المصالحة الخليجية: هل “يفسد” الإعلام نجاح قمة السعودية؟
ناقشت صحف عربية القمة الخليجية المقبلة المزمع عقدها في الرياض في الأسبوع الأول من العام الجديد.
وانتشرت تقارير تفيد بأن القمة قد تشهد المصالحة الخليجية بين قطر من جهة والسعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر من جهة أخرى.
وتساءل كُتاب عن حقيقة تقارير المصالحة في الوقت الذي يبقى “التصعيد الإعلامي القطري مستمرا”.
فيما نصح آخرون بملازمة الإعلام للحياد وإلى خطاب “يدعو إلى المصالحة، والحوار، والبحث عن حلول سلمية”.
“تجاوز قدرة النظام على لجمه”
يقول الحبيب الأسود في صحيفة العرب اللندنية: “في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن المصالحة الخليجية، رفعت وسائل الإعلام القطرية في الداخل والخارج من وتيرة تهجّمها على الدول المقاطعة، وخاصة الإمارات، والبحرين، ومصر، مع مهادنة وقتية للسعودية التي ستحتضن قمة مجلس التعاون الخليجي”.
ويتساءل الكاتب، قائلاً: “هل سيلجم النظام القطري، في حال تحقق المصالحة، الأبواق التي أسسها ومولها في عدد من العواصم العربية والغربية؟ أم سينكر علاقته بها ويكتفي بالتبرؤ مما تقول؟”.
ويتابع الحبيب الأسود: “إن التجربة أثبتت أن أصابع الأخطبوط القطري الممتدة في أغلب الدول العربية والغربية … لن تحتاج إلى الدعم المباشر من الدوحة”.
ويختتم الكاتب: “خلاصة الكلام أن الموقف القطري لا يزال يراوح مكانه، وتصعب عليه مغادرته، نظرًا لاعتبارات شتى، منها أنه تجاوز محيط الإمارة الخليجية الجغرافي وحجمها السياسي، كما تجاوز قدرة النظام على لجمه نظراً لاختلاف وجهات النظر داخله، وتغلغل المشروع العقائدي المعادي لمحور الاعتدال”.
ويقول ماجد حبته في جريدة الدستور المصرية إن هناك “موجة آمال بأن نشهد تسوية للأزمة، التي يزعمون أنها خليجية، ونراها قطرية”.
ويضيف الكاتب: “… التصعيد الإعلامي القطري المستمر ضد دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب، الذى لا نراه إلا محاولة لإجهاض مساعي حل الأزمة، التي لم يتضرر منها إلا الشعب القطري”.
ويُذكر ماجد حبته بأن “وقف التمويل القطري للإرهاب، وإغلاق شبكة ‘الجزيرة’، وتقليص العلاقات مع إيران، هي أبرز المطالب أو الشروط الـ١٣، التي وضعتها دول الرباعي العربي، لتطبيع علاقاتها مع قطر”.
ويخلص إلى القول: “ولأن الكلام المتداول المتفائل، خلا من أي تفاصيل بشأن تلك المطالب أو الشروط، نتوقع أن يكون الشيطان، الذي يسكن التفاصيل، بين المشاركين في القمة المرتقبة، وغالبًا سيجلس على المقعد نفسه، الذى سيجلس عليه حاكم قطر بالوكالة، إن ذهب”.
“وعي عام جماعي”
وتحت عنوان “نبارك المصالحة القطرية مع أشقائها السعودية والبحرين والإمارات”، يقول هادي شلوف في صحيفة رأي اليوم اللندنية: “كنت دائما أرى أن الالتزام بالحياد في منازعات الأشقاء والالتزام بالحياد في خلافاتهم أمر مهم، وأن هذا الحياد من وجهة نظري يمكن بدوره أن يقطع الطريق أمام تأجيج الخلافات وتشجيع الأطراف على الاستمرار في المنازعات والخلافات”.
ويضيف شلوف: “ولكن وللأسف الكبير أن بعض الكتاب والصحفيين وحتى القانونيين وغيرهم قد كانوا يبحثون من خلال هذا الخلاف عن مصالح شخصية بل البعض منهم كان يهدف إلى تعميق الخلاف وتصعيد النزاع إلى درجة خطيرة قد تكون الحرب”.
ويتابع: “نحن في حاجة إلى وعي عام جماعي يكون هدفه عدم تأجيج وتصعيد الخلافات العربية بل يجب أن يكون لدينا وعي جماعي يدعو إلى المصالحة والحوار والبحث عن حلول سلمية لأي نزاع عربي-عربي”.
ويستطرد الكاتب قائلاً: “لا يمكننا نكران أن الإعلام العربي وللأسف شارك في تأجيج الخلاف بين السعودية، والبحرين، والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى بل كان هذا الإعلام باختلاف أنواعه يطبّل لطرف ضد طرف آخر … أحيي هنا موقف الكويت التي حاولت منذ بدء الخلاف أن تجد الحلول وحاولت أن تلم أطرف النزاع للحوار والمصالحة”.
المصالحة الخليجية: هل تتحقق بجهود كويتية؟
“القمة ناجحة”
وفي سياق متصل، تقول فاطمة الصديقي في صحيفة الوطن البحرينية: “محاولات قناة الفتنة القطرية لا تنتهي في استفزاز مملكة البحرين في هذه الفترة المتزامنة مع انعقاد القمة الخليجية الـ41 بالرياض، مناوشات إعلامية قطرية تهدف إلى إفشال القمة الخليجية في اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وبثّ الفوضى من خلال إثارة الفتن والتشويش على المساعي لإنهاء الأزمة القطرية”.
وتؤكد الصديقي أنه “لا تفسير للحملة الإعلامية الخبيثة على دولنا من القناة القطرية غير ذلك ولا مبرر لمساعيها، والعالم أجمع يترقب الحدث الكبير للقمة الخليجية وما ستتناوله من قرارات مصيرية خليجية وإقليمية ودولية”.
وتختتم الكاتبة بالقول: “أما عن القمة فإنها ناجحة بإذن الله فسفينة مجلس التعاون تسير بفخر، بهم أو من دونهم”.
وعن أهداف القمة الخليجية، تقول مهرة سعيد المهيري في صحيفة الخليج الإماراتية: “نريد مستقبلاً آمنًا لدار الخليج نصنعه بأيدينا، وليس فتنة يقودها من هو بيننا، ويُحسَب علينا أخًا ومن أهل الدار”.
وتضيف الكاتبة: “اليوم نقف أمام مفترق طرق، والقمة الخليجية المرتقبة، ستكون محكًا اختباريا لا يقبل الشك لإبداء الفعل، وليس الحديث فقط عن النوايا. تراكم تجارب النوايا أوصلنا لما نحن فيه الآن، ومن الضروري تجاوزها إذا كان ثمة رغبة حقيقية في إصلاح ذات البين”.
وتجزم المهيري أن “الحديث عن مصالحةٍ الآن خلال القمة المرتقبة مهم وجدي؛ لكنه يبقى حديثا، وسنعود إلى نفس النقطة مرة أخرى. هذا ما يدركه الوسطاء الخليجيون والأجانب بكل تأكيد، وهم يقلبون ملف العلاقات وما الذي أوصلنا إلى الوضع الراهن”.
Comments are closed.