ريان: الحزن يخيم على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة الطفل المغربي
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء مفتوح، بعد وفاة الطفل المغربي ريان الذي أثارت قصته المأساوية اهتمام الكثيرين في العالم العربي ودول أخرى.
ووسط فرحة لم تكتمل، تمكنت فرق الإنقاذ المغربية، مساء أمس السبت، من الوصول إلى عمق البئر التي ظل ريان عالقا فيها خمسة أيام.
وبعد ساعات من تضارب الأنباء حول حالته الصحية، أعلن الديوان الملكي المغربي خبر وفاته.
ألم وصدمة
وعقب الإعلان عن وفاة ريان، اتشحت المنصات الرقمية العربية بالسواد حزنا على الطفل. وانطلقت حملات كبيرة تعبيرا عن تضامنها مع عائلته المكلومة واختلطت الدموع بالدعاء لريان الذي أطلق عليه ألقاب كثيرة مثل “طير الجنة” و”شهيد البئر” و”ضحية الإهمال”.
https://twitter.com/ShehabAgency/status/1490240358822862849?s=20&t=JgGEQI-8g3zLpuF2DNDpng
https://twitter.com/ahlmasrnews0/status/1490249212839309318?s=20&t=EpD_jRKTpBrkPlh43g2i5g
وإلى جانب المدونين العرب والأجانب، حظيت قصة ريان بتغطية إعلامية كبيرة وحازت اهتماما رسميا. فقد رثاه العديد من رؤساء الدول وأمراء وفنانون وأندية رياضية عديدة.
نعى عدد من رجال الدين والدعاة ريان على رأسهم شيخ الأزهر.
https://twitter.com/AlAzhar/status/1490089977077809154?s=20&t=_dUCwbUOlfsrrlPzJgOtbg
ولم يتخلف مشاهير كرة القدم عن تقديم تعازيهم لأسرة ريان. وكان في مقدمتهم النجم الجزائري رياض محرز والمغربي أشرف حكيمي، إضافة للاعب المصري السابق محمد أبوتريكة.
https://twitter.com/Mahrez22/status/1490081639346716678?s=20&t=EhYzvOpdB5UIC0tsOkXWHg
كذلك توالت التعازي من حسابات العربية للأندية الأوروبية لكرة القدم، من بينهم ناديا برشلونة الإسباني وليفربول الإنجليزي.
https://twitter.com/LFC_Arabic/status/1490081420030656516?s=20&t=xJXP05dK85rpF55n2N7T5A
ما سر التفاعل الجارف؟
وبجانب عبارات العزاء حاول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفسير حالة الاهتمام والتضامن الكبيرة بمأساة الطفل المغربي.
وفي قصة ريان دلالات وتفاصيل كثيرة تفسر حالة الاهتمام والتضامن الكبيرة . فعلى مدى عاش المغاربة ومعهم الآلاف، ساعات طويلة من الترقب والخوف على مصير طفل لم يتجاوز عمره خمس سنوات، بعد أن سقط في بئر ضيقة في منطقة ريفية ذات طبيعة جيولوجية حساسة.
وبجانب البعد الإنساني للقضية، يرى معلقون في إصرارا المغاربة على إنقاذ ابن جلدتهم بإيصال قصته للعالم سببا هاما لتفسير حجم الاهتمام الكبير بالقضية عربيا وعالميا.
وكان نشطاء مغاربة سابقين في تحويل قصة ريان إلى قضية رأي عام. فقد سارعوا منذ اليوم الأول إلى منصاتهم الإلكترونية، لنشر استغاثات عائلة الطفل وللمطالبة بالتدخل العاجل لإنقاذه.
وبينما انتقد فريق من المعلقين ما وصفوه بـ”تأخر التدخل الحكومي” أشاد كثيرون بـ”بجهود السلطات التي استدعت عشرات المهندسين والمختصين في حفر الآبار والأنفاق. كما سخرت سيارات إسعاف ومروحية لنقل الطفل إلى المستشفى وخصصت فرقة أمنية لتأمين محيط البئر”.
https://twitter.com/almaghribi2021/status/1490073754264911878?s=20&t=KylO-ZQz3RePd1Rvpn2IcQ
وأبرز المعلقون قيام أعداد كبيرة من المغاربة بالتوافد على قرية ريان لتقديم المساندة لأسرته ولعرض خدماتهم على فرق الإنقاذ.
ومن بين الروايات التي تداولها المغردون وصول أحد الأشخاص أح للقرية سيرا على الأقدام قبل أن يطلب السماح له بالنزول إلى قاع البئر إلا أن السلطات رفضت طلبه لأنه قاصر.
كما حاول شاب آخر ، الأربعاء الماضي، النزول إلى قاع البئر لمساعدة الطفل العالق، لكن جسده البالغ منعه من إتمام المهمة .
إلا أن الثناء الأكبر كان من نصيب رجل قال المعلقون إنه تجاوز الستين شارك في أعمال الحفر.
فـ”العم علي الجرجاوي” كان مثار احتفاء المعلقين الذين أشادوا بـ”جهوده وشجاعته في عملية إزالة الأنقاض يدويا تجنبا لخطر الانهيار المفاجئ”
https://twitter.com/yasminaaaaa9/status/1489978034023276552?s=20&t=KylO-ZQz3RePd1Rvpn2IcQ
كذلك تداول مغردون صورا لسكان قرية ريان الذين تطوعوا لإطعام فرق الإنقاذ واستقبالهم في بيوتهم بعد انتهاء العملية.
https://twitter.com/adil_brdich/status/1490120101445746689?s=20&t=KylO-ZQz3RePd1Rvpn2IcQ
ورأى المعلقون أن مشاهد التعاون والتكاتف أظهرت قيمة العمل التطوعي وبينت أن “الرغبة في التضحية بالذات من أجل الآخر مازالت شائعة بين المغاربة”.
ولم يخل الحديث عن مأساة الطفل ريان من البعد السياسي، حيث رأي فريق من المعلقين أن عملية الإنقاذ أظهرت “لهفة شعوب المنطقة عن إيجاد قصة ملهمة تجمعهم بعد أن فرقتهم الخلافات الإيديولوجية والسياسية”.
وبالطبع كان للأفكار العقائدية نصيب من النقاش “فقد انبرت تعليقات البعض في تشبيه حكايته بقصص الأنبياء في الديانات الإبراهيمية”.
ولجأ معلقون في البداية إلى آيات من سورتي “يوسف” و”يونس”، ليدرجوها ضمن دعائهم للطفل.
انتهت حملة التضامن والدعاء للطفل نهاية حزينة لكن البعض وجد في وفاته فرصة لاستخلاص الدروس والعبر.
https://twitter.com/yahia_zakari/status/1490268377784504320?s=20&t=isIh40JBGgvucT-TRYAIKQ
دروس وعبر
واستنكر معلقون قيام البعض باستغلال الحدث لـ”تصفية الحسابات السياسية”.
https://twitter.com/iBorkaaN/status/1490308551394344962?s=20&t=AOM5akNHU1RJV8qd3zJj0g
كما وجه معلقون عرب سهام النقد لبعض القنوات العربية التي تجاوزت برأيهم أخلاقيات المهنة وحولت مأسأة ريان لـ”ترند” من أجل رفع نسب المشاهدة.
في حين توعد المجلس المغربي للصحافة بملاحقة المواقع التي تعمدت نشر الأخبار الكاذبة.
https://twitter.com/ax1ii/status/1489742260430385163?s=20&t=EpD_jRKTpBrkPlh43g2i5g
من جهة أخرى، طالب مغردون مغاربة بإعادة النظر في آليات إدارة الأزمات.
ومن المعلقين من قارن بين عملية إنقاذ ريان وحادثة أطفال الكهف في تايلاند عام 2018الذين علقوا في كهف غمرته مياه الفيضانات لمدة 17 يوما.
وثمة أيضا من انتقد الدوائر البلدية والمؤسسات المحلية، واتهم الحكومة بـ”تهميش المناطق الريفية التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة من ناحية البنية التحتية”.
ودعا مدونون عرب إلى وضع حد إلى مشكلة الآبار العشوائية والمجهورة التي أنهت حياة كثيرين في عدد من دول العربية.
https://twitter.com/ms_haithum/status/1490221930338791426?s=20&t=GKVWZygUgzYXEBMLu3B9uQ
واستحضر جزائريون حادثة الشاب عياش الذي انتشلت جثته من عمق 30 مترا داخل بئر ارتوازي سقط بداخلها لمدة 9 أيام، أواخر عام 2018.
كذلك تذكر سعوديون قصة الطفلة لمى الروقي التي سقطت في بئر أثناء خروجها في نزهة برية برفقة والديها بمنطقة تبوك.
https://twitter.com/AhmadDaoud14/status/1490026415030480901?s=20&t=AOM5akNHU1RJV8qd3zJj0g
قصص متكررة لأطفال المنطقة
إلى ذلك، أعادت مأساة ريان قصة الطفل فواز القطيفان إلى الواجهة.
فالطفل السوري البالغ من العمر 6 أعوام، قد تم اختطافه قبل حوالى 3 أشهر، من قبل ملثمين ساقوه إلى جهة غير معلومة، بحسب ما نقله المرصد السوري للحقوق الإنسان .
وعلى مدى الأيام الماضية، انتشر مقطع فيديو له يوثق تعرضه للعنف والتعذيب على يد خاطفيه الذين طالبوا بفدية قدرها 150 ألف دولار أميركي، مقابل الإفراج عنه.
وعرب مغردون عن أملهم في أن تسهم حملة التضامن مع قضية ريان في إطلاق حملة مشابهة لإرجاع فواز سالما لذويه.
https://twitter.com/baderhmt/status/1490330934599720961?s=20&t=OqWpctIVBz5ojGhj-JXr7w
ويجد كثيرون في قضية ريان قصة متكررة تذكرنا بمئات الأطفال السوريين الذين يموتون بردا في المخيمات أو أولئك الذين قضوا غرقا أثناء محاولات عبورهم إلى أوروبا. كما استدعت قصة الطفل المغربي مشاهد لأطفال من الحروب الدائرة في سوريا واليمن.
ويرى نشطاء أن سقوطه في البئر “جسد واقع الشعوب العربية التي تعيش في آبار من القهر والظلم” على حد قولهم.
https://twitter.com/MahaGaza/status/1490224192825999361?s=20&t=GKVWZygUgzYXEBMLu3B9uQ
https://twitter.com/AbduhKhal/status/1490235288643325952?s=20&t=OqWpctIVBz5ojGhj-JXr7w
انتهت قصة ريان نهاية مؤلمة لم يكن يتوقعها الملايين ممن تطلعوا لرؤيته في حضن والدته بعد خروجه من غياهب الجب العميق.
لكن وفاته أعادت طرح أسئلة كثيرة حول حول معاني التكافل الاجتماعي وواقع الأطفال.
https://twitter.com/drkeasou/status/1490287993487347717?s=20&t=isIh40JBGgvucT-TRYAIKQ
ويستعد المغرب، الأحد، لتشييع جثمان الطفل الصغير، في جنازة شعبية مهيبة، بعد تحديد أسباب الوفاة.
Comments are closed.