جورج قرداحي: هل تثير انتقاداته للدور السعودي والإماراتي في اليمن “أزمة دبلوماسية”؟ – صحف عربية
ناقشت صحف عربية الأزمة السياسية التي أعقبت رفض وزير الإعلام اللبناني الاعتذار عن تصريحات، كان قد أدلى بها قبل توليه منصبه وانتقد فيها الدور السعودي والاماراتي في اليمن.
وقال جورج قرداحي في أغسطس/ آب، خلال مقابلة مع برنامج حواري يبثّ عبر الإنترنت، إن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي تنفذه السعودية والإمارات”، واصفاً الحرب بأنها “عبثية”، وينبغي أن تتوقف.
وقامت السعودية والإمارات والبحرين باستدعاء سفراء لبنان، للتعبير عن استياءهم واستهجانهم لهذه التصريحات.
“جريمة بحق الإعلام”
تؤكد صحيفة القدس العربي اللندنية، في افتتاحيتها، أن تصريحات قرداحي “تمثل استمرارا لتيّار شعبوي لبناني نشأ مع بدايات لبنان الحديث، وغذّته آراء تختزن كرها عنصريا للعرب الذين جاؤوا من الجزيرة العربية، لمزاحمة أصحاب البلد الفينيقيين”.
وفي عكاظ السعودية، يقول خالد السليمان “مثل قرداحي لا يصبح وزيرا سوى في بلد مثل لبنان، …”
ويختتم الكاتب بالقول “باختصار، المشكلة ليست في قرداحي بل في المساهمة في صناعة أمثال قرداحي”.
وتقول الاتحاد الإماراتية في افتتاحيتها إن التصريحات “تشكل جريمة بحق الإعلام، لتبنيها عمداً تزوير وتجاهل الحقائق”.
وتضيف الصحيفة أن “تصريحات قرداحي الباطلة تجاهلت المبادئ والقيم، واختارت تزييف الواقع بقراءة سطحية هامشية شعارها قلب الحقائق، جهلاً وانحيازاً، ولا يصلح فيها أي تبرير أو تجميل أو اعتذار أو حتى دفن للرأس في التراب”.
وبالمثل، يقول فيصل الشيخ في الوطن البحرينية “موقف قرداحي كشخص ليس مستغرباً، فهو منذ زمن طويل كشف ولاءه وانتماءه وحبه لإيران ومرشدها الأعلى ولحزب الله اللبناني الذراع العسكري لنظام طهران، لكنه اليوم يتحدث وهو عضو في حكومة بلد عربي، بلد تلقى على امتداد عقود طويلة مساعدات مالية مليارية، وكانت السعودية والإمارات على رأس الداعمين بطريقة لا تجعل أحداً يضاهيهما، فهل ما صدر يقبل من وزير في حكومة بلد مازال يعول على الدعم السعودي والإماراتي؟”
ويشدد الكاتب أنه لا أحد ينتقد الدور السعودي والإماراتي في اليمن “إلا من باع عروبته لأجل خدمة إيران”.
“نطق بألسنة الأحرار”
في المقابل، دافع عدد قليل من المعلقين عن موقف قرداحي، منددين بالحملة الإعلامية التي تستهدفه في الوقت الراهن.
وتحت عنوان “القرداحي لم يخطئ حتى يعتذر” يقول عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية “يتعرّض السيّد جورج قرداحي إلى حملةٍ إرهابيّةٍ شرسة في الوقت الرّاهن، من قِبَل المملكة العربيّة السعوديّة ودول خليجيّة أُخرى تُطالب الحُكومة اللبنانيّة بفصله من منصبه، مثلما تُطالبه بالاعتِذار رسميًّا لأنّه تجرّأ وقال نِصف الحقيقة، عمّا يجري في اليمن من قتلٍ وتجويعٍ وحِصارٍ لشعبه مُنذ ما يَقرُب من الثّماني سنوات”.
ويختتم الكاتب بالقول “قد يخسر السيّد قرداحي منصبه الوزاري، ويُوضَع على اللّائحة السّوداء في بعض الدّول الخليجيّة أو كلّها، ويُحارَب في لُقمَة عيشه وأطفاله، وتُغلَق في وجهه كُل أو مُعظم القنوات الخليجيّة، وربّما بعض العربيّة أيضًا، ولكنّه كسب عزّة نفسه، وحافظ على كرامته ودولته”.
وفي مقال بعنوان “كل التضامن مع الوزير جورج قرداحي”، كتب غالب قنديل في البناء اللبنانية ليقول إن الوزير “يتعرض لحملة سياسية وإعلامية ومحاولات ترهيب”، مضيفاً أنه “نطق بألسنة الأحرار وبوجدان مقاوم شجاع لا يهاب في الحق لومة لائم”.
Comments are closed.