روسيا وأوكرانيا: موسكو تسيطر على معظم مدينة سوليدار في شرق أوكرانيا
قالت وزارة الدفاع البريطانية إنه من المرجح أن تكون روسيا قد سيطرت الآن على معظم أرجاء بلدة سوليدار التي تعد مصدرا لاستخراج الملح في شرق أوكرانيا، بعد معركة استمرت لأشهر مع القوات الأوكرانية.
وقالت بريطانيا إن القوات الروسية ومجموعة المرتزقة فاغنر أحرزت تقدما في الأيام الأربعة الماضية.
وتقع سوليدار بالقرب من باخموت، حيث تخوض أوكرانيا أيضا معركة دامية.
وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنه “لا حياة تقريبا” في سوليدار، مع “عدم وجود جدران كاملة”.
وأضاف أيضا أن “كل الأرض القريبة من سوليدار مغطاة بجثث المحتلين”.
وقال “هكذا يبدو الجنون”.
وقد يُنظر إلى سوليدار – التي كان عدد سكانها حوالي 100000 قبل الحرب – بشكل أساسي على أنها نقطة انطلاق للاستيلاء على باخموت، لكن قيمتها الاستراتيجية موضع شك.
لكن مسؤولا أمريكيا قال الأسبوع الماضي إن يفغيني بريغوزين، مؤسس مجموعة فاغنر، يريد السيطرة على مناجم الملح والجبس الكبيرة في المنطقة.
وقالت بريطانيا إن جزءا من القتال ركز على مداخل الأنفاق غير المستخدمة التي يبلغ طولها 200 كيلومتر، وإن كلا من روسيا وأوكرانيا “تشعران بالقلق على الأرجح من إمكانية استخدامهما للتسلل خلف خطوطهما”.
- الكرملين يعترف بارتكاب أخطاء في التعبئة، وانتهاء الاستفتاء على الانفصال
- لماذا تحاول روسيا السيطرة على منطقة دونباس؟
- ماذا نعرف عن منطقتي دونيتسك ولوهانسك في أوكرانيا؟
وأكد بريغوزين اهتمامه بالمناجم، واصفا إياها بـ”قلة المكانة” بالنسبة إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة باخموت.
ووصفها بأنها “شبكة مدن تحت الأرض” يمكنها استيعاب “مجموعة كبيرة من الناس على عمق 80-100 متر”، كما يمكنها السماح للدبابات والمركبات العسكرية الأخرى بالتحرك بحرية.
ولكن بريطانيا تعتقد أن روسيا “من غير المرجح” أن تستولي على باخموت نفسها على الفور بسبب “خطوط الدفاع المستقرة” في أوكرانيا.
وقال مسؤول عسكري كبير من وزارة الدفاع الأمريكية، من ناحية أخرى، الاثنين إن هناك “حصة كبيرة” من سوليدار في أيدي روسيا.
ولا يزال القتال حول باخموت مستمرا منذ شهور، ووصف المسؤول الأمريكي المعارك الأخيرة بأنها “وحشية”.
وقد فقد مواطنان بريطانيان في المنطقة وشوهدا آخر مرة متوجهين إلى سوليدار.
وأعرب الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطابه المسائي عن شكره للجنود الذين يدافعون عن سوليدار، قائلا إن صمودهم “كسب وقتا إضافيا وقوة إضافية لأوكرانيا”.
وصد الجنود يوم الاثنين، بحسب منشور على فيسبوك نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، هجمات بالقرب من 13 مركزا سكانيا – من بينها سوليدار وباخموت.
وقال سيرهي شيريفاتي، المتحدث باسم القوات الشرقية في أوكرانيا، في مقابلة تلفزيونية إن سوليدار تعرضت لـ86 ضربة بالمدفعية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال إن أفضل مقاتلي فاغنر نشروا هناك وإن روسيا كانت تستخدم أساليب الحرب العالمية الأولى، وتكبدت خسائر فادحة.
وأضاف: “هذه في الأساس ليست حرب القرن الحادي والعشرين”.
وعلى الرغم من المعركة الطويلة والشديدة، فإن أوليه زدانوف – المحلل العسكري الذي يحظى باحترام كبير في أوكرانيا – يعتقد ألا أهمية خاصة لسوليدار ولا لباخموت بالنسبة إلى العمليات.
وقال زدانوف في مقابلة الاثنين مع صحيفة غازيتا الأوكرانية إن روسيا “تحاول أن تثبت للعالم أجمع أن جيشها قادر على الانتصار”.
وعانت روسيا من عدة نكسات في أوكرانيا منذ غزوها قبل نحو عام – بما في ذلك فقدان السيطرة على العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت من الاستيلاء عليها.
وقال معهد دراسة الحرب، وهو مؤسسة فكرية مقرها الولايات المتحدة، إن بريغوزين “سيواصل استخدام نجاح مجموعة فاغنر المؤكد والمصطنع في سوليدار وباخموت للترويج لمجموعة فاغنر باعتبارها القوة الروسية الوحيدة في أوكرانيا القادرة على تأمين مكاسب ملموسة”.
Comments are closed.