فيروس كورونا: الصين تؤكد أن موجة الإصابات الحالية في طريقها للانتهاء
أعلن المسؤولون الصحيون في الصين، أن موجة الإصابات بفيروس كورونا التي تشهدها البلاد حاليا، “تشهد مراحلها النهائية”.
وأكد مركز مكافحة الأمراض والأوبئة الوطني أن معدلات الإصابات الجديدة والوفيات بسبب الفيروس، تتناقص بشكل متسارع.
وأضاف أنه “لا توجد زيادة في معدلات الإصابة” خلال فترة عطلة رأس السنة القمرية، الأسبوع الماضي، والتي شهدت سفر الملايين عبر البلاد للقاء عائلاتهم.
- انتعاش صناعة التوابيت في الصين مع زيادة الوفيات بسبب تفشي كورونا
- الإعلان عن إصابة عشرات الملايين بفيروس كورونا في مقاطعة صينية
- طريقة الصين في حساب وفيات كوفيد 19 تغذي الشكوك فيها
ويثير أسلوب الصين في إعلان البيانات المتعلقة بفيروس كورونا، الكثير من الشكوك.
لكن الخبراء يقولون إن تراجع معدلات الإصابة الحالي يتفق مع الإطار الزمني المتوقع لنهاية هذه الموجة الضخمة من الإصابات.
وتفشى الفيروس في مختلف أنحاء البلاد، بالتزامن مع قرار الحكومة رفع جميع القيود التي كانت مفروضة، حسب سياستها السابقة، والمعروفة باسم (صفر كوفيد)، الشهر الماضي، رغم تراجع عدد الزيارات لعيادات مواجهة الحمى، بنحو 90 في المئة، خلال الشهر المنصرم، وكذلك تراجع نسب دخول المصابين إلى المستشفيات، بسبب الفيروس، بنحو 85 في المئة.
وفي إطار أعم، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا لا يزال يشكل حالة طواريء على المستوى الدولي، وأنه من المبكر تقليل مستويات التأهب عن المستوى الأعلى، الذي أعلنته قبل نحو ثلاث سنوات.
وأضافت المنظمة أن معدلات الوفيات أسبوعيا بسبب الفيروس تتزايد، خلال الأسابيع الماضية، حتى تعدت 170 ألف وفاة أسبوعيا على مستوى العالم، خلال الشهرين الماضيين.
وأكدت المنظمة أن نقص المعلومات الحالي، يجعل من الصعب تتبع وجود سلالات جديدة من الفيروس، لكنها في الوقت نفسه اعترفت بأن الموقف العالمي حاليا أفضل مما كان خلال تفشي سلالة أوميكرون أول مرة قبل نحو عام.
وأكد مركز مقاومة الأمراض والأوبئة الصيني أن تزايد الحالات الذي كان متوقعا خلال موسم الأعياد والاحتفالات بالسنة القمرية الجديدة، لم يكن سيئا بالشكل المنتظر.
وأضاف: “في هذه الأوقات لا وجود لسلالة جديدة، كما أن الموجة الحالية للإصابات تقترب من النهاية”.
كما أعلن المركز تراجعا كبيرا في معدل الوفيات اليومي بسبب الفيروس، والذي يتم الإبلاغ عنه من المستشفيات، حيث تراجع العدد من 4300 وفاة يوميا في مطلع يناير/ كانون الثاني، إلى 896 وفاة يوميا بحلول الثالث والعشرين من الشهر ذاته.
وقال خبير الأمراض المعدية، سو لي يانغ، لبي بي سي: “التراجع في معدلات الوفاة يتبع التراجع في موجة الإصابات الضخمة الأولى، بعد إلغاء القيود المجتمعية، وهو الأمر المفهوم، والذي حدث في كل المجتمعات التي عانت من موجات إصابات ضخمة”.
وأضاف: “سنعرف قريبا لو كانت الاحتفالات بالسنة القمرية الجديدة قد تسببت في تزايد معدلات الإصابة، لكن بأي حال ليس من المتوقع أن تكون بنفس السوء الذي كانت عليه موجة التفشي الأخيرة، والتي لا تزال ممتدة حتى بداية عام 2023”.
وكان زينغ غوانغ، المدير السابق لمركز مكافحة الأمراض، وواحد من أبرز خبراء الأمراض المعدية في الصين، قد حذر بداية العام من أن تفشي الفيروس سيتزايد خلال فترة الاحتفال برأس السنة القمرية، خاصة في المناطق الريفية.
ووجدت بي بي سي دليلا على أعداد كبيرة من الوفيات المرتبطة بفيروس كوفيد في المناطق الريفية في الصين، في الوقت الذي ينتشر فيه الفيروس من المدن نحو المناطق الريفية، التي يقطنها مواطنون أكبر سنا.
ورغم ذلك أكد المركز الوطني لمكافحة الأوبئة أنه لا يوجد تزايد كبير في معدلات الإصابة بعد فترة الاحتفالات.
وتشير تقديرات المركز إلى أن نحو 226 مليون شخص قد تنقلوا في رحلات داخل البلاد، خلال الاحتفال برأس السنة القمرية، بين 22 و27 يناير/ كانون الثاني، بزيادة نحو 70 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، والتي شهدت فرض القيود المجتمعية في عدد كبير من مناطق البلاد.
وحسب إحصاءات المركز، فإن أعداد الوفيات التي سببها الفيروس، تقلصت للنصف بشكل مستمر خلال الشهر ذاته، حيث سجلت 12658 وفاة بين 13 و19 من الشهر بينما تراجع العدد إلى نحو 6364 حالة وفاة في الأسبوع التالي.
وأنهت الصين القيود المجتمعية الصارمة، لمواجهة الفيروس، في ديسمبر/ كانون الأول، والتي عانى منها الملايين من مواطنيها على مدار الأعوام الثلاثة الماضية.
وحسب الخبراء أدى ذلك إلى الزيادة الكبيرة في أعداد الإصابات، والوفيات بسبب الفيروس، خلال الأسابيع التالية.
وأشارت دراسة في جامعة بكين إلى أن عدد الإصابات في الصين منذ الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني، بلغ نحو 900 مليون إصابة، وسط تقارير متعددة عن ازدحام المستشفيات، ومحارق جثث الموتى.
ورغم ذلك استمرت السلطات الصينية في البداية مصرة على أن عدد الوفيات بسبب الفيروس لا يتعدى 7 وفيات، بعدما عدلت الشروط الطبية المطلوبة لاعتبار الوفاة ناتجة عن كوفيد.
وفي وقت لاحق، أعلنت اللجنة الصحية الوطنية نحو 60 ألف حالة وفاة بسبب الفيروس، بين 8 ديسمبر/ كانون أول، و12 يناير/ كانون الثاني، وبعدها بدأت السلطات اعتبار الوفيات المرتبطة بأمراض تنفسية، أو أمراض طويلة الأمد، مرتبطة بفيروس كورونا.
وينظر إلى البيانات التي تعلنها السلطات الصينية على نطاق واسع على أنها أقل من التقديرات الصحيحة، كما توقفت السلطات الصينية عن إصدار بيانات يومية بخصوص الإصابات، الشهر الماضي.
وقالت بكين إنها تعلن البيانات “بشفافية تامة في الوقت المناسب، بما يتوافق مع القانون”.
Comments are closed.