الكونغرس الأمريكي: الجمهوريون يعزلون النائبة الديمقراطية إلهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب

عزل الجمهوريون النائبة الديمقراطية إلهان عمر من منصبها في لجنة الشؤون الخارجية في خطوة تشير إلى تصاعد التوترات داخل الكونغرس الأمريكي.

وصوّت نواب جمهوريون من أجل عزل إلهان بسبب تصريحاتها السابقة عن إسرائيل.

وقال الجمهوريون إن “هذه الخطوة تبعث رسالة قوية ضد معاداة السامية”.

بيد أن الديمقراطيين والنائبة قالوا إن “الخطوة جاءت ثأرا من عزل اثنين من الجمهوريين من لجان في عام 2020 عندما كان الديمقراطيون يمثلون أغلبية في مجلس النواب.

كما أشارت إلهان إلى أنه جرى إبعادها بوصفها مسلمة هاجرت إلى الولايات المتحدة كلاجئة.

وقالت قبل وقت قصير من التصويت: “هل تفاجأ أحدكم من أنني بطريقة ما أعامل وكأني لا أستحق التحدث عن السياسة الخارجية الأمريكية؟”.

وحصل الجمهوريون على أغلبية في مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني، وصوّت الأعضاء على أسس حزبية لعزل إلهان عمر يوم الخميس.

وتعد النائبة واحدة من ثلاثة ديمقراطيين بارزين عُزلوا من مهام لجانية في ظل تولي الأغلبية الجديدة في مجلس النواب، والذي يرأسه كيفين مكارثي.

وقال بعض الجمهوريين، بمن فيهم مكارثي، إنه لا ينبغي أن تعمل إلهان في لجنة الشؤون الخارجية القوية بسبب تعليقاتها السابقة عن إسرائيل والتي تعرضت، في بعض الأحيان، إلى انتقادات من قبل أعضاء الحزبين.

وكانت إلهان قد اعتذرت في عام 2019 عن التلميح بأن المشرعين الأمريكيين يدعمون إسرائيل فقط بسبب أموال جماعات الضغط.

وأدان أعضاء من الحزبين، بمن فيهم الزعيمة الديمقراطية آنذاك، نانسي بيلوسي، تعليقاتها ووصفوها بأنها معادية للسامية لأنها تذرعت بقوالب نمطية متشددة عن الشعب اليهودي الذي يستخدم المال في التأثير.

وقالت إلهان في بيان في ذلك الوقت: “معاداة السامية حقيقية وأنا ممتنة للحلفاء والزملاء اليهود الذين يعلموني التاريخ المؤلم للقوالب المعادية للسامية”.

• حوار مع إلهان عمر أول محجبة في مجلس تشريعي بأمريكا

وقال الديمقراطيون، بمن فيهم أعضاء يهود، يوم الخميس، إن “إلهان عمر اتخذت الخطوات المناسبة لتثقيف نفسها بشأن معاداة السامية”.

وعلى صعيد تاريخي، نادرا ما اتخذ الحزب الحاكم في مجلس النواب خطوات لتأديب أعضاء المعارضة أنفسهم، بيد أن ذلك بدأ يتغير، وهيأ شكلا جديدا من التحزّب الذي يمكن أن يؤجج الانقسام داخل المجلس.

وفي عام 2020، عزل الديمقراطيون النائبين، مارجوري تايلور غرين وبول غوسار، من لجانهما بسبب تعليقات وتهديدات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة إلى الديمقراطيين، بما في ذلك النائبة إلهان عمر.

وقال عضو الكونغرس ماكس ميللر، وهو جمهوري عن ولاية أوهايو، والذي قدم قرارا بعزل إلهان رسميا من اللجنة، إن تعليقاتها “التمييزية” تجاه إسرائيل أدت إلى استبعادها.

بيد أن النائبة الديمقراطية كاثرين كلارك قالت إن عزل إلهان سيحرم اللجنة من “لاجئة وناجية من حرب” وهي “تعرف مباشرة ما هو شائك في عملها”.

وقال أعضاء آخرون إن القرار يهدد بتصعيد الضغينة الحزبية داخل مجلس النواب.

وكانت النائبة إلهان عمر، التي تمثل مناطق في ولاية مينيسوتا، قد وصلت إلى الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي كلاجئة صومالية.

وفي عام 2018، أصبحت واحدة من أوائل المسلمات المنتخبات في الكونغرس الأمريكي.

وتعرضت لإساءات حظيت بتغطية إعلامية خلال فترة وجودها في المنصب، وكان أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب قد هتفوا ذات مرة في تجمع “أعيدوها!”.

وقالت إلهان، قبل التصويت يوم الخميس، إن تهديدا آخر بالقتل أُرسل إلى مكتبها، وأضافت “هذه التهديدات تزداد كلما استهدفني الجمهوريون”.