الهولوكوست: ووبي غولدبرغ تواجه عاصفة انتقادات بعد تعليقات عن المحارق النازية لليهود
تعرضت الممثلة ووبي غولدبرغ لردود فعل عنيفة بعد أن قالت في برنامج حواري تلفزيوني إن المحارق النازية لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية (الهولوكوست) لم تحدث على أساس عرقي.
وكانت الممثلة ومقدمة البرامج، الحائزة على الأوسكار، قد قالت في برنامج “ذا فيو”، الذي تبثه شبكة “ايه بي سي” الأمريكية، إن الهولوكوست شملت “مجموعتين عرقيتين من البيض”.
وقال منتقدوها إن الزعيم النازي أدولف هتلر نفسه عبّر عن كراهيته لليهود بمصطلحات عنصرية. وقد اعتذرت الممثلة في وقت لاحق.
وقتل النازيون، الذين كانوا يعتبرون أنفسهم “جنسا متفوقا”، ستة ملايين يهودي في الهولوكوست.
وقد جاء النقاش المشار إليه على خلفية حظر تدريس رواية عن معسكرات الموت النازية في مدارس بولاية تينيسي.
وتُصوّر الرواية، التي حصلت على جوائز أدبية عدة، اليهود كفئران والنازيين كقطط.
وقال المجلس التعليمي الذي اتخذ القرار إنه حظر الرواية لأنها غير ملائمة لطلاب بسن 13 سنة، لاحتوائها على ألفاظ نابية وعُري وتصوير للانتحار.
وقالت غولدبرغ، البالغة من العمر 66 عاما والتي تشارك في تقديم برنامج “ذا فيو” منذ 2007: “أنا مستغربة أن وجود بعض العُري هو ما جعلكم منزعجين”.
“إنها (الرواية) عن الهولوكوست وعن ستة ملايين شخص قتلوا. ألم يزعجكم هذا؟”.
“إن كنتم ستفعلون هذا، لنكن صادقين. لأن الهولوكوست لم تكن متعلقة بالعرق. لم تكن كذلك”.
وأشارت مقدمة البرنامج الأخرى جوي بيهار إلى أن النازيين كانوا يقولون إن اليهود ينتمون إلى عرق آخر.
فردت غولدبرغ: “لكن القضية لا تتعلق بالعرق، بل بانعدام إنسانية إنسان تجاه إنسان آخر”.
وأجابت مقدمة البرنامج الأخرى أنا نافارو: “لكن الموضوع يتعلق بشعور التفوق العرقي للبيض. وبملاحقة اليهود والغجر”.
فردت غولدبرغ: “لكن هاتين مجموعتين تنتميان إلى العرق الأبيض”.
فقالت مقدمة البرنامج الأخرى ساره هينز: “لكن النازيين لم يعتبروهم عرقا أبيض”.
وتابعت غولدبرغ: “لكنك أخطأت الجوهر. في اللحظة التي تحولين القضية إلى قضية عرقية فإنها تتوارى. لنتحدث عن جوهر الموضوع، وهو كيف يعامل الناس “الآخر”، وهي مشكلة”.
ثم اومأت غولدبرغ برأسها إلى شخص خلف الكاميرا، بينما كانت موسيقى الفاصل تبث.
وانتقد البعض البرنامج لما اعتبروه توفير منصة لتضليل خطير.
وقال جوناثان غرينلات، وهو أحد زعماء منظمة “رابطة مناهضة تشويه السمعة”، وهي منظمة يهودية مناهضة للكراهية: “لا يا ووبي غولدبرغ. جوهر الهولوكوست كان الإبادة الممنهجة للشعب اليهودي، الذي اعتبره النازيون جنسا أدنى. لقد جردوهم من إنسانيتهم واستخدموا هذه الدعاية العنصرية لتبرير قتل ستة ملايين يهودي. تشويه الهولوكوست شيء خطير”.
وقالت ميغا ماكين، وهي مقدمة سابقة لذات البرنامج التلفزيوني، إن: “معاداة السامية سرطان وسم يجري تبريره بشكل متزايد في ثقافتنا وبرامجنا التلفزيونية، ويجب أن يصدمنا هذا”.
واستخدم المعلق المحافظ بين شابيرو في تغريدة بموقع تويتر عبارة لهتلر، وردت في كتابه “كفاحي”، قال فيها: “أليس وجودهم مؤسسا على كذبة كبيرة هي الادعاء بأنهم جماعة دينية، لكنهم في الحقيقة عرق؟”.
وورد في تغريدة لمتحف الهولوكوست في الولايات المتحدة: “كانت العنصرية في صلب الأيديولوجيا النازية. لم يُعرف اليهود بدلالة انتمائهم الديني، بل بدلالة عرقية. المعتقدات العنصرية النازية غذت الإبادة الجماعية”.
وقد اعتذرت غولدبرغ في وقت لاحق وسط الانتقادات المتزايدة، وكتبت في تغريدة: “في برنامج اليوم قلت إن الهولوكوست ليست مؤسسة على العرق بل على انعدام إنسانية الإنسان في تعامله مع أخيه الإنسان. كان يجب أن أقول إنها مؤسسة على الأمرين معا. لقد دعمت اليهود على الدوام ولن أغير هذا. أنا آسفة لأي أذى سببته”.
Comments are closed.