البحرين وإسرائيل: اتفاق السلام بينهما “طعنة جديدة للفلسطينيين” أم امتلاك “شجاعة التغيير”؟
Getty Images
علم إسرائيل وعلم البحرين
ناقشت صحف عربية الاتفاق، الذي توصلت إليه كل من البحرين وإسرائيل لإقامة علاقات كاملة بينهما.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، قد أعلن أمس عن التوصل لهذا الاتفاق، الذي وصفه في تغريدة له على موقع تويتر بأنه “تاريخي”، مضيفاً أن البحرين هي “الدولة العربية الثانية، التي تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل في 30 يوماً”.
وفيما أدانت صحف الاتفاق، ووصفته بأنه “طعنة جديدة” للقضية الفلسطينية، رحبت به أخرى مشيرة إلى أنه يعكس “شجاعة التغيير”.
“طعنة جديدة”
أبرزت عدة صحف رفض اتفاق السلام البحريني الإسرائيلي.
وأشارت “القدس” الفلسطينية في عنوان رئيسي إدانة الفصائل الفلسطينية له، واصفة إياه بأنه “طعنة جديدة للقضية الفلسطينية”.
ونقلت الجريدة عن إياد نصر، عضو المجلس الثوري لحركة فتح والناطق باسم الحركة، قوله إن الإعلان “إصرار على الإيغال في الخزي والعار، وانحدار لا يوصف في سلوك البحرين تجاه قضية فلسطين، كقضية العرب الأولى”.
وأضاف نصر: “نرى أن هذا التهافت المخزي والمشين عربياً، خلف التطبيع مع الاحتلال، ما هو إلا دعاية انتخابية مجانية لترمب المجرم، والذي لن يتوانى في سلب ثروات العرب خدمة لأهدافه المشبوهة في المنطقة العربية، وإرضاء للاحتلال الإسرائيلي”.
ونقلت “رأي اليوم” اللندنية إدانة وزارة الخارجية الإيرانية لاتفاق السلام، قائلة إن “الخطوة مدانة والمنامة أصبحت شريك في جرائم النظام الصهيوني، وتهديد أمن المنطقة وسفك الدماء بفلسطين”.
كما نقل موقع “أي إم نيوز” المصري، عن المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن إدانته للقرار، مضيفاً أن “الأنظمة المهرولة نحو التطبيع لا تمثل شعوبها، وستدفع يوماً ثمن الخيانة بكلفة باهظة”.
“رشاوي ترمب”
وأدانت صحف أخرى قرار الاتفاق والتطبيع مع إسرائيل.
ويقول زيد سعد أبو جسار في موقع “وكالة زاد الأردن” الإخبارية: “ما يحدث في الشرق الاوسط، من تطبيع مع الكيان الصهيوني، هو من ضمن الرشاوي العديدة التي قدمها ترمب للكيان من أجل الفوز في الانتخابات، ستدفع ثمنها الدول المطبعة، وخاصة ضمن الصراع القائم مع إيران، فحقيقة التطبيع عند الكيان بخلاف المعلن، السلام مقابل السلام والاقتصاد مقابل الاقتصاد، كما الحال مع جميع مخرجات استغلال اتفاقيات السلام السابقة، مع كيان غاصب لا يحترم العهود، يجيد صناعة الفتن لإشعال الحروب”.
وتدين سهيلة عمر في موقع “نداء الوطن” الفلسطيني موقف البحرين، وتتساءل: “هل باتت إسرائيل أقرب إليكم من قطر وايران ؟ هل إسرائيل هي من تربطكم علاقات حسب ونسب ودم وجوار معها؟ لماذا تصرون على التغريد خارج السرب. أين أنتم من إرادة شعوبكم؟ أم أنها دعاية انتخابية لترمب؟”
Reuters
بنيامين نتنياهو(يسار) وملك البحرين حمد بن عيسى
وتتابع: “نعم شعوبكم ستصمت كما صمت الشيعة منهم، وهم أغلبية، على حرمانهم من العمل بالجيش والداخلية، بسبب خشية النظام الحاكم من انقلابهم. لكنه ليس صمت رضا، بل صمت خوف الضعيف من نفوذ القوي”.
“شجاعة التغيير”
من جهة أخرى، أشادت صحف خليجية لا سيما البحرينية باتفاق السلام.
وأبرزت “الأيام” البحرينية تأييد وزير الداخلية البحريني راشد بن عبدالله آل خليفة للقرار، قائلاً إن “إعلان تأسيس العلاقات مع إسرائيل إجراء سيادي، وموقف شجاع يعكس حكمة جلالة الملك”.
كما نقلت عن وزير شؤون الإعلام، علي الرميحي، قوله إن “إعلان تأييد السلام مع دولة إسرائيل خطوة تاريخية، وهامة تجاه السلام في المنطقة”.
وتصدر اتفاق السلام عنوان الصفحة الرئيسية، لجريدة “أخبار الخليج” البحرينية التي أشارت إلى تأكيد الملك، على “ضرورة إقامة سلام عادل وفق حل الدولتين”.
وتقول “الاتحاد” الإماراتية في افتتاحيتها: “من الإمارات العربية المتحدة، إلى مملكة البحرين، تتجذر خطى السلام مع إسرائيل، من خريطة طريق، إلى طريق مفتوح أمام كل من يمتلك شجاعة التغيير، والمضي إلى الأمام، بفكر شعاره أمل المستقبل، لا كراهية الماضي”.
وتضيف الجريدة: “الإمارات في ترحيبها بقرار البحرين، مباشرة العلاقات مع إسرائيل، تأمل في أن يكون لهذه الخطوة المهمة أثر إيجابي، على مناخ السلام والتعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي، والدبلوماسي إقليمياً ودولياً”.
من جانبه، يقول أسامة يماني في “عكاظ” السعودية: “عدونا اليوم إيران وتركيا، اللذان يحتلان أراض عربية باسم القضية الفلسطينية، أما عدو الفلسطينيين في الداخل فهم القيادات الفاسدة والخونة، الذين يرتمون في حضن إيران. إسرائيل عدو عاقل يعرف ما يريد، ويعلم أن بقاءه في السلم مع محيطه. إسرائيل تستطيع أن تصل معها لحلول وأرضية مشتركة”.
ويضيف الكاتب: “القضية ليست إسرائيل أو إيران، أو تركيا الإنكشارية التي دخلت على الخط، وإنما القضية هي التنمية والسلام والعدل، الذي سرق من الوطن العربي ونسيته الشعوب العربية”.
Comments are closed.