عمليات احتيال بمئات آلاف الجنيهات تستهدف عملاء بنوك مصرية
تلقت زميلة صحفية في مكتب بي بي سي بالقاهرة مكالمة هاتفية من متصل يدعي أنه أحد موظفي البنك المركزي المصري، ويريد تحديث بيانات العملاء، وذلك في محاولة واضحة للحصول منها على البيانات السرية لحساباتها البنكية بغرض الاحتيال.
وبنفس هذه الحيلة تقريبا، استولى بعض الأشخاص على نحو مليوني و700 ألف جنية مصري، وفقا لتصريح محمد الأتربي، رئيس بنك مصر، لأحد البرامج المحلية في مصر، مضيفا أن مثل هذه العمليات تكررت 13 مرة في الفترة الأخيرة.
وحذر البنك الأهلي المصري عملاءه في بيان رسمي ورسائل نصية، من عمليات الاحتيال تلك، أما بنك مصر فقد أكد “أن البنك دأب على مدار الفترة الماضية على إرسال رسائل نصية للعملاء، تحذرهم من الرسائل والمكالمات التي تنطوي على احتيال من أشخاص يزعمون أنهم ينتمون لبنك مصر أو لأي من الجهات الحكومية، ويطلبون معلومات عن حسابات العملاء البنكية.
مواقع التواصل
جاء انتشار مقطع مصور لسيدة من مدينة سمالوط بمحافظة المنيا في صعيد مصر ليدق ناقوس الخطر ضد عمليات الاحتيال البنكي الجديدة.
وتروي السيدة أنها تلقت اتصالا تليفونيا اعتقدت أنه من البنك الخاص بها، وأخبرت من خلاله أن البنك بصدد ربط بيانات حساباتها الشخصية مع الموقع الالكتروني الخاص بالبنك، وتم الاحتيال عليها بسرقة 200 ألف جنيه مصري من حسابها على أربع عمليات سحب، لم تتلق بهم رسائل من البنك.
وتساءلت السيدة “من أين عرف هؤلاء المحتالون رقم هاتفي، أو أن لي حسابا في بنك كذا؟” وانتشرت على وسائل التواصل رسائل الاستنكار وأخرى تروي بعض الوقائع التي تشير إلي أن مثل هذه الواقعة تكررت، وهو ما أثار مخاوف البعض.
وقالت سهير الدماطي، الخبيرة المصرفية لبي بي سي، إنه إذا شك العميل في أي عملية تجري في حسابه عليه أن يتوجه فورا لفرع البنك، مضيفة بأن فروع البنوك المصرية توسعت بشكل مذهل.
وأكدت الدماطي أن الاستهداف يتم للفئات الأقل وعيا، وقالت إن الأنظمة التي تستخدمها البنوك المصرية تُحدَث بشكل دوري، ولديها معدلات أمان عالمية، مؤكدة على أنه ليس من الطبيعي أن يطلب أحد بيانات سرية من العميل أيا كان.
وأكد محمد الأتربي، رئيس بنك مصر، في تصريحات صحفية إنه لم يحدث أي اختراق لحسابات العملاء في البنوك المصرية وأن الموضوع لا يعدو كونه عملية احتيال على بعض العملاء عبر الهواتف.
وأكد الأتربي أن الودائع لدى البنوك مضمونة بالكامل من قبل البنك المركزي، مضيفا أنه تم إيقاف تعامل بنك مصر على “كارت ميزه” الذي تم تحويل بعض الأموال عن طريقه في محافظ مالية، وذلك لفترة مؤقتة.
- القطاع الخاص قد يتمكن في وقت قريب من الاستثمار في شركات الجيش المصري
- “الساحر الأسود” منفذ أكبر عملية احتيال على بنك إماراتي يخرج عن صمته
كيف يتم الاحتيال
وأكد خبراء على أنه في مثل هذه العمليات يطلب أحدهم من عميل أحد البنوك رقم الكارت الخاص به، سواء كان دائن أو مدين، ويجري المحتال عددا من العمليات سواء تحويل من على الانترنت البنكي، أو عن طريق أي ماكينة صراف آلي عند حصوله على الأرقام.
ويؤكد الخبراء أن ما حدث مع السيدة قد يكون عن طريق ماكينة الصراف الآلي حيث يضع المحتال أرقام البطاقة التي تلقاها من العميل، ثم يطلب من الماكينة عملية “صرف أو تحويل من دون بطاقة”، فيرسل البنك للعميل كلمة مرور من أربعة أرقام، يقوم المحتال بطلبها من العميل لتتم عملية السحب أو التحويل مباشرة، وعندها تكتمل عملية الاحتيال.
وأكد الخبراء على أنه لابد من زيادة الوعي لدى الناس بشكل أكبر، وعدم إعطاء البيانات الخاصة لأحد مهما كان حتى ولو كان من داخل البنك نفسه.
الداخلية المصرية قالت في بيان علي صفحتها على فيسبوك إنها ضبطت تشكيلا عصابيا تخصص في الاحتيال على المواطنين، ووجد بحوزته “11 هاتفا محمولا، و35 فاتورة شراء منسوبة للعديد من متاجر بيع الأجهزة الالكترونية، وجهاز نقطة بيع إلكترونية يستخدم في عمليات الدفع الالكتروني، ومبالغ مالية”.
وتقول الشرطة إنه جاري ضبط باقي الأشخاص المتورطين في هذه القضية.
وقالت الداخلية في بيانها إن أسلوب الاحتيال هذا يتركز حول الحصول على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بالمواطنين بخداعهم عن طريق الاتصال بهم وإيهامهم بأن هناك تحديثا في بيانات البنك.
وأوضح البيان أنه بعد ذلك تجرى عمليات تحويل للعديد من المحافظ المالية الإلكترونية الخاصة بشركات المحمول العاملة بالسوق المصري، إضافة إلى إجراء عمليات شراء بمبالغ مالية كبيرة على مواقع التسوق الإلكتروني بهدف إعادة بيعها، ولمنع تتبع مسار الأموال المسروقة.
Comments are closed.