كوريا الشمالية: سبعة مصطلحات تشير إلى استعدادها لإجراء تجربة نووية
هل هناك تجربة نووية أخرى وشيكة في شبه الجزيرة الكورية؟ هل سيقربنا ذلك خطوة نحو مواجهة كارثية محتملة؟
تفقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون “الرؤوس الحربية النووية التكتيكية” في الأسبوع الأخير من شهر مارس /آذار، ودعا إلى الاستعداد التام لاستخدام الأسلحة النووية في “أي وقت وفي أي مكان” وفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية.
وأجرت كوريا الشمالية آخر تجربة نووية ( السادسة) في عام 2017، وقال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن الجارة الشمالية قد أكملت بالفعل استعداداتها للتجربة النووية التالية “السابعة”، ويوافقه العديد من الخبراء في ذلك.
ورغم عدم معرفة الموعد الذي ستجري فيه كوريا الشمالية تجربتها النووية التالية، ولكن هذه هي المصطلحات السبعة الأساسية التي يجب معرفتها قبل حدوث التجربة النووية.
الأسلحة النووية التكتيكية
قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال اجتماع حزب العمال الذي عقد في الأيام الأخيرة من عام 2022، إنه سيزيد بشكل كبير من إنتاج الأسلحة النووية، مع تحديد أهدافه لعام 2023.
وشدد كيم على الحاجة إلى زيادة إنتاج الأسلحة النووية على نطاق واسع، قائلا: “إن هذا يجب أن يشمل الإنتاج الواسع للقنابل النووية التكتيكية الصغيرة”.
وتتوزع الأسلحة النووية بشكل عام ما بين “تكتيكية” و “استراتيجية”.
الأسلحة النووية التكتيكية عبارة عن رؤوس حربية نووية صغيرة تناسب الصواريخ قصيرة المدى، ويمكن استخدامها نظرياً لتحقيق أهداف في ساحة المعركة القريبة نسبياً من القوات الصديقة.
في المقابل، تعتبر القنابل النووية الاستراتيجية أسلحة أكبر بكثير وذات أهداف دفاعية، وتعمل على إيقاع دمار كبير في مناطق بعيدة عن ساحة المعركة، كالمراكز السكانية أو البنية التحتية للعدو لثنيه عن المواجهة والهجوم.
ومع ذلك، يقول بعض الخبراء إن الفرق بين الأسلحة التكتيكية والاستراتيجية غير واضح، مؤكدين أن “الأسلحة النووية الصغيرة” لا تزال تسبب دماراً هائلا وخسائر بشرية هائلة.
الصواريخ الباليستية العابرة للقارات “ICBMs”
أطلقت كوريا الشمالية أكثر من 90 صاروخاً باليستياً وصواريخ أخرى في عام 2022، أكثرَ من أي عام آخر، واستقبلت عام 2023 بإطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى.
يصل مدى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات “ICBMs” إلى أكثر من 5500 كيلومتر، وتعتبر مهمة بالنسبة لكوريا الشمالية لأنها يمكن أن تحمل رؤوساً حربية نووية تصل إلى أراضي الولايات المتحدة، في حين تستخدم الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في الغالب لاستهداف الدول المجاورة مثل كوريا الجنوبية.
وأجرت كوريا الشمالية في نوفمبر /تشرين الثاني الماضي اختباراً لإطلاق أقوى صاروخ باليستي عابر للقارات لديها،
Hwasong-17 والذي تم الكشف عنه لأول مرة في أكتوبر /تشرين الأول عام 2020.
ويقال إنهذا الصاروخ يصل مداه إلى 15 ألف كيلومتر أو أكثر، ويمكن أن يحمل ثلاثة أو أربعة رؤوس حربية نووية في وقت واحد.
ويعني ذلك أن كوريا الشمالية يمكن أن تنفذ هجوماً نووياً على نيويورك وواشنطن العاصمة ومدن أمريكية أخرى في نفس الوقت، مما يجعل من الصعب جداً على نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي اعتراض هذه الضربات.
صواريخ الوقود الصلب
تطور مهم آخر في الترسانة النووية لكوريا الشمالية هو محرك الصواريخ الذي يعمل بالوقود الصلب، وهي صواريخ يصعب اعتراضها وتتميز بسهولة وسرعة النقل والشحن، على عكس محركات الصواريخ التقليدية التي تعمل بالوقود السائل.
واختبرت كوريا الشمالية محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب على صواريخ قصيرة المدى، ولكن من المحتمل استخدامها أيضاً في الصواريخ البالستية العابرة للقارات في المستقبل.
أقمار التجسس
تُعرف أيضاً باسم أقمار الاستطلاع أو الاستخبارات، وتستخدم هذه الأجهزة لمراقبة دولة معادية من الفضاء.
وزعمت كوريا الشمالية في دسمبر /كانون الأول الماضي أنها أجرت اختباراً قالت إنه مهم وهي في مراحلها النهائية لتطوير قمر صناعي للتجسس، وتخطط لإكماله الشهر الحالي.
لكن هناك شكوك في قدرة القمر الصناعي على التقاط الصور بشكل فعال، ولكن ربما لا يكون هذا مهماً للغاية لكوريا الشمالية.
ويقول الخبراء إن تقنية محركات الصواريخ الخاصة بإطلاق الأقمار الصناعية التجسسية وغير التجسسية، تشبه إلى حد كبير تلك المستخدمة في إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات، لكن الأقمار الصناعية هي مجرد ذريعة أخرى لكوريا الشمالية لاختبار قدرتها على إطلاق الصواريخ.
الردع الاوسع
حظيت قضية “الردع الأوسع” باهتمام كبير في كوريا الجنوبية مؤخراً، ويعني هذا المصطلح في الأساس أن القدرات العسكرية الأمريكية وخاصة الردع النووي، تشمل كوريا الجنوبية ضد هجوم محتمل من كوريا الشمالية.
ونشرت الولايات المتحدة أسلحة نووية تكتيكية في شبه الجزيرة الكورية في عام 1953، لكنها سحبتها لاحقاً بالكامل في عام 1991 كجزء من جهودها العالمية لخفض الأسلحة النووية.
ومنذ ذلك الحين، وسعت بدلاً من ذلك منظومة “حماية المظلة النووية” لتشمل كوريا الجنوبية.
وبعد رئاسة دونالد ترامب وما خلفته الحرب في أوكرانيا، هناك شكوك في كوريا الجنوبية حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستكون قادرة فعلاً على استخدام جميع قدراتها للدفاع عن حلفائها.
وأشارت استطلاعات الرأي العامة الأخيرة إلى أن أكثر من 70٪ من الكوريين الجنوبيين يدعمون تطوير أسلحتهم النووية.
مؤتمر الحزب الثامن
ووضعت كوريا الشمالية برنامج أسلحتها الاستراتيجية “ذات الأولوية القصوى” في إطار خطة خمسية خلال المؤتمر الثامن لحزب العمال الكوري “WPK” الذي عقد في يناير /كانون الثاني عام 2021.
وتضمنت الخطة تطوير أسلحة نووية تكتيكية، وصواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، ورؤوس حربية انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وغواصات تعمل بالطاقة النووية، وأقمار تجسس صناعية.
وتتوافق العديد من المصطلحات المذكورة أعلاه مع أهداف الخطة الخمسية، وصُمم عدد غير مسبوق من الصواريخ التي تم إطلاقها في عام 2022 لاختبار العديد من هذه الأهداف.
يون سوك يول
تغير الكثير منذ انتخاب مرشح حزب المحافظين يون سوك يول رئيسًا لكوريا الجنوبية في مارس /آذار عام 2021، حيث يتناقض موقفه الصارم من كوريا الشمالية تماماً مع موقف سلفه مون جاي إن، الذي ركز بشكل أساسي على تعزيز التعاون مع كوريا الشمالية.
ووصف يون كوريا الشمالية بأنها “العدو الرئيسي” لكوريا الجنوبية، وتعهد بتعزيز الدفاعات الصاروخية.
وقال يون في يناير /كانون الثاني الماضي إنه إذا زاد التهديد النووي لكوريا الشمالية، فقد تطلب كوريا الجنوبية من الولايات المتحدة إعادة نشر أسلحتها في شبه الجزيرة الكورية، أو حتى بناء ترسانتها النووية، لكنه سرعان ما أعلن أن هذه ليست سياسة رسمية لبلاده بعد.
Comments are closed.