أسعار النفط: “معركة السيطرة على السوق العالمية” -الفاينانشال تايمز

محمد بن سلمان

Getty Images

قرار مجموعة أوبك + خفض إنتاج النفط، وما قد ينجم عن ذلك من آثار على أسعار الوقود والمحروقات، وقمة الدول الأوروبية في براغ من أبرز القضايا التي تناولتها الصحف البريطانية الصادرة الجمعة.

نبدأ مع افتتاحية صحيفة الفايناشال تايمز، التي جاءت بعنوان “معركة السيطرة على سوق النفط العالمية” . وتقول الصحيفة إن زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المفاجئة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كانت أمرا مثيرا للجدل.

وتقول إنه بعد ثلاثة أشهر من هذه الزيارة لم تكن مكافأة الرئيس الأمريكي هي الزيادة المأمولة في إنتاج النفط ولكن خفضًا رئيسيًا بمقدار مليوني برميل يوميًا من قبل مجموعة أوبك + التي تحالفت مع روسيا منذ عام 2016.

وتقول الصحيفة إن “هذا الخفض جاء قبل خمسة أسابيع من الانتخابات النصفية الأمريكية حيث يمكن أن تلعب أسعار البنزين دورًا حاسمًا”. وتضيف أنه “يشير إلى أن السعودية تتمسك بسرعة بعلاقتها مع موسكو، حتى مع تصعيد فلاديمير بوتين لحربه في أوكرانيا”.

وتضيف أن مسؤولين سعوديين وأوبك يؤكدون على أن التخفيضات لم تكن بدوافع سياسية، بل جاءت في مواجهة ركود محتمل في أوروبا وأماكن أخرى من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الطلب. كما يقولون إنهم يحاولون وضع حد أدنى للأسعار وحماية الإيرادات وزيادة الطاقة الإنتاجية.

وترى الصحيفة أنه على الرغم من تلك التصريحات، فإن “التحرك لخفض الإنتاج الآن هو جزء من صراع أوسع للسيطرة على سوق النفط العالمية”. وتضيف أن “السعودية منزعجة من المحاولات التي تقودها الولايات المتحدة للتأثير على الأسعار، حيث ضغطت إدارة بايدن من أجل تحديد سقف لأسعار النفط الروسي وترى أوبك في ذلك محاولة لتغيير ميزان القوى نحو الدول المستهلكة وتخشى أن مثل هذه الآلية قد يتم استخدامها في يوم من الأيام ضدها”.

وتقول الصحيفة إن أوبك تحاول استعادة السيطرة على السوق وإثبات أنها لا يزال لديها القدرة على تحديد السعر. وتضيف أنه من المؤكد أن السعودية تحاول إرسال إشارات سياسية لرئيس أمريكي وصفها بـ “المنبوذة” بعد القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي، وتهدف إلى إظهار أن لديها أصدقاء آخرين في بكين ونيودلهي وموسكو.

وتقول الصحيفة إن “ولي العهد السعودي قد يكون قد أسرف في استخدام القوة، حيث من غير المرجح أن تقدم الصين والهند وروسيا حماية أمنية للسعودية تماثل التي قدمتها الولايات المتحدة على مدى عدة عقود. كما قد يؤدي ارتفاع أسعار النفط الآن إلى تعميق أي ركود وشيك وما ينتج عن ذلك من تدمير للطلب”.

“لحظة للتعاون الأوروبي”

تراس وماكرون في قمة براغ

Reuters

وننتقل إلى صحيفة الديلي تليغراف، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “لحظة للتعاون الأوروبي”. وتقول الصحيفة إنه عندما وضع إيمانويل ماكرون لأول مرة خططه لتكوين مجتمع سياسي جديد لأوروبا، ساورت البعض شكوك من أن مبرر تلك المبادرة هو محاولة إغراء بريطانيا بالعودة إلى إلى دائرة الاتحاد الأوروبي.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن المنظمة تجمع قادة جميع البلدان في أوروبا (باستثناء روسيا وبيلاروسيا)، بما في ذلك الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل سويسرا، إلا أن الرئيس الفرنسي لم يخف أبدًا بغضه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبذل جهودًا غير عادية لمعاقبة بريطانيا على ذلك.

وترى الصحيفة أن رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، محقة في حضور الاجتماع الافتتاحي للتجمع الجديد في براغ أمس. وتضيف أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قط من أجل وقف التعاون مع أوروبا، ولم يكن عملاً عدوانيًا ضد الحلفاء الأوروبيين.

وتقول الصحيفة إنه “من السخف أن يدخل الاتحاد الأوروبي في مواجهة مع بريطانيا عندما يسعى فلاديمير بوتين إلى تدمير التسوية الدولية الكاملة التي جرت بعد الحرب العالمية الثانية، كما أنه أمر سخيف بشكل مضاعف أن تعاني القارة بأكملها من آثار حرب الطاقة الروسية على الغرب”.

دبلوماسية المقاعد

زعماء أوروبا

Getty Images

وتتناول صحيفة التايمز قمة براغ من منظور آخر، ففي تقرير لبرونو ووترفيلد بعنوان “خطة المقاعد في قمة براغ مصدر قلق للمسؤولين. ويقول الكانب إنه كما هو الحال في القمم الأوروبية فإن أنشطة القمة تتركز حول مائدة العشاء والجلسات، وبدا تنظيم المقاعد واختيار من يجلس إلى جوار من في هذه القمة مهمة شاقة وصفها المسؤولون بأنها “كابوس”.

ويقول الكاتب إن الغزو الروسي لأوكرانيا جعل الحفاظ على الوحدة ضد الرئيس بوتين ضرورة دبلوماسية جديدة، لكنه أدى أيضًا إلى تعميق الخصومات، وإحياء الصراعات الخامدة والنزاعات الحدودية، من البلقان إلى بحر إيجة وبحر قزوين.

ويقول الكاتب إن مقاعد أرمينيا وأذربيجان أحد أبرز مصادر الإزعاج، حيث يخوض البلدان صراعًا عنيفًا ضد بعضهما البعض، حيث اندلع القتال في منطقة ناغورني كاراباخ في الأسابيع الأخيرة وأسفر عن سقوط العشرات من القتلى.

ويضيف الكاتب إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يمثل مصدرا آخر للقلق، حيث يصفه المسؤولون بأنه ضيف صعب للمآدب الدبلوماسية، حيث “يشتهر بصلف تعامله مع الآخرين، خاصة النساء”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.