روسيا وأوكرانيا: هل غيَرت موسكو أولوياتها أم هو اعتراف بالفشل؟
هل يرى الجيش الروسي أن عليه تغيير مخططاته؟ وربما تقليل مستوى الطموحات الروسية في أوكرانيا؟.
ربما كان الوقت مبكرا لمعرفة الحقيقة، لكن هناك تغييرا مؤكدا في الأولويات.
يقول أحد كبار القادة العسكريين الروس هو سيرغي رودسكوي، إن المرحلة الأولى لما يسميه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا قد أنجزت تقريبا، وإن القوات الروسية ستركز الآن على التحرير الكامل لدونباس.
وهذا يعني، على الأغلب، المزيد من التركيز على الجهود الرامية للتحرك لما وراء خط التماس الذي يفصل المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة الأوكرانية شرقي أوكرانيا عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في دونيتسك ولوهانسك.
وبقيت وتيرة التقدم الروسي في مناطق أخرى بطيئة. وقد دحرت القوات الروسية من مناطق حول العاصمة كييف، ويقال إنها بدأت بإنشاء مواقع للهجوم لتجنب فقدان المزيد أو للتحضير لحالة من السكون.
من المحتمل أن يكون الاستنتاج بأن روسيا تخلت عن محاولة احتلال كييف سابقا لأوانه، لكن مسؤولين في الغرب يقولون إن روسيا تعاني انتكاسات متلاحقة.
خرائط توضح مجريات الحرب في أوكرانيا في يومها العشرين
هل تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى ركود عالمي؟
وقالوا إن روسيا فقدت جنرالا آخر الجمعة هو السابع الذي يحمل هذه الرتبة، وإن الحالة المعنوية في بعض الوحدات في الحضيض.
ويعتقدون أن إعلان الجنرال رودسكوي يعكس إدراك روسيا أن استراتيجيتها التي كانت قائمة قبل الحرب قد فشلت.
وقال مسؤول آخر إن “روسيا أدركت أن ليس بإمكانها مواصلة عملياتها على عدة محاور في نفس الوقت”.
ويقول مسؤولون إن ما لا يقل عن 10 كتائب روسية جديدة تتجه إلى دونباس.
وكانت هناك مخاوف حتى قبل بدء الحرب من أن تقوم روسيا بجهود مكثفة من أجل محاصرة أفضل الوحدات المقاتلة الأوكرانية المرابطة على خطوط التماس.
الانسحاب قد لا يعني وضع حد للطموحات.
قد يعني الاندفاع الجديد للقوات الروسية اندفاعها إلى مناطق لم تستهدف حتى الآن في دونتسك ولوهانسك، ربما بهدف الالتحام مع القوات التي تتحرك جنوبا من خاركيف وإزيوم.
وإذا نجحت روسيا في السيطرة على ميناء ماريوبول على بحر أزوف فإن قوات أخرى قد تتحرك شمالا وتكمل حصار قوات العمليات المشتركة.
وتبدو بعض هذه الأهداف بعيدة المنال، فدفاعات ماريوبول ما زالت قوية وتحول دون تحقيق موسكو طموحاتها في بناء جسر أرضي بين شبه جزيرة القرم ودونباس.
لكن لو أدركت موسكو أن من الأفضل التركيز على تحقيق هدف واحد في كل مرة، فإن هناك احتمالا لتركيز نيرانها، خاصة من الجو.
وفي هذه الحالة ستحتاج القوات الأوكرانية إلى كل المساعدات التي تستطيع الحصول عليها لتحمل الضغط.
وعبر مسؤول غربي عن أمله في أن تساهم الإمدادات الغربية بشكل كبير في إمداد الجيش الأوكراني باحتياجاته.
وإذا شهدت الأيام القادمة تغييرا في التركيز الروسي باتجاه دونباس فإن ذلك لن يعني أن موسكو تخلت عن طموحاتها الأبعد.
وقال مسؤول عسكري أمريكي “لا نرى إعادة تقييم لعملية الغزو ككل”.
Comments are closed.