روسيا وأوكرانيا: كييف تتهم موسكو بقصف بقصف سد والتسبب بفيضان أحد الأنهار
قال مسؤولون أوكرانيون إن صواريخ روسية ضربت سدا لتخزين المياه بالقرب من مدينة كريفي ريه الواقعة في جنوب البلاد.
وقال عمدة المدينة أوليكسندر فيلكول إنه طُلب من سكان بعض المناطق إخلاء منازلهم، ولكنه أضاف أن الوضع تحت السيطرة.
وتقول أوكرانيا إن الهجوم كان عملية انتقامية ردا على الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية ضد الجيش الروسي مؤخرا.
ووصف الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي – الذي ولد في تلك المدينة – روسيا بأنها “دولة إرهابية” في أعقاب الهجوم على السد وخزان مياه كاراتشونيفسكي.
وقال زيلينسكي في الخطاب الذي ألقاه ليلة الأربعاء: “يا لكم من ضعفاء تحاربون المدنيين..إنكم أوغاد فررتم من ساحة المعركة وتحاولون الآن إلحاق الضرر من مكان بعيد”.
كان ذلك على ما يبدو إشارة إلى التقدم العسكري الذي حققته أوكرانيا مؤخرا خلال هجومها المضاد السريع في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد. إذ تمكن الجيش الأوكراني عبر تلك العملية من استعادة السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي المحتلة، وأجبر القوات الروسية على التقهقر.
وأضاف زيلينسكي في خطابه أن خزان المياه “ليس له قيمة عسكرية على الإطلاق”.
وقال فيكول إنه جرى تنفيذ تفجيرين خلال الليلة الماضية لزيادة تدفق المياه من السد إلى نهر إنهوليتس.
وقد أثر الهجوم الروسي على إمدادات المياه في المدينة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ أكثر من 600 ألف نسمة.
وقال مسؤولون إن الهجوم على السد تسبب في ارتفاع منسوب مياه نهر إنهوليتس ودخولها بعض المنازل.
وقال فيلكول صباح الخميس إن منسوب مياه النهر “انخفض بشكل كبير” الآن، وإنه ليس هناك أية خسائر في الأرواح.
لم تعلق موسكو على الهجمات الصاروخية التي تحدث عنها الجانب الأوكراني.
وكان الجيش الروسي قد اعترف في وقت سابق بقصف منشآت توليد الطاقة الذي أسفر عن انقطاعات في التيار الكهربائي أثرت على ملايين الأشخاص في شرق أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وزار زيلينسكي الأربعاء منطقة إيزيوم التي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها حديثا، والتي تعد مركزا لوجيستيا حيويا في منطقة خاركيف.
وأعرب الرئيس الأوكرايني عن شكره للقوات التي شاركت في الهجوم المضاد، وتعهد بأن العلم الأوكراني سوف يعود إلى كل مدينة وكل قرية في البلاد.
ويبدو أن سرعة التقدم الذي أحرزته القوات الأوكرانية باغتت الجانب الروسي، وقد أشارت تقارير إلى أن بعض القوات الروسية تخلت عن زيها العسكري للتخفى وسط المدنيين.
واعترفت روسيا بأن قواتها تركت بعض البلدات في منطقة خاركيف، لكنها رفضت أن تصف ذلك بالانسحاب، بل أصرت على أن قواتها تعيد التمركز. وكان ذاك الزعم مثارا للسخرية في الغرب، بل وحتى في روسيا ذاتها.
ومع شروع قوات كييف في العودة إلى المناطق التي كانت محتلة، ظهرت مزاعم عن ارتكاب الجيش الروسي جرائم حرب تطفو على السطح.
وأخبر بعض سكان بلدة بالاكليا في منطقة خاركيف بي بي سي بأن القوات الروسية عذبت مدنيين في مخفر شرطة البلدة خلال فترة الاحتلال، في حين تحدث آخرون عن تعرضهم للصعق بالتيار الكهربائي أثناء وجودهم في الحجز.
وقد نفت روسيا مرارا استهداف المدنيين.
وفي حين لا تزال روسيا تسيطر على خمس الأراضي الأوكرانية، أصبحت بلدات في منطقة دونباس الشرقية التي سقطت في بدايات الحرب هدفا للجيش الأوكراني أيضا. وتحدثت تقارير عن وقوع قتال عنيف في المنطقة خلال الأيام الماضية.
وفي أعقاب إخفاقها في السيطرة على مدن أوكرانية في مناطق شمال البلاد وشمال شرقها – ومن بينها العاصمة كييف – قالت موسكو إنها الآن تركز على دونباس، التي كان بعض أجزائها خاضعا بالفعل لسيطرة متمردين مدعومين من روسيا قبل الغزو الروسي.
وأكدت روسيا أنها ستواصل غزوها “حتى تتحقق كافة الأهداف التي تم تحديدها من البداية”.
ويتواصل هجوم أوكراني مضاد آخر في منطقة خيرسون الجنوبية، وإن كان تقدم القوات هناك يسير بوتيرة أبطأ.
Comments are closed.