الإيغور: شركة أزياء صينية تحقق في إعلانات وظائف “كاذبة” تميز ضد الأقلية المسلمة
بدأت شركة الأزياء الصينية “شين” تحقيقًا، في إعلانات الوظائف التمييزيةالمنشورة على مواقع توظيف تحت اسمها.
وأشارت الإعلانات، التي شاهدتها بي بي سي، وتطلب عمالا للمصانع والمستودعات إن أولئك الذين ينتمون إلى أقليات عرقية معينة، بمن في ذلك الأيغور، ليس من حقهم التقدم للوظائف.
وقالت “شين” إنها لم تمول أو توافق على تلك الإعلانات، وإنها ملتزمة “بدعم معايير العمل العالية”.
وأثارت محنة أقلية الأيغور المسلمة في الصين إدانة دولية واسعة.
وتتنافس شركة “شين” سريعة النمو مع شركات مثل “بوهو” في السوق لجذب المتسوقين الشباب، وتعاونت مع المشاهير والمؤثرين لبناء متابعيها عبر الإنترنت.
ونشر العديد من الإعلانات تحت اسم “شين”، بين شهري أبريل/ نيسان وديسمبر/ كانون الأول عام 2020، على مواقع توظيف صينية.
لماذا يخشى الإيغور من التقارب بين الصين وطالبان؟
فرنسا تحقق مع أربع شركات أزياء في تهم بالتستر على انتهاكات ضد مسلمي الإيغور
وعرضت الإعلانات وظائف للعمل في مصانع الشركة ومستودعاتها في مدينة “غوانزو” جنوبي الصين، بأجر حوالي 16 يوان (1.81 جنيه إسترليني) في الساعة، بالإضافة إلى قولهم إن العمال لا يحتاجون إلى الخضوع لاختبار كوفيد – أو اجتياز اختبار طبي للعمل في الموقع – وذلك في ذروة الوباء.
وقال متحدث باسم شركة “شين” إن الشركة “مندهشة وقلقة”، لرؤية إعلانات تستخدم لغة “تتعارض” مع مبادئ التوظيف.
وأضاف: “الشركة ملتزمة تمامًا بدعم معايير العمل العالية عبر سلسلة التوريد بأكملها، وتحسين حياة العمال في سلسلة التوريد العالمية من خلال دعم الجهود الوطنية والدولية لإنهاء العمل القسري”، مشيرا إلى أن الشركة لديها شروط صارمة لمورديها، ولا تتسامح مع التمييز.
وقالت شركة التوظيف “غوانزو تشونغ تشى لإدارة الموارد البشرية” التابعة لها إنها “ستحقق مع الأفراد، الذين استخدموا اسم شركتنا بطريقة احتيالية لاستخداممعلومات كاذبةفي الإعلان”، وستحاسبهم “إلى أقصى حد يسمح به القانون”.
وقالت في رسالة: “نعتذر بصدق عن تأثير هذا الحادث علىشينوالمتقدمين ذوي الصلة بسبب إهمال شركتنا”.
وأثارت أسعار أزياء الشركةالمواكبة للموضة مخاوف على الإنترنت، بشأن الاستدامة وممارسات العمل الخاصة بها.
وذكر موقع الشركة على الإنترنت سابقًا أن الشركة “فخورة بالامتثال للمعايير الصارمة للعمل العادل، التي وضعتها المنظمات الدولية مثل معيار المساءلة الاجتماعية SA8000”.
ويتم إصدار شهادة SA8000 للشركات، التي يتم قياس التزامها بالمعايير الدولية فيما يتعلق بمجالات مثل العمل القسري، وعمل الأطفال، والصحة، والسلامة، وساعات العمل.
لكن المنظمة الدولية للمساءلة الاجتماعية (SAI)، التي أنشأت هذا المعيار، أخبرت بي بي سي في يونيو/ حزيران، أن الشركة غير معتمدة وأن المنظمة لا تعلم عنها شيئا.
وقال متحدث باسم الجهة التي تصدر معيار المساءلة الاجتماعية: “تشير الشركات أحيانًا إلى SA8000 في إعلاناتها، إذا كانت تستخدم مبادئ المعيار في برامج الامتثال الاجتماعي الداخلية الخاصة بها، أو إذا كانت تحصل على موادرها من منشآت معتمدة منه”.
وأضاف: “طالما أن الشركة لا تدعي أنها معتمدة ولا تذكر المعيار بشكل مخادع، فإننا لا نعتبرها مخالفة إذا أشارت إلى مبادئنا القياسية بهذه الطريقة”.
ومنذ ذلك الحين، تم حذف الإشارة إلى ذلك المعيارمن على موقع شين.
تمت مشاركة إعلانات الوظائف التمييزية – التي وصفتها شين بأنها كاذبة – مع بي بي سي من قبل تحالف إنهاء العمل القسري للأيغور.
وقالت كلوي كرانستون، مديرة الأعمال وحقوق الإنسان في المنظمة الدولية لمناهضة للعبودية، التي تشكل جزءًا من التحالف: “ما هو مهم حقًا هو أن تكون قادرًا على التمييز بين تلك الشركات، التي تتخذ بالفعل خطوات ذات مغزى لاحترام العمال في سلاسل التوريد الخاصة بها، وتلك التي تتقاعس عن القيام بذلك”.
وفي الأشهر الأخيرة، خضعت العديد من العلامات التجارية الكبرى للتدقيق بسبب أنشطتها في منطقة شينغيانغ الصينية.
وأعلن المدعون الفرنسيون في يوليو/ تموز أنهم يبحثون في اتهامات بأن شركة إنديتكس العالمية -مالكة العلامة التجارية “زارا” – وغيرها من الشركات التي استوردت سلعًا مصنوعة عن طريق العمل القسري لمسلمي الأيغور في الصين.
وتنتج منطقة شينغيانغ نحو 85 في المئة من القطن الصيني، وتشكل نحو خمس الإمدادات العالمية.
Comments are closed.