أين تقف أنقرة من ليبيا وسوريا والقاهرة وأبو ظبي..بلا قيود!

احيانا يطول الانتظار لضيف بعينه كما كان حالي مع السيد ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

فرغم أنني وعلى مدى الفترة الماضية حاورت عددا لا يحصى من الضيوف الأتراك وتناولنا الملفات الشائكة التي تنخرط فيها حاليا تركيا وهي كثيرة، إلا أن السيد أقطاي تحديدا وإلى جانب قربه من الرئيس أردوغان فهو معني جدا بالوضع السياسي في مصر تحديدا والذي تتقاطع عنده الورقة الليبية بالذات، وهي ورقة باتت أكثر فأكثر نقطة ذروة التناقض بين أنقرة والقاهرة، العاصمتين اللتين تباعدتا بشكل مضطرد منذ أحداث ٢٠١٣ وعزل الرئيس المصري محمد مرسي.

ولأقطاي كتب ومؤلفات كثيرة منها كتاب بعنوان “أرض الكنانة.. الثورة والثورة المضادة”. وقد سألت أقطاي عن حقيقة مشورته للرئيس التركي بضرورة التقارب مع القاهرة لا سيما فيما يخص شرق المتوسط فصحح لي في اللقاء أنه لم يقل بهذا تماما وأنه لا يزال عند موقفه من “الانقلاب” الذي نعته بألفاظ كثيرة هجومية.

كما سألت السيد أقطاي لماذا يحق لتركيا أن تتدخل في سوريا رغم أنها غير مدعوة لذلك من قبل الحكومة الشرعية – وهي الحجة الرئيسية التي ساقها عند تبرير التدخل التركي في ليبيا، فقال إن لتركيا حدوداً طويلة مشتركة مع سوريا تصل الى ٩٥٠ كيلومتراً وإن الأمر بالتالي يتعلق مباشرة بالأمن القومي التركي.

سألته هل ينطبق نفس القياس على مصر التي تربطها بليبيا حدود طويلة تصل إلى ١٠٠٠ كيلومتر والتي تشكو من خطورة الفوضى في الداخل الليبي على الأمن القومي المصري؟

قال رأسا: طبعا لا.

لماذا؟

أدعوكم لمشاهدة الحلقة للتعرف على إجابته.

ولم تكن القاهرة العاصمة الوحيدة التي ركزنا عليها في النقاش فهناك أيضا أبو ظبي التي سألت ضيفنا عن أسباب الخلاف معها، وقد أجاب بإسهاب عن رؤيته في هذا الخصوص. كما اتهمها وبقية المقاطعين لقطر بأنهم كانوا يحاولون الإطاحة بنظام الحكم القطري لولا تدخل تركيا.

تطرقنا في الحلقة لموضوعات أخرى مثل كورونا التي يقول أقطاي إن بلاده قدمت درسا في نجاح التعامل معها على دول العالم أن تنتبه إليه. لكنني عرضت عليه بعض أمثلة ما يمكن أن يعتبره البعض إخفاقا سياسيا في إدارة الأزمة وحصلت على رأيه فيما عرضت.

وسألته أيضا إن كان الوباء فرصة لحملة علاقات عامة استغلتها أنقرة حين راحت تقدم معوناتها الطبية للدول يمينا وشمالا رغم أن بعض هذه المعونات لم ترق للمعايير الدولية مثلما حصل مع ما استقدمته بريطانيا، ما أحرج حكومة بوريس جونسون في ذلك الحين.

أذيعت الحلقة في الخامسة والنصف بتوقيت غرينتش يوم الأحد وتذاع مرارا على مدار الأسبوع.