بنك دويتشه: هبوط أسعار الأسهم يثير القلق من جديد في أوساط المستثمرين
شهدت أسعار أسهم القطاع المصرفي في عموم أوروبا انخفاضاً حاداً مع عودة المخاوف بشأن القوة المالية للقطاع.
فقد انخفضت أسعار الأسهم في بنك “دويتشه” الألماني بنسبة 14 في المائة في وقت معين الجمعة، وشهد مقرضون آخرون خسائر كبيرة.
وقد أصيب المستثمرون بالقلق بفعل انهيار بنكين أمريكيين وعملية الاستحواذ السريعة للبنك السويسري العملاق كريدي سويس من قبل منافسه بنك “يو بي أس”.
وشهدت أسواق الأسهم في لندن وألمانيا وفرنسا جميعها تراجعاً.
وانخفض أداء البورصات الأمريكية الرئيسية الثلاث في تداولات الافتتاح، وكان التراجع مدفوعاً في جانب منه بانخفاض أسعار أسهم الشركات المالية، ومن بينها مورغان ستانلي وجي بي مورغان تشيس وغولدمان ساكس.
وفي أوروبا، تشمل قائمة البنوك التي شهدت انخفاضاً كبيراً في أسعار أسهمها بنك ألمانيا التجاري (كوميرز بنك) وبنك سوسيتيه جنرال الفرنسي، اللذان انخفضت أسعار أسهمهما بحوالي ستة في المائة. وفي المملكة المتحدة، كان بنك ستاندرد تشارترد أكثر البنوك تراجعاً، حيث انخفضت أسعار أسهمه بنسبة تفوق ستة في المائة.
وقال روس مولد، مدير الاستثمار في شركة “أيه جي بيل”، لبي بي سي إن الانخفاض في سعر سهم بنك دويتشه، والارتفاع الحاد في تكاليف التأمين ضد احتمال التخلف عن السداد من قبل البنك، كان “مؤشراً على فقدان أوسع للثقة في القطاع المصرفي”.
وقال: “هنالك خوف متراكم من أن البنوك المركزية ربما بالغت في الأمر فيما يتعلق بزيادات أسعار الفائدة، حيث تركتها منخفضة جداً لفترة طويلة جداً.”
وكانت البنوك المركزية قد خفضّت أسعار الفائدة خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008 ومرة أخرى عندما ضرب وباء كورونا في عام 2020 في إطار الجهود الرامية إلى تشجيع النمو الاقتصادي.
لكن وخلال العام الماضي أو ما يقرب من العام عمدت البنوك على رفع أسعار الفائدة بشكل حاد في محاولة منها لكبح الزيادات في الأسعار المرتفعة.
وقد ضربت هذه الزيادات في أسعار الفائدة قيمة الاستثمارات التي تحتفظ البنوك بقسم من أموالها فيها، وساهمت في حالات فشل البنوك في الولايات المتحدة.
وانخفضت أسعار الأسهم في عموم القطاع المصرفي، مع تحذير كبار المستثمرين من أن الانهيارات ما هي إلا أعراض لمشاكل أعمق في النظام المصرفي، حيث لا تزال هناك أثار أخرى للأزمة لم تظهر بعد.
وقال مولد إن أسعار الفائدة المرتفعة أثارت احتمال حدوث ركود اقتصادي، وإذا ما حدث ذلك فإن “البنوك ستجد عموماً أن من الصعب عليها أن تواصل عملها”.
وتحاول البنوك المركزية والحكومات تهدئة مخاوف السوق.
فقد دافع المستشار الألماني أولاف شولتز عن بنك دويتشه في مؤتمر صحافي عقده الجمعة، حيث أشار إلى أن البنك “عمل بشكل شامل على إعادة تنظيم وتحديث نموذج أعماله” وأنه “مربح للغاية”. واستعادت أسهم بنك دويتشه بعض خسائرها في تعاملات فترة ما بعد الظهر.
وقال محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي لبي بي سي:”إن النظام المصرفي في المملكة المتحدة هو سليم وآمن”.
لكن الرسائل المتضاربة من السلطات الأمريكية حول ما إذا كانت مستعدة لضمان كافة الودائع في البنوك قد أدت إلى البلبلة. ويبدو أن الآمال باستعادة الهدوء في القطاع المصرفي كانت سابقة لأوانها.
وأفاد البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن استخدام برنامج إقراض طارئ للبنوك، كان قد أنشأه البنك المركزي هذا الشهر قد زاد خلال الأسبوع الماضي.
وأفادت بلومبيرغ نيوز أيضاً بأن وزارة العدل الأمريكية تحقق مع بنكي “يو بي أس” و “كريدي سويس” حول ما إذا كانا قد ساعدا الأوليغارشية الروسية على تجنب العقوبات.
وقال جواشيم ناجل، رئيس “بوندز بنك” الألماني، إن التضخم المرتفع الذي لا يزال قائماً يعني أن البنوك المركزية يتعين عليها أن تستمر في رفع أسعار الفائدة.
وامتنع ناجل عن التعليق على بنك دويتشه، لكنه قال:”إن اضطرابات السوق هي أمر متوقع بعد فشل بنك سيليكون فالي وبنك سيغنتشر في الولايات المتحدة وكذلك فشل عملية استحواذ بنك يو بي أس على بنك كريدي سويس”.
وأضاف:”أنه في الأسابيع التي تأتي بعد مثل هذه الأحداث المهمة، غالباً ما يكون الطريق صعباً”.
Comments are closed.