فيروس كورونا: علماء يتوقعون موجة كبيرة للمتحور أوميكرون الشهر المقبل في بريطانيا
يتوقع العلماء أن تواجه المملكة المتحدة موجة واسعة من انتشار الإصابات بالمتحور أوميكرون في يناير/ كانون الثاني المقبل في ظل عدم فرض قيود إضافية.
وقال العلماء إن عدد الوفيات من المتحور بحلول نهاية أبريل/ نيسان القادم قد يتراوح بين 25,000 إلى 75,000 اعتماداً على أداء اللقاحات في مواجهته.
لكن العلماء المسؤولين عن الدراسة قالوا إنه لا يزال هناك بعض الغموض الذي يكتنف عملية وضع نماذج الدراسة.
وقالوا إنه قد تكون هناك حاجة لفرض إجراءات أشد صرامة في أسوأ السيناريوهات لمنع امتلاء المستشفيات بالمرضى على نحو يفوق قدرتها على الاستيعاب.
الدراسة التي أجرتها كلية لندن للنظافة والطب الاستوائي ليست واضحة تماماً. فهي لا تحدد ماذا سيحدث مع المتحور أوميكرون، لكنها تعطي مجموعة من النتائج المحتملة.
وقال الباحثون إن ارتفاع نسبة الحاصلين على جرعة المعززة من اللقاحات من المحتمل أن يخفف من تأثير موجة أوميكرون.
الصحة العالمية: اللقاحات الحالية توفر حماية ضد أوميكرون
هل تجدي التدابير الحالية في مواجهة متحور أوميكرون؟
منظمة الصحة العالمية: لا داعي للهلع من “أوميكرون”
وقال الدكتور نك ديفيز، وهو أحد الباحثين، إن أوميكرون ينتشر “بسرعة كبيرة”، وهو “مقلق للغاية” ومن المرجح أن يكون الشكل المهيمن للفيروس في إنجلترا بحلول نهاية هذا العام.
ويقول التقرير الصادر عن الدراسة إن عدد الأشخاص المصابين بالمتحور يتضاعف حالياً كل 2.4 يوماً في إنجلترا على الرغم من أن البلاد تتمتع بمستويات عالية من التطعيم. وهذه وتيرة أسرع من انتشار الشكل الأصلي للفيروس عندما لم تكن الحماية متوفرة لأحد.
وقال الدكتور ديفيز إنه “بالاستناد إلى ما نراه، فإنه يمكننا أن نتوقع حدوث موجة كبيرة من الإصابات بمتحور أميكرون في المملكة المتحدة.”
غيرأن الجانب الأكبر من الغموض يتعلق بمدى فعالية اللقاحات والجرعات التعزيزية في إبقاء الناس بعيدين عن المستشفيات.
وتفترض الدراسة أن المتحور أوميكرون أقل خطورة من النسخ السابقة في حال تلقي اللقاح وتأخذ بالحسبان الإجراءات الراهنة الخاصة بالخطة “ب”.
وفي أكثر السيناريوهات تفاؤلاً سيكون عدد الأشخاص الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى كل يوم أقل بنسبة 40 في المئة من الذروة التي بلغتها أرقام فصل الشتاء الماضي. وفي أكثر السيناريوهات تشاؤماً ستكون الذروة ضعف ما كانت عليه في الشتاء الماضي تقريباً.
لكن التقرير قال إن “غالبية السيناريوهات” خلصت إلى أنه في ظل الإجراءات الحالية، سيكون هناك أعداد أكبر مم الحالات التي يستوجب إدخالها المستشفى مما كان عليه الحال في الشتاء الماضي.
ما هي السيناريوهات المحتملة؟
في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، والذي يفترض أن أوميكرون لديه قدرة منخفضة على الهروب من المناعة وأن الجرعات التعزيزية من اللقاحات فعالة بدرجة عالية، فإن نموذج الدراسة يتنبأ بأن تكون الأرقام خلال الفترة من 1 ديسمبر/ كانون الأول إلى 30 أبريل/ نيسان على النحو التالي:
* 20.9 مليون حالة إصابة
* 175,000 حالة في المستشفيات
* 24,700 حالة وفاة
وأما في حالة السيناريو الأكثر تشاؤماً، والذي يفترض أن أوميكرون يتمتع بقدرة عالية على الهروب من المناعة وأن الجرعات التعزيزية من اللقاحات أقل فاعلية، فإن نموذج الدراسة يتنبأ بأن تكون الأرقام خلال الفترة من 1 ديسمبر/ كانون الأول إلى 30 أبريل/ نيسان على النحو التالي:
* 34.2 مليون حالة إصابة
* 492,000 حالة في المستشفيات
* 74,900 حالة وفاة
وقال الدكتور ديفيز: “أعتقد أن تنبؤاتنا مقلقة، فهي لا ترسم صورة متفائلة”.
وكانت دراسات واقعية سابقة أجرتها وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة قد قدرت أن جرعتين من اللقاح أعطتا حماية محدودة ضد الإصابة بأعراض أوميكرون، لكن أخذ جرعة معززة رفع نسبة الحماية إلى 75 في المئة.
وقد بحثت تلك الدراسات في تأثير فرض قيود جديدة على موجة انتشارالمتحور أوميكرون.
وقال الدكتور ديفيز إن فرض قيود أشد صرامة كان “فظيعاً بالنسبة للصحة الجسدية والعقلية للناس” وهذا الأمر ينبغي أن يوزن بعناية.
ويحذر نموذج الدراسة من أنه في حالة السيناريوهات المتشائمة، سيحتاج الأمر إلى فرض إجراءات أقرب ما تكون إلى “الإغلاق التام مع إبقاء المدارس مفتوحة” لمنع الضغط الكبير على خدمة الصحة الوطنية.
وهناك حاجة للمزيد من البيانات قبل أن تتضح الصورة الحقيقية ونعرف إلى أين تتجه المملكة المتحدة.
وقالت الدكتورة روزانا بارنارد، وهي باحثة مشاركة في إجراء الدراسة “في السيناريو الأكثر تفاؤلاً الذي توقعناه، فإنه سيتم تخفيف تأثير أوميكرون في القسم الأول من عام 2022 من خلال إجراءات ضبط خفيفة كالعمل من البيت”.
وتابعت “لكن، السيناريو الأكثر تشاؤماً يشير إلى أننا قد نضطر إلى تحمل قيود أشد صرامة لضمان عدم تجاوز عدد حالات الإصابة قدرة خدمة الصحة الوطنية على استيعابها في المستشفيات”.
وأضافت الدكتورة بارنارد أن “ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والجرعات التعزيزية تعتبر ضرورية، لكنها قد لا تكون كافية”.
وختمت قائلة: “لا أحد يريد أن يتحمل إغلاقاً آخر، لكن إجراءات الملاذ الأخير قد تكون ضرورية لحماية الخدمات الصحية في حال كان المتحور أوميكرون يتمتع بمستويات هروب عالية من المناعة أو قابلية أكبر للانتقال من شخص لآخر مقارنة بالمتحور دلتا”.
يُذكر أن الدراسة نُشرت على الانترنت لكنها لم تمر بعملية المراجعة الرسمية من قبل علماء آخرين.
Comments are closed.