فيلم الحارة ومنذر رياحنة: الجدل ينتقل للبرلمان ونائب يطالب بسحب الجنسية من الممثل الأردني
انتقل الجدل حول فيلم “الحارة” إلى البرلمان الأردني بعد مطالبة نائب في الحكومة الأردنية بسحب الجنسية من بطل الفيلم منذر رياحنة ومقاضاته.
فقد طالب النائب سليمان أبو يحيى الحكومة بسحب الجنسية من الممثل الأردني بسبب تصريحاته عن فيلم “الحارة” الذي عرض عبر منصة نتفليكس في بداية العام الحالي، واعتبره البعض “مسيئا للمجتمع”.
“عذر أقبح من ذنب”
وقال النائب سليمان أبو يحيى في جلسة تشريعية لمجلس النواب :”أطالب الحكومة بسحب الجنسية من رياحنة بعد دفاعه الشرس عن فحوى فيلم الحارة رغم السخط والرفض الشعبي حول الكلمات الساقطة في مشاهده الخارجة عن نص الأسرة الأردنية”.
وقبل أيام، دافع الفنان رياحنة عن الفيلم خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “نبض البلد” على قناة “رؤيا”، مؤكدا أن “الحارة يسلط الضوء على فئة مظلومة في المجتمع الأردني” وهو ما اعتبره النائب أبو يحيى “عذرا أقبح من ذنب”.
https://twitter.com/asharqnews/status/1617975363648323605
وإزاء هذا التصريح، أكد رياحنة أن “ردود الفعل حول الفيلم لم تكن سلبية، والهدف الأعمق للفيلم هو إظهار معاناة تلك الفئة من الناس وتهميشها في المجتمع، وليس الشتائم”.
كما تحفّظ ريحانة على مناقشة مجلس النواب لفيلم “الحارة” تحت قبة البرلمان وقال: “يبدو أنه لم يتبقَ مشاكل في الأردن لمناقشتها”، ولفت إلى أنه “في إحدى جلسات مجلس النواب تم شتم الذات الإلهية”.
https://twitter.com/royanabdalbalad/status/1615068342020378625
“الصورة العامة للمجتمع الأردني”
وفي وقت سابق، طالب النائب محمد أبو صعيليك بـ”محاسبة ومحاكمة القائمين على الهيئة الملكية للأفلام لدعمها أفلاماً شوهت الصورة العامة للمجتمع الأردني”.
وقال النائب إن “حرية التعبير مصونة بالدستور، وحريتك تنتهي حينما تصل إلى حرية الآخرين، حينما تصل حريتك إلى الاعتداء على الآخرين تقف حريتك، هذا اعتداء صارخ على حرية الآخرين وقيمهم ودينهم ومعتقداتهم. ينبغي أن يحاسب صاحب هذا الفيلم وكل مموليه”.
وأضاف: “لو كنت من أهالي الحي لرفعت قضية أمام المحاكم الأردنية على كل من مول وأنفق على هذا الفيلم الذي صور هذا الحي وهذا المجتمع بهذه الصورة البئيسة الكئيبة التي هي ليست على الحقيقة، نحن عشنا بهذه الأحياء نحن مواليد من هذه الأحياء”.
https://twitter.com/husna_radio/status/1614913760535224320
دعم وتأييد لرياحنة
وبعد تقدم النائب بطلب للحكومة بسحب جنسية منذر رياحنة، حظي الممثل الأردني على دعم وتأييد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فقالت عروب صبح: “مين مفهم النواب المشرعين أن الجنسية هبة بيعطوها وبيسحبوها من مين ما بدهم؟! فقط الخونة الذين يرهنون الوطن ومقدراته لعدوه هم من لا يستحقون جنسيته”.
https://twitter.com/bataleh/status/1617606816879316992
واعتبر آخرون أن “الاختلاف بالرأي لا يمنح الحق لأي أحد بسحب الجنسية، ولا لأي أحد بطلب سحب الجنسية من آخرين”.
https://twitter.com/reemaahamdieh/status/1617856062803316736
وكتبت المديرة التنفيذية لمركز العدل، المحامية هديل عبد العزيز: “إذا كان سعادة النائب لا يعلم أن المطالبة بسحب جنسية مواطن هي من قبيل الهراء السياسي والقانوني فهذه مصيبة، وإذا كان يعلم فالمصيبة أعظم، ولو لم يكن محتمياً بقبة البرلمان لتمكن الممثل من مقاضاته. وتستمر الدراما التي نراها تحت القبة وهي أكثر بذاءة من محتوى أي عمل درامي”.
https://twitter.com/hadilaziz/status/1617701467653300224
منتقدون لرياحنة
وفي المقابل، تعرض الفنان الأردني لانتقادات لاذعة، واعتبر آخرون أنه “لا يتقبل الرأي الآخر”.
فقال سامي النواصرة: “مشكلة الفنان منذر رياحنة أنه لم يتقبل الرأي الآخر وتحدث عن “النقد الفني” ولم يذكر الذوق العام والشخصي والقيم في النقد .. لابد للفنان “المحترف” أن يشارك الناس أسباب استحسان واستقباح فيلم الحارة”.
https://twitter.com/nawasreh/status/1618215272388898817
ورأى آخرون أن الممثل الأردني منذر رياحنة “يخاطب الأردنيين بفوقية” على حد قولهم.
فقال ياسر الزعاترة: “للمرة الثانية بعد جدل فيلم “الحارة”: الممثل منذر رياحنة يخاطب الأردنيين بفوقية عجيبة. يقول: “حتى لو غلطنا ما بصير الهجوم على عمل فني أردني” هل صار العمل الفني الأردني مقدّسا؟! من حق الناس أن يدافعوا عن مجتمعهم وقيمهم وفق ما يرون؛ أعجبك أم لم يعجبك”.
https://twitter.com/yzaatreh/status/1617962696791687170
واتخذ مغردون من تويتر منصة لتقديم شكوى ضد فيلم الحارة، لما رأوا فيه من “ألفاظ نابية، لا تتماشى مع أعراف ودين المجتمع الأردني”.
https://twitter.com/ahmadomariy/status/1617535528483844098
فيلم الحارة
- ويُعرض فيلم “الحارة” في قالب درامي تشويقي، وتدور أحداثه في حي تحكمه قوانينه الخاصة، فيبدو بذلك “أقرب لدولة داخل الدولة”.
- وبين الأزقة المتناقضة، تعيش شخصيات “الحارة” في صراع متواصل مع الفقر والعوز والاحتيال.
- وقد تخلق تلك الثيمة “إحساسا بالتوتر” تكسره أحيانا مشاهد “رومانسية” تجمع علي (بطل الفيلم) بحبيبته لانا في الخفاء.
- ثم تتطور الأحداث عندما يلتقط شخص مبتز مقطعا مصورا للحبيبين في وضع جنسي ليصل إلى أم لانا التي تلجأ لرجل يعمل في الدعارة لـ”حماية سمعة ابنتها”، في مشهد مليء بالتناقضات الاجتماعية والكوميديا السوداء.
Comments are closed.