وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب: بوغتنا بسرعة سقوط كابُل التي كان التقييم الاستخباري يتوقع صمودها حتى نهاية العام
قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إن حكومة بلاده ليست متأكدة من أنها تعرف عدد الأشخاص المؤهلين للقدوم إلى المملكة المتحدة من الذين بقوا في أفغانستان.
وأضاف أنه تم إجلاء نحو 15 ألف شخص منذ سقوط البلاد في أيدي طالبان.
وقال، مخاطبا أعضاء البرلمان، إنه سيغادر إلى المنطقة في وقت لاحق لإجراء محادثات بشأن أولئك الذين تخلفوا عن الركب.
واعترف الوزير بأن بلاده “بُوغتت” بسرعة سقوط كابل، إذ أن التقييم الاستخباري كان يتوقع أن تصمد حتى نهاية العام.
وجاءت تصريحات راب، خلال دفاعه، في جلسة مساءلة برلمانية، عن انسحاب بريطانيا من أفغانستان بعد أن استولت طالبان على البلاد بسرعة كبيرة.
وأضاف راب في جلسة طارئة للجنة المختارة للشؤون الخارجية أن “التقييم المركزي الذي كنا نسير عليه… يقول إنه على الأرجح، بعد انسحاب القوات في نهاية أغسطس/ آب، ستشهد البلاد تدهورا مطردا بدءا من تلك النقطة، وأنه من غير المرجح أن تسقط كابل هذا العام”.
وأردف “هذا لا يعني أننا لم نعد خطة بديلة أو خطة للخروج أو ندرس الخيارات الأخرى. وللتوضيح فقط، هذا شيء تمت مشاركته على نطاق واسع بين حلفاء الناتو”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تجري المملكة المتحدة محادثات مع حركة طالبان لتأمين ممر آمن لإخراج عدد من المواطنين البريطانيين والأفغان الذين ما زالوا في أفغانستان.
وقال 10 داوننغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية، إن المحادثات التي يشارك فيها مسؤولون بريطانيون ومسؤولون في قيادة الحركة، تجري في العاصمة القطرية الدوحة.
- وزير الخارجية البريطاني يقول إن على المملكة المتحدة مواجهة الواقع الجديد في أفغانستان
- بايدن: عملية الإجلاء الأمريكية من أفغانستان “نجاح استثنائي”
وكان وزير الدفاع البريطاني قد أخبر أعضاء البرلمان أن ما بين 150 و 250 شخصا مؤهلين لإعادة التوطين مع عائلاتهم، ما زالوا داخل أفغانستان.
وجاءت هذه المحادثات بعد تعهد طالبان بالسماح بمغادرة المزيد ممن لم يتمكنوا من المغادرة.
وتعليقا على المحادثات، قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن “الممثل الخاص لرئيس الوزراء لشؤون الفترة الانتقالية الأفغانية، السير سيمون جاس، سافر إلى الدوحة ليلتقي مع كبار ممثلي طالبان للتأكيد على أهمية الخروج الآمن من أفغانستان، للمواطنين البريطانيبن والافغان الذين عملوا معهم خلال العشرين عاما الماضية”.
وكانت أحزاب المعارضة، قد دعت الشهر الماضي إلى استقالة راب بعد أن تبين أنه لم يكن موجودا لإجراء مكالمة هاتفية بشأن إجلاء المترجمين الفوريين الذين عملوا مع القوات البريطانية، إذ كان يقضي إجازة في جزيرة كريت اليونانية.
ودافع راب عن نفسه قائلا إنه “لو كان يعلم” ما كان ليسافر في إجازة، لكنه رفض اتهامه بأنه كان “يتسكع على الشاطئ” ووصفه بأنه “كلام فارغ”.
وقالت وزيرة الخارجية في حكومة الظل في حزب العمال، ليزا ناندي، إن راب لديه الكثير ليجيب عليه “أكثر بكثير من الفوضى التي حدثت في الأسبوعين الماضيين”، مضيفة “كان أمام وزير الخارجية 18 شهرا للاستعداد لكنه كان متشاغلا عن عمله”.
وأصر المتحدث باسم رئاسة الحكومة على أن رئيس الوزراء، بوريس جونسون، لديه “ثقة كاملة” في راب وأنه “لا توجد خطط” لإجراء تعديل وزاري.
وكان راب قد قال، الثلاثاء، إن المملكة المتحدة بحاجة إلى مواجهة “الواقع الجديد” في أفغانستان والعمل مع الدول الأخرى للتأثير على طالبان ودفعها لمزيد من الاعتدال.
وقال السفير البريطاني السابق في أفغانستان، بين عامي 2010 و 2012، السير وليام بَيتي، إن التعامل مع طالبان يمكن أن يحول دون وقوع أزمة لاجئين ويجنب البلاد أن تصبح مرتعا للإرهابيين.
وأضاف خلال حديثه لبي بي سي “يعرفون (أي عناصر طالبان) أنهم لا يستطيعون إدارة هذا البلد من دون مساعدة”، مؤكدا أن لدى المملكة المتحدة “بعض الأوراق” التي بالإمكان استخدامها في المحادثات “لأنهم سيضطرون إلى التعامل مع طالبان”.
وقالت الوزيرة فيكتوريا أتكينز، التي عُينت لإعادة توطين الأفغان، لبي بي سي إن طالبان “ستعتمد على المساعدات الدولية – ونريد أن يكون ذلك في أذهانهم عندما نتناقش معهم ومع الدول الوسيطة”.
وردا على سؤال عما إذا كانت المحادثات ستضفي الشرعية على طالبان، قالت أتكينز إن هذا هو “النقاش الكبير بالنسبة للعالم الغربي” لكن أي محادثات “تتم بعناية”، والحكومة البريطانية مصممة على ضمان مغادرة من يحق لهم المغادرة من أفغانستان.
وكانت حركة طالبان أعلنت انتصارها في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية، وتدفق مقاتلي الحركة إلى مطار كابل الثلاثاء.
يُذكر أن القوات البريطانية غادرت أفغانستان في عطلة نهاية الأسبوع.
ووعدت الحركة بالسماح لمن لديهم تصاريح مغادرة، بمغادرة البلاد، وتعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين “بإلزام طالبان بالوفاء بالتزاماتها”.
لكن سفيرة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، قالت إنه سيتم الحكم على طالبان “على أساس أفعالهم على الأرض، وليس أقوالهم”.
وبالإضافة إلى المحادثات مع طالبان، قالت الحكومة البريطانية إنها سترسل 15 “متخصصًا في الاستجابة للأزمات” إلى كل من باكستان وأوزبكستان وطاجيكستان لمساعدة الدبلوماسيين البريطانيين في عملهم للسماح للمغادرين بالوصول إلى المملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن تركز الدبلوماسية البريطانية على مساعدة مواطني المملكة المتحدة والمترجمين وغيرهم من الأفغان الذين عملوا مع البريطانيين، وأولئك الأفغان الذين قُيمت أوضاعهم بأنهم الأكثر عرضة للخطر.
Comments are closed.