القمة الخليجية 2021: هل تشهد قمة السعودية إعلان إنهاء المقاطعة مع قطر؟
ناقش عدد من الصحف العربية القمة الـ 41 لمجلس دول التعاون الخليجي التي تنعقد اليوم الثلاثاء في مدينة العلا السعودية.
تأتي القمة بعد ساعات من إعلان الكويت عن التوصل لاتفاق يقضي بفتح الأجواء والمنافذ البحرية والبرية بين السعودية وقطر، وذلك بعد أكثر من ثلاث سنوات من المقاطعة السعودية الإماراتية المصرية للدوحة.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أعلنت في يونيو/ حزيران 2017، قطع العلاقات مع قطر على خلفية اتهامهم لها بزعزعة استقرار المنطقة، والتقرب من إيران، ودعم تيارات إسلامية مناهضة، وهو ما تنفيه الدوحة جملة وتفصيلا.
“نواف حلها”
أبرزت الصحف القطرية موضوع الاتفاق مع السعودية والقمة الخليجية على صدر صفحاتها الأولى، حيث حملت “العرب” عنوانا يقول “صاحب السمو يترأس وفد الدولة في القمة الخليجية، الكويت: اتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرين بين السعودية وقطر”.
بينما احتفت الصحف الكويتية بالاتفاق، مشيدة بدور الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح في هذا الصدد.
“نواف حلها”، عنوان تصدر الصفحة الأولى لصحيفة “السياسة”.
وتحت عنوان “صُلح العلا”، تقول “القبس” في افتتاحيتها ” تُوِّجَت جهودُ الكويت لِلمِّ الشمل الخليجي أمس بالإعلان عن خطوات رئيسية باتجاه تحقيق المصالحة قبيل ساعات من انعقاد القمة الخليجية، التي تستضيفها السعودية اليوم، وستشهد توقيع بيان يؤكد وحدة الصف وإسقاط كل الخلافات الماضية”.
كما كتب وليد ابراهيم الأحمد مقالا بعنوان “القمة الخليجية الأمل الأخير” في صحيفة الرأي يقول فيه إن “المصالحة الخليجية هي الملف الأبرز، الذي يجب التركيز عليه اليوم قبل كل الملفات، ومن ثم يتم النظر في البقية الباقية، كون أمن الخليج لدولنا الست يجب أن يكون خطاً أحمر من دون استثناء أي دولة”.
ويضيف الكاتب “كما يجب إيقاف لغة (التخوين) والتصعيد و(التشكيك)، حتى تكتمل المصالحة بنوايا مخلصة وصادقة، قبل كل شيء من أجل إنهاء تلك الازمة”.
تفاؤل حذر
وفي المقابل، اهتمت الصحف السعودية والإماراتية ببوادر المصالحة التي قد تشهدها قمة العلا.
تقول “البيان” الإماراتية في افتتاحيتها “قمة العُلا، وقبيل انطلاقها بساعات، بشّرت بملامح تفاهمات لحل الأزمة القطرية، الأمر الذي تدعمه الإمارات في إطار حرصها الكبير والثابت على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي، وما يمثله من دعامة رئيسية للأمن والاستقرار العربي”.
وتضيف الصحيفة: “إذ كانت الدولة سباقة وباستمرار إلى تبني ومساندة تفعيل منظومة موحدة للعمل الخليجي، أساسها التماسك والابتعاد عن الأزمات والمصداقية والحوار والالتزام، ليكون المجلس بجميع دوله كياناً قوياً وحصيناً في وجه أي تقلبات دولية أو أي مهددات إقليمية”.
وتثني “البيان” على الخطوة، مشددة أن الإمارات “تأمل بأن يكون فاتحة خير لتوافق يعزز التزام الجميع الكامل بما تفرضه متطلبات هذا التوقيت لتعزيز منعة المنطقة ضد قوى الإرهاب، وضمان استقرارها، والحاجة الملحة لتسريع تعافي اقتصاداتها من تبعات الجائحة، والسير بطموحات شعوبها إلى المستقبل بثقة وتفاؤل”.
كما يرحب سلطان حميد الجسمي بالخطوة، ولكنه ما يلبث أن يعبر عن مخاوفة، ويقول: “للأسف هناك سؤال يطرح كثيرا: هل الإعلام القطري سوف يغير مساره واتجاهه دون التركيز الكلي في قنواته الإعلامية على تشويه سمعة دول الخليج الأخرى، إذ على الرغم من محاولات الدول الخليجية لعلاج الأزمة، إلا أن أبواق الإعلام القطري إلى يومنا ما زالت تبث سمومها؟”.
وفي السعودية، تقول “الرياض” في افتتاحية بعنوان “قمة العلا فرصة قطر” إن قمة اليوم تعتبر “فعلا فرصة حقيقية وسانحة لقطر لإعادة الثقة في سياساتها وعلاقتها الخليجية، ومكافحة الإرهاب وإخوانه، ووقف الإعلام المضلل، وغلق الباب في وجه أعداء الخليج الذين يستغلون أي خلاف بين دول الخليج من أجل تهديد السلم والأمن الخليجي والدولي، فقطر دولة خليجية وشقيقة لا ينبغي لها أن تبقى معزولة عن جيرانها”.
وتضيف الصحيفة أن “شعوب المجلس الخليجي تتطلع إلى عودة قطر لمنظومتها من أجل تعميق الترابط والتعاون والتكامل نحو آفاق اقتصادية واجتماعية طموحة وطويلة الأجل، وأن تقف دول المجلس صفاً واحداً في مواجهة التهديد الإيراني الذي أصبح أكبر خطورة مما سبق”.
كما يقول فضل بن سعد البوعينين، في “الجزيرة” السعودية “إما الوفاق الذي يعيد الأمور إلى نصابها، ويعزز التضامن والتكامل المحققَيْن للأمن الاستراتيجي للدول الأعضاء والمنطقة، وإما العودة إلى المربع الأول الذي سمح للغرباء بالدخول إلى البيت الخليجى سعيًا منهم لتقويض أركانه”.
وفي صحيفة “عكاظ” يقول خالد السليمان: “لم تعد الأحداث والتحديات والأخطار والأزمات التي تعصف بالمنطقة تحتمل ترف الخلافات أو شذوذ السياسات أو عبث المواقف، لقد جرب البعض آثار الاختلاف وتجرعوا مرارته، وجربوا التباين والتباعد في المواقف والسياسات واختبروا ضعف حصاده”.
ويضيف الكاتب: “حان الوقت ليقف الجميع وقفة جادة مع الذات لتقييم المرحلة السابقة وإجراء الحسابات الصحيحة للمرحلة الحالية والتوقعات الدقيقة للمرحلة القادمة، فلا مجال للأخطاء ولا إعادة لاختبارات الراسبين في السياسة في عالم تملأ العواصف سماءه، وتشتعل النيران في أطرافه”.
Comments are closed.