“ثورة” ترامب في عالم التواصل الاجتماعي تنقلب إلى “كارثة”
أعلن دونالد ترامب في أكتوبر/تشرين الأول أنه يعتزم إطلاق شركة تكنولوجية ثورية، وقال: “أنشأت تروث تروث سوشل لأواجه استبداد شركات التكنولوجيا الكبيرة”.
وأضاف: “نحن نعيش في عالم تتمتع فيه حركة طالبان بحضور كبير على تويتر، ومع ذلك أسكت رئيسك الأمريكي المفضل”.
وأطلق التطبيق في يوم الرؤساء الموافق 21 فبراير/شباط، ولكنه واجه بعد ستة أسابيع من ذلك مشاكل متنوعة، إذ إن هناك قائمة انتظار تضم ما يقرب من 1 مليون و500 ألف شخص غير قادرين على استخدامه.
رقم 1.419.631
يبدو التطبيق من حيث الشكل مثل تويتر إلى حد كبير، وهو المنصة التي حظرت ترامب بعد هجوم حشد من مؤيديه على مبنى الكونغرس في الولايات المتحدة.
ويعتقد تويتر أن دونالد ترامب حرض على العنف عند نشرحه ادعاءات كاذبة بأن الانتخابات “سُرقت”. وحظره التطبيق مدى الحياة في 8 يناير/كانون الثاني 2021.
قد يبدو “تروث سوشل” مثل تويتر، لكنه غير متوفر على هواتف أندرويد، أو متصفحات الإنترنت، كما يبدو أنه غير متاح لمعظم الأشخاص خارج الولايات المتحدة.
وقال جوشوا تاكر، مدير مركز وسائل الإعلام الاجتماعية والسياسة في جامعة نيويورك: “لقد كان كارثة”.
وقال حليف جمهوري لترامب، لم يرغب في الكشف عن هويته: “يبدو ألا أحد يعرف ما يجري”.
في 21 فبراير/شباط كان تروث سوشل أحد أكثر تطبيقات متجر أبل تحميلاً – لكن العديد ممن حملوه لم يتمكنوا من استخدامه.
كان هناك افتراض أن هذه مشكلة ستحل قريباً، وسيبدأ ترامب في نشر “حقائقه” في الأيام المقبلة – لكن لم يحدث أي شيء من هذا.
حاولت التسجيل في التطبيق هذا الأسبوع وكان رقمي في قائمة الانتظار .1.419.631
وبينما يتصدر يوتيوب، وتيك توك، وإنستغرام، وفيسبوك صدارة أكثر 10 تطبيقات يحملها المستخدمون، وفقاً لموقع سيميلر ويب، فإن تروث سوشل خارج أفضل 100 تطبيق.
ويمكن للمستخدمين الذين يجدون سبيلاً إلى التسجيل أن يجدوا التطبيق فارغاً بعض الشيء، إذ إن العديد من الأصوات الكبيرة في اليمين الأمريكي ظلت بعيدة عنه حتى الآن.
وتوصلت دراسة أخرى إلى أن التحميلات انخفضت بنسبة تصل إلى 95 في المئة.
ويشعر الكثيرون بالإحباط.
وقال أحد مستخدمي تويتر الثلاثاء: “اشتركت في تروث تروث سوشل منذ أسبوعين وما زلت على قائمة الانتظار”.
وقال آخر مازحاً “بحلول الوقت الذي أكون فيه خارج قائمة الانتظار وأدخل إلى موقع تروث سوشل على أرض الواقع، سيكون ترامب رئيساً مرة أخرى”.
- “تروث سوشيال” منصة ترامب الجديدة للتواصل، فماذا نعرف عنها؟
- منصة ترامب للتواصل الاجتماعي تنافس تويتر
- ترامب وتويتر: معركة مفتوحة
الخبراء حائرون
وقال ديفين نانز، الرئيس التنفيذي لشركة “تروث سوشل” ، إن هدفه هو أن يكون التطبيق “جاهزاً للعمل بكامل طاقته” بحلول نهاية مارس/آذار.
ولكن سبب وجود الكثير من المشكلات في التطبيق حيّر الخبراء.
وأشار بعضهم إلى شراكة التطبيق الناشئ مع رامبل، وهي منصة لمشاركة الفيديو تشبه إلى حد ما يوتيوب.
وكان من المفترض أن يوفر رامبل، الذي يتمتع بشعبية بين المحافظين واليمين المتطرف “العمود الفقري المهم” للبنية التحتية للموقع.
ولكن إذا كان “تروث سوشل” يواجه مشكلات في الخوادم الإلكترونية، فلماذا استغرق الأمر وقتاً طويلاً لإصلاحها؟
وقال مصدر جمهوري مقرب من ترامب: “يجب أن يستغرق الأمر بضعة أيام وليس ستة أسابيع”.
وأضاف: “ستكون هناك دائماً عوائق في البداية – ولكن في هذه المرحلة، كنت أعتقد أنه كان من الممكن حلها. يبدو ألا أحد يفهم لماذا”.
التطبيقات المنافسة
يقال إن ترامب غاضب، ويسأل لماذا لا يستخدم المزيد من الناس تروث سوشل. يوجد لديه الآن حوالي 750 ألف متابع لكنه لم ينشر “الحقيقة” لأكثر من شهر.
وقال تاكر: “ربما يمنعونه”. وأضاف: “هذه هي فرصته الأخيرة لإطلاقه – عندما يأتي ترامب فجأة ويبدأ في ممارسة نشاط حقيقي فيه، سيثير ذلك ضجة كبيرة”.
هناك الكثير من سوء الحظ، ولكن لا يزال بإمكان تروث سوشل منافسة تطبيقات أخرى مثل “غاب” و”غيتر”.
ويحتفظ ترامب بما يتمتع به النجوم، وأي تطبيق لـ”حرية التعبير” سينحني له ويضعه على منصته.
لكن “تروث سوشل” أصبح في الوقت الحالي باعثاً للحرج إلى حد ما.
وكان من المفترض لهذه المنصة الجديدة أن تصمد أمام التطبيقات ذات الوزن الثقيل في وادي السيليكون، لكنها بالكاد تمكنت من الوقوف على قدميها.
Comments are closed.