الإمارات تعيد سفيرها إلى طهران بعد ست سنوات من سحبه
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أن سفيرها في إيران، سيف محمد الزعابي، سيعود إلى طهران “خلال الأيام المقبلة”، بعد أكثر من ست سنوات من تخفيض الدولة الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان الأحد، إن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الإمارات لتعزيز العلاقات مع إيران “لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين والمنطقة بشكل أوسع”.
كما أشار البيان إلى أن الإعلان يأتي تنفيذا لقرار سابق للقيادة السياسية، برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
وخفضت الإمارات علاقاتها مع إيران بعد أن قطعت السعودية علاقاتها مع طهران، في يناير/ كانون الثاني عام 2016.
وجاءت تلك الخطوة حينذاك في أعقاب اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران، بعد أن أعدمت الرياض رجل دين سعودي شيعي بارز، هو نمر النمر.
وبعد سنوات من العداء والتنافس على جوانب مختلفة من الجغرافيا السياسية، بدأت الإمارات في التواصل مع طهران في عام 2019 في أعقاب الهجمات على مياه الخليج ومواقع الطاقة السعودية، وسط تصاعد التوترات بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق بين القوى العالمية وإيران بشأن برنامج طهران النووي.
وتبادل بعض المسؤولين البارزين من كلا البلدين مؤخرًا المكالمات الهاتفية والزيارات، بما في ذلك وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي قام برحلة إلى الإمارات، للمشاركة في مراسم تشييع جنازة رئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مايو/ أيار.
ومع تحول التحالفات السياسية في الشرق الأوسط، دعا المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش في منتصف يوليو/ تموز إلى تخفيف التوترات الإقليمية، وأشار إلى احتمال عودة السفير إلى طهران.
وأضاف قرقاش أن نهج المواجهة مع طهران “ليس شيئًا تدعمه الإمارات”، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن أنشطة إيران الحالية في المنطقة “لا تساعد الجهود الدبلوماسية”.
و في يوليو/ تموز أيضا، أجرى وزيرا الخارجية الإماراتي والإيراني محادثة هاتفية وناقشا تعزيز العلاقات، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الإماراتية في ذلك الوقت.
لماذا تسعى الإمارات إلى “فتح صفحة جديدة في العلاقات” مع إيران؟
الإمارات وسوريا: ما دلالات زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق ولقائه الأسد؟
تركيا والإمارات: مصالحة أم تقارب فرضته المصالح؟
وسبق أن قالت الإمارات الغنية بالنفط إن دول الخليج العربية يجب أن تشارك في “الدبلوماسية الجماعية”، الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية المبرم عام 2015.
وقال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يوم الثلاثاء إنهما يدرسان رد إيران على المسودة “النهائية” لمثل هذا الاتفاق.
“سياسة تقارب”
في عام 2020، أقامت الإمارات علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهي خطوة نددت بها طهران.
لكن أبو ظبي تنتهج سياسة التقارب مع خصومها الإقليميين السابقين، بما في ذلك قطر وتركيا وكذلك إيران، التي حافظت معها على علاقات اقتصادية قوية على الرغم من تخفيض العلاقات الدبلوماسية.
وفي العام الماضي، انتقلت المملكة العربية السعودية، القوة المسلمة السنية، إلى تحسين العلاقات مع خصمها إيران الشيعية بخمس جولات محادثات مباشرة حتى الآن.
وجاء ذلك في وقت تتطلع فيه دول الخليج العربية عن كثب إلى الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وهو الاتفاق الذي يعتبرونه معيبًا لعدم تناوله برنامج إيران الصاروخي وسلوكها الخارجي.
وعلى الرغم من أن الرياض وأبو ظبي تريدان إنهاء مساعي طهران للسيطرة في المنطقة، لكنهما ترغبان أيضًا في احتواء التوترات لأنهما تركزان على الأولويات الاقتصادية.
والإمارات العربية المتحدة لديها علاقات تجارية مع إيران تمتد منذ أكثر من قرن من الزمان، كما أن إمارة دبي تعد منذ فترة طويلة أحد الروابط الرئيسية بين إيران والعالم الخارجي.
وعينت دولة الكويت الخليجية في وقت سابق من هذا الشهر أول سفير لها في إيران منذ عام 2016. وتضامنا مع الرياض، كانت الكويت قد استدعت سفيرها من طهران مع الحفاظ على العلاقات كجزء من سياسة خارجية متوازنة.
Comments are closed.