جنازة الملكة إليزابيث الثانية: المملكة المتحدة تودع ملكتها المحبوبة الراحلة في موكب مهيب
أثنى المشاركون في تأبين الملكة الراحلة إليزابيث الثانية على جهودها الدؤوبة والخدمات اللامحدودة التي قدمتها لشعبها، في مراسم أقيمت في كنيسة سانت جورج بقلعة ويندسور، حيث ستوارى الثرى.
وقد حضر المراسم، التي ترأسها الأسقف ديفيد كونر رئيس “عميد” كنيسة ويندسور، 800 شخص، من بينهم أعضاء العائلة المالكة وطاقم الموظفين الذين عملوا مع الملكة الراحلة.
وسيوارى جثمان الملكة الثرى إلى جانب زوجها الراحل دوق إدنبرة في مدفن خاص.
وكان موكب الجنازة قد وصل إلى ويندسور في أعقاب القداس الرسمي الذي أقيم لها في كنيسة دير ويستمنستر.
وقد شق الموكب الرسمي طريقه إلى بلدة بركشير، وكان النعش لا يزال مغطى بالزهور التي ألقاها المشيعون لدى مرور الموكب الجنائزي الملكي من قوس “ويلينغتون” في لندن.
وتجنب مسار الجنازة الطرق الرئيسية التي تستخدمها السيارات لإفساح المجال أمام أكبر قدر ممكن من الناس لوداع الملكة.
وقد صفق الآلاف الذين اصطفوا على جانبي الطريق لدى مرور موكب الجنازة أمامهم.
وكان المشاركون في القداس الجنائزي الذي أقيم في وقت سابق اليوم في كنيسة دير ويستمنستر بـ “إحساس الملكة بالواجب الذي رافقها طوال حياتها”.
وأعرب رئيس (عميد) كنيسة دير ويستمنستر، الذي ترأس القداس، عن امتنانه للحضور المؤلف من 2000 شخص بينهم قادة من دول العالم وأفراد العائلة المالكة.
وقاد الملك تشارلز الثالث موكباً حزيناً خلف نعش والدته من قاعة ويستمنستر إلى كنيسة دير ويستمنستر.
ونقل نعش الملكة إلى ويندسور، حيث ستوارى الثرى مع زوجها الذي أمضت معه أكثر من 70 عاماً.
وقد بدأ الأسقف ديفيد هويل القداس بالحديث عن “التزام الملكة الذي لا يتزعزع بواجبها خلال سنوات كثيرة كملكة وكرئيسة للكومنولث”.
وقال: “نتذكر بإعجاب إحساسها بالواجب طوال حياتها وتفانيها في العمل من أجل شعبها”.
وأنشد الجمع ترنيمة “الرب هو الراعي”- وهي ترنيمة أنشدت في زواج الملكة بدوق أدنبرة الراحل، والذي أقيم أيضاً في دير ويستمنستر.
أبرز الشخصيات الدولية المشاركة في جنازة الملكة إليزابيث
أبرز الصور من مراسم جنازة الملكة إليزابيث الثانية
ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية: حياة مديدة حافلة بالمسؤولية
من جانبه، قال كبير أساقفة كانتربيري، جوستين ويلبي، إن الملكة “لامست حياة الكثير من الناس” وقال مقتبساً عن المغنية (الديم) فيرا لين “سنلتقي ثانية” أثناء تقديمه لعظته.
وكانت هذه العبارة قد استخدمت من قبل الملكة الراحلة في خطاب نادر للأمة في بداية جائحة كوفيد.
وقال كبير الأساقفة: “إن حزن هذا اليوم- الذي شعرت به ليس فقط عائلة الملكة الراحلة وإنما أيضاً الأمة بأسرها والكومنولث والعالم- يأتي من حياتها الزاخرة وخدمتها المُحبة، والتي غادرتنا الآن”.
ومع اقتراب القداس في دير ويستمنستر من نهايته، عُزفت الموسيقى الجنائزية الوداعية- من قبل نفس العازفين الذين عزفوها في جنازة دوق أدنبرة- قبل أن تتوقف البلاد لدقيقتي صمت حداداً على روح الملكة الراحلة.
ثم عزف نافخ قرب لحنا جنائزيا كمرثية موسيقية تقليدية، قبل أن يتوقف الملك بصمت أثناء عزف وغناء النشيد الوطني.
وكان من بين اللمسات الشخصية رسالة بخط اليد من الملك، وضعت فوق النعش داخل إكليل من الزهور قُطفت من حدائق قصر باكنغهام وهايغروف هاوس وكلارنس هاوس بناء على طلبه. وكتب في الرسالة: “في الذاكرة المحبة والمخلصة. تشارلز آر”.
وقبيل القداس، نُقل نعش الملكة- في الموكب الأول من بين ثلاثة مواكب خلال اليوم- من قاعة ويستمنستر التي كان النعش مسجى بها منذ الأربعاء الماضي.
ومشى أمير ويلز ودوق ساسكس جنباً إلى جنب خلف والدهم الملك. بينما مشى الملك إلى جوار أشقائه، أبناء وبنات الملكة.
أما الأمير جورج والأميرة شارلوت- ابني الأمير ويليام- فقد دخلا الكنيسة خلف الموكب.
وكان في وداع الملكة في الجنازة الرسمية نحو 2000 شخص من المعزين، من بينهم رؤساء دول ورؤساء وزراء وأفراد عائلات ملكية أجنبية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بين الرؤساء الذين قدموا إلى المملكة المتحدة لتقديم واجب العزاء.
وكان من بين الحضور أيضاً أفراد من عدة عائلات ملكية أوروبية إلى جانب ستة من رؤساء الوزراء البريطانيين السابقين وحوالي 200 فرد من الجمهور الذين وردت أسماؤهم في قائمة الشرف في عيد ميلاد الملكة الراحلة.
وقد شاهد الحدث ملايين الأشخاص في أنحاء البلاد وعبر العالم.
ووضعت شاشات كبيرة في المدن في عموم المملكة المتحدة لكي يشاهد الحدث الأشخاص غير المدعويين، بينما عرضت بعض دور السينما وأماكن عامة أخرى الحدث الاستثنائي.
واصطف الآلاف من المواطنين على جانبي الشوارع وتجمعوا في الحدائق العامة في العاصمة لندن من أجل الاستماع إلى القداس، حيث ذرف الكثيرون منهم الدموع تأثراً.
وكانت جنازة الملكة هي الجنازة الرسمية الأولى منذ جنازة السير ونستون تشرشل في العام 1965 وأكبر حدث مراسمي منذ الحرب العالمية الثانية.
ومع توجه النعش نحو هايد بارك كورنر، أطلقت المدفعية عدة طلقات تحية للموكب في كل دقيقة، بينما شاهد الناس الموكب من مناطق خصصت للمشاهدة على طول الطريق.
ومر الموكب عبر “هورس غاردز باريد”، حيث ترأست الملكة الراحلة العديد من احتفالات القوات المسلحة، وعبر منطقة “دي مول” – حيث استقبل النعش بالهتاف والتصفيق.
ولدى مرور نعش الملكة عن قصر باكنغهام للمرة الأخيرة، وقف طاقم موظفي القصر خارجه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.
ويوارى جثمان الملكة الراحلة الثرى عقب قداس خاص بالعائلة إلى جانب زوجها الراحل دوق أدنبرة، في كنيسة الملك جورج السادس التذكارية الصغيرة، الموجودة داخل كنيسة سانت جورج.
Comments are closed.