول العالم مع الملياردير الجمهوري هارلان كرو، بما في ذلك زيارته لنادي بوهيميان غروف المخصص للرجال.
يقع النادي في مقاطعة سونوما النائية، شمال سان فرانسيسكو، وقد أثارت السرية والغموض المحيطة باجتماعات النادي الكثير من التساؤلات، كما أثارت الحديث عن نظريات مؤامرة.
يصر مسؤولو النادي على نفي الحديث عن العمل خلال الاجتماعات، لكن تقارير تقول إن بعضا من أقوى الرجال في أمريكا أبرموا صفقات وسط طقوس غريبة في النادي الذي تأسس منذ نحو 150 عاما.
كيف بدأ النادي؟
أُسس النادي البوهيمي من قبل صحفيين وفنانين وموسيقيين في سان فرانسيسكو عام 1872، و كان الكاتب والكوميدي مارك توين من أوائل الأعضاء في النادي.
بدأ المعسكر لمدة أسبوعين في بوهيميان غروف، بعد ست سنوات من التأسيس للاحتفال بأحد الممثلين بعد انتقاله إلى مدينة نيويورك.
مع مرور الوقت، توسع النادي ليشمل رجال الأعمال والسياسيين. ويُسمح للأعضاء بإحضار باصطحاب الضيوف ولكن التجمع يكون مغلقا أمام وسائل الإعلام والغرباء.
من ينتمي إلى النادي؟
على الرغم من أن القائمة التي تضم 2500 عضو سرية، إلا أنه قد رشحت بعض المعلومات عن النادي، بينما لا توجد إلا معلومات شحيحة جدا على موقع النادي.
شعار غروف، المأخوذ من مسرحية شيكسبير الكوميدية “حلم ليلة منتصف الصيف”، هو “Weaving spiders come not here”، والذي يشير إلى أنه لا ينبغي الحديث عن الأعمال والقضايا التجارية داخل النادي، وهو الشعار الذي يتم تجاهله في الكثير من الأحيان.
والمعروف هو أن اجتماع التخطيط لمشروع مانهاتن (هو مشروع بحث وتطوير جرى العمل عليه في أثناء الحرب العالمية الثانية لإنتاج الأسلحة النووية لأول مرة) الذي عقد في غروف في عام 1942 أدى لاحقا إلى تطوير القنبلة الذرية.
ما الذي يجري بالفعل في النادي؟
يقال إن الاجتماع في المخيم الذي يستمر أسبوعين يتضمن عروض مسرحية وطقوس وكثير من شرب الكحول والتبول في الهواء الطلق.
على مر السنين، احتج المتظاهرون المناهضون للرأسمالية والأسلحة النووي والمناصرون لقضايا البيئة والحفاظ عليها على هذا الحدث، على الرغم من أن تقريرا إخباريا محليا أشار العام الماضي إلى أن الاحتجاجات تضاءلت مع مرور الوقت.
وقد حاول الصحفيون مرارا وتكرارا التسلل إلى التجمع. وقد وصف مقال نُشر عام 1989 في مجلة SPY المخيم بأنه “أكثر حفلات الأخوة حصرية على وجه الأرض”، وذكر بالتفصيل خطابا للرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان بعيد تركه منصبه كان قد ألقاه في المخيم.
وفي عام 2000 ، تسلل أحد أبرز المؤمنين بنظرية المؤامرة أليكس جونز، وسجل أحد طقوس النادي، ألا وهو حرق دمية أو مجسم لشخص (شنق وحرق الدمى هو شكل من أشكال الاحتجاج القديمة، وهو طقس برز بشكل كبير بعد الحرب العالمية الأولى ، عندما أحرق المتظاهرون دمية للمفوض السامي البريطاني لمصر اللورد ألنبي خلال احتجاج على وجود القوات البريطانية في المدينة).
وأنتج فيلما وثائقيا مليئا بالاتهامات الفاضحة حول المؤامرات الكبرى والتضحية البشرية.
كان برفقة جونز، الصحفي جون رونسون، الذي كان له رأي مختلف تماما. إذ كتب لاحقا: “كان انطباعي الدائم عن إحساس شامل بعدم النضج، ولطالما تساءلت عما إذا كان البوهيميون يحيطون أنفسهم بالسرية لأسباب لا تنطوي على شيء أكثر من أنهم اعتقدوا أن هناك جاذبية وإغراء في ذلك الغموض وتللك السرية”.
يقوم النادي حاليا بالإعلان عن وظائف شاغرة للندل وضباط الأمن ووظائف أخرى لمناسبات ستقام هذا الصيف، لكنه من غير المعروف من ستضم قائمة الحضور.
Comments are closed.