قصة ملكة جمال هندية وجدت نفسها في مواجهة عاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي
وجدت إحدى أكثر ملكات الجمال الهنديات شعبيةً نفسها مؤخرا في مواجهة عاصفة قوية على منصات التواصل الاجتماعي.
وأصبحت سوشميتا سين في عام 1994 أوّل هندية تتوّج ملكة لجمال الكون، قبل أن تنجح في تأمين مكان لها كنجمة في سماء السينما الهندية – بوليود.
وشاركت سين، البالغة من العمر 46 عاما، في نحو 30 فيلما. وكان آخر مشاركاتها حتى الآن في مسلسل “آريا” الذي حظي بإعجاب جماهيري، كما نال استحسان النقاد.
ويُنظر إلى سين على أنها “امرأة قوية”، وغالبًا ما توصف بالجاذبية والذكاء، وقد حصدت عددا من الجوائز السينمائية الهامة.
لكن كل ما حققته سين، بدا وكأنه قد ذهب طيّ النسيان منذ ليل الخميس الماضي عندما أعلن لاليتا مودي عبر منصات التواصل الاجتماعي أنه كان على علاقة مع سين، فاتحًا بذلك بوابة فيضان من السخرية والنكات الفظة والمعادية للمرأة.
ويبلغ مودي من العمر 58 عاما، وهو رجل أعمال ومؤسس الدوري الهندي الممتاز، والذي يعدّ المسابقة الأغنى عالميا في لعبة الكريكت. كما يعدّ مودي شخصية عامة. وقد كان اسمه موضوعًا لعناوين الأخبار بعد أن اتهمه مجلس مراقبة لعبة الكريكت في الهند بالتورّط في فضائح مالية، وهو ما ينكره مودي.
وقضى مودي السنوات العشر الماضية من حياته في العاصمة البريطانية لندن.
ونشر مودي باقة من الصور الرومانتيكية التي التُقطت له رفقة سوشميتا سين في أثناء إجازات قضّياها معا في المالديف وجزيرة ساردينيا الإيطالية.
وفي بادئ الأمر وصف مودي سين بأنها “نصفُه الأجمل”، ثم بعد ذلك أطلق شائعات عن زواجه منها قبل أن يعدّل المكتوب إلى “شريكتي الأجمل”.
وكان الموت قد غيّب زوجة مودي ذات الثلاثين عاما تقريبا عام 2018 بعد الإصابة بمرض السرطان. ورأى مودي في علاقته بـ سين “بداية حياة جديدة يشعر فيها بمنتهى السعادة”، على حد تعبيره.
وعلى مدار ليل الخميس الذي أعلن فيه مودي عن علاقته بـ سين، اشتعل فضاء الإنترنت. وسرعان ما دخلت المواقع الإخبارية على الخط وبدأت تنساب رسائل التهنئة.
وبدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في التعليق على الخبر بتسليط الضوء على فارق السن، منتقدين مودي على ظهوره واصفين إياه بـ “الهارب”.
لكن نصيب الأسد من التعليقات ذهب إلى سين – ليصبح اسمها الأكثر تداولا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفها كثيرون بأنها “طمّاعة” و”باحثة عن الذهب” وبأنها إنما تواعد مودي طمعا في أمواله.
ومن بين منتقدي سين، كانت الكاتبة والناشطة البنغالية تسليمة نَسرين التي تساءلت عن سرّ اهتمام سين بشخص “غير جذاب على الإطلاق”.
وقالت نسرين: “ألأنه شديد الثراء، تبيع سين نفسها له مقابل المال؟”
وكتبت ناميتا بهندار، رئيسة تحرير موقع أرتيكل14 الإخباري المعني بالشؤون الجنسانية، تقول إن “هذا النوع من التعليقات إشكالي للغاية؛ فما يحدث في علاقة بين شخصَين بالغين بالتراضي فيما بينهما لا يحقّ لطرف ثالث أن يتدخل فيه أو أن يصدر حُكما بشأنه”.
لكن بهندار تستدرك قائلة: “على أنّ ما حدث يمثل أخبارا سيئة لكل امرأة؛ لما يُظهر من سهولة إلقاء اللوم على المرأة والإشارة إليها بإصبع الاتهام”.
ولم يكن غير متوقع تماما، ما أثارته العلاقة من اهتمام؛ وذلك نظرًا لما تحظى به سين من شهرة تجعل كل خطوة من خطواتها محلّ اهتمام المتعقبّين والناشطين وكذلك الصحفيين.
واعتادت سين أن تكون اختياراتها الحياتية “غير التقليدية” مثار نقاش على المواقع الإخبارية.
ولم تكد سين تتخطى عامها الرابع والعشرين، بعد سنوات معدودة من تتويجها ملكة لجمال الكون، حتى رأت أن تتبنّى ابنةً وأن تصف نفسها بأنها “أُمٌّ عزباء”. وبعد ذلك بسنوات قليلة، تبنّت سين ابنة أخرى. وقد دأبت على نشر صورها مع البنتين بانتظام.
ولم تحاول سين أبدًا إخفاء علاقاتها طوال السنين، وكانت تواعد أصدقاءها من الممثلين، وكان آخر هؤلاء روهمان شال الذي افترقت عنه سين العام الماضي.
لكن وكما تشير الكاتبة بهندار، لم تكن أخبار مواعدات سين تتخطى صفحات الصحف المعنية بأخبار الفنانين وأعمدة الثرثرة.
ولم يكن مودي يتوقع أن تحظى علاقته بـ سين بهذا الزخم عبر منصات التواصل الاجتماعي في عموم الهند.
على أن سوشميتا سين قد تلقّت أيضا قدرا كبيرا من الدعم عبر وسائل التواصل. وقد دافع كثيرون عنها عبر الإشارة إلى أنها قد واعدت في السابق رجالا لم يكونوا يملكون الكثير من المال، ومع ذلك لم ينعت أحدٌ هؤلاء الرجال بأنهم باحثون عن الذهب.
لكن مع استمرار تدفّق التعليقات المتطرفة والمغالية في التدخل في شؤونها الخاصة عبر إطلاق النكات والتساؤلات عن دوافعها -ومشاركة ذلك ليس فقط عبر منصات التواصل الاجتماعي ولكن أيضا عبر الواتساب – وجدت سين نفسها مدفوعة يوم الأحد إلى الردّ بمنشور عبر إنستغرام.
وقالت سين: “مفجعٌ أن نرى كم بات العالم من حولنا بائسا وتعيسا! .. أصدقاء لم يحدث أن التقيت بهم، ومعارف لم أسعد بمقابلتهم أبدا … جميعهم نشروا آراءً عميقة في حياتي وفي شخصيتي …”
وأثار منشور سين تعاطفا معها. وقالت بهندار: “نِكات الواتساب والتعليقات مثيرة للقرف. أصحابها يمارسون عادة قديمة ترى أن السخرية من المرأة أمر مباح”.
وأضافت بهندار: “لكن ردّ سين جاء ناضجا للغاية. وقد عبّرت عن حبها لمن دعموها، كما تمنّت الخير لمن لم يفعلوا.”
Comments are closed.