الديار: الحريري يجهض المبادرات ويصعد اليوم: الامر لي ‎ ‎

كتبت صحيفة “الديار ” تقول : على وقع الجلسة التشريعية “التوافقية” في المجلس النيابي، والتي ادارها الرئيس نبيه بري “بحكمة”، حيدتها عن اي سجال سياسي، ‏تسارعت التطورات في الفترة الفاصلة بين الخطاب “المفصلي” للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والمؤتمر الصحافي المرتقب ‏اليوم لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، حيث “اجهض” الاخير “مبادرة” رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي حاول “انقاذ” ‏ما يمكن “انقاذه”، لكن تحركه “المكوكي” الذي انطلق من “ساحة النجمة” اصطدم “بتعنت “بيت الوسط”، حيث رفض الرئيس الحريري ‏المخارج التي طرحت عليه لحل الازمة، وكان صمته بعد اللقاء الذي جمعه مع الرئيس المكلف سعد الحريري، بالغ الدلالة حيال حالة ‏‏”الاستعصاء” المستمرة، وبحسب مصادر نيابية مطلعة، ابلغ الحريري باسيل بانه لن يقبل بتمثيل “سنة” 8 آذار في الحكومة حتى لو كانوا ‏من حصة رئيس الجمهورية، كما رفض فكرة توزير شخصية من خارج هؤلاء النواب وتكون حل “وسط” بين الطرفين، وهو حل يرفضه ‏اساسا اعضاء “اللقاء التشاوري” الذين يصرون على دخول احدهم الى الحكومة، وقد يتجه الرئيس المكلف اليوم “للمناورة” من خلال ‏اعلانه تسمية شخصية محسوبة على رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وهو حل سيقابل بالرفض حتما من قبل الاطراف الاخرى، ما ‏يعني ان البلاد ستدخل في “نفق مظلم”، ما لم تتسارع الاتصالات قبل ظهر اليوم للجم التصعيد المتوقع من قبل الحريري.. في هذا الوقت ‏فان المفوض بعملية التفاوض من قبل حزب الله الحاج حسين خليل بقي “خارج السمع”، “هواتفه مقفلة”، ولا مواعيد لأحد، فثمة قرار متخذ ‏من قيادة حزب الله ان لا “كلام” بعد ما قاله السيد نصرالله، والحزب “خارج” اي نقاش، “فقواعد اللعبة” واضحة ومن يريد “الحل” عليه ‏ان يحاور “سنة 8 آذار‎”..‎
‎ ‎
وووفقا لاوساط وزارية مطلعة على الاتصالات، رفض الحريري المخارج التي تمحورت حول مقاربة تقوم على تنازل الرئيس المكلف عن ‏موقفه الرافض لتوزير اي “معارض” سني” في الحكومة، مقابل تنازل نواب “اللقاء التشاوري” عن تمثيلهم شخصيا في الحكومة ، ‏والقبول بتسمية شخصية محسوبة على تيارهم السياسي، ولا تزعج رئيس الحكومة على ان تكون من حصة رئيس الجمهورية.. واذا كانت ‏المعلومات قد تقاطعت على استبعاد اعتذاره عن التشكيل، لاسباب شخصية، وكذلك خارجية، فان قراره عدم الامتثال لموازين القوى السائدة ‏لاخراج البلاد من الازمة الحالية، سيعني ان الساحة مفتوحة على مرحلة “تعطيل” حكومي طويلة، وستكون معها كافة القوى امام مراجعة ‏جدية لخياراتها، ومنها “اهلية” الرئيس المكلف بالتشكيل بعد اصراره على “اسر” الحكومة‎.‎
‎ ‎
‎ “‎رسائل” نصرالله
‎ ‎
وبانتظار ما سيقوله الرئيس الحريري اليوم، لا تزال مفاعيل كلام السيد نصرالله تشغل الاوساط السياسية التي تواصل قراءة ما “بين ‏السطور” في خطابه، وفي هذا الاطار تؤكد اوساط مقربة من حزب الله ان الاستغراق في البحث عن اسباب خارجية وراء تصعيده “هدر” ‏للوقت والجهد، لذلك تشير الى مسألتين رئيسيتين لم يقلهما السيد “صراحة” ولكنه “المح” اليهما، وقد وصلت “الرسالة” الى من يعنيهم ‏الامر من الحلفاء “والخصوم”، الاولى يمكن اختصارها بمعادلة “قلة وفاء” الرئيس الحريري، والثانية ترتبط باعادة بعض القوى السياسية ‏الى “حجمها” الطبيعي بعد “تضخم” “غيرصحي” بنى عليه البعض “اوهام” فكان لابد من “عقلنة” الجميع‎..‎
‎ ‎
‎ “‎عقلنة” باسيل والحريري؟
‎ ‎
وعند هذه “النقطة”، تشير تلك الاوساط الى ان شعور السيد نصرالله بان مكونين رئيسيين في البلد، واحد حليف هو التيار الوطني الحر، ‏والثاني تيار المستقبل، قد ذهبا بعيدا في محاولة “الالتفاف” على حزب الله في المسألة الحكومية، ووصل الامر الى حد التجاهل، وهذا ‏الامر “قرع” جرس “الانذار” مبكرا في “حارة حريك”، فكان لا بد من اعادة الطرفين الى “الواقع”، واعادة رسم حدود “اللعبة” وقدرات ‏كل فريق على التأثير في الملفات الداخلية، وان كان من المبكر الان الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن السيد نصرالله اعاد ‏‏”عقلنة” المعنيين بالامر، ممن ظنوا ان بمقدورهم البناء على التفاهمات الحكومية الحالية لرسم معالم السلطة التنفيذية للسنوات المقبلة، ‏وافهم الجميع، بان اي “صفقة” لن تمر اذا ما كان حزب الله موافقا عليها او جزء منها..” “ونقطة” على آخر “السطر‎”.‎
‎ ‎
‎”‎عتب” انهى “التباين‎”…‎
‎ ‎
ووفقا لتلك الاوساط، اثمر “العتب” الذي جرى في “الغرف المغلقة” مع رئاسة الجمهورية، والتيار الوطني الحر، الى الاقرار بارتكاب ‏ثلاثة اخطاء في الاونة الاخيرة، تمت تداركها والتراجع عنها، اولها الكلام العلني لرئيس الجمهورية ميشال عون في انتقاد حليفه، وثانيها ‏تجاهل الوزير جبران باسيل لمطلب الحزب في تمثيل حلفائه السنة، وثالثها، اطلاق حملة “غير مفهومة” للتسويق لنظرية ان الازمة ‏‏”المستجدة” هي ازمة سنية – شيعية، وقد جرت مراجعة جدية بين “ميرنا الشالوحي” “وبعبدا”، “وحارة حريك” انتهت الى الاقرار ‏بحصول “فولات” غير مبيتة، ولكن نتيجة قراءة خاطئة للاحداث ادت الى استنتاجات خاطئة، وتمت مقاربتها على نحو صحيح في اللقاء ‏بين السيد نصرالله والوزير باسيل الذي نقل الى رئيس الجمهورية ميشال عون اجواء لقائه الذي انتهى الى تجاوز هذا الخلاف “التكتيتي” ‏بين الحلفاء، لكن السيد نصرالله كان واضحا من خلال مقاربته للملف الحكومي انه سيضع “النقاط” على “الحروف” ودون “قفازات”، ‏وهذا ما حصل… وقد توالت الخطوات “التصحيحية” من بعبدا، فكان استقبال الرئيس لتكتل “اللقاء التشاوري المستقل”، ثم تكليف الوزير ‏باسيل مهمة الخروج “بتسوية” مقبولة من الجميع، وبالامس اقر وزير الخارجية بان الازمة الحالية “وطنية” وخرج من مقولته السابقة ‏بانها “عقدة” شيعية – سنية‎..‎
‎ ‎
‎”‎انقاذ” الحريري من السعودية
‎ ‎
اما المسألة الثانية، فترتبط بسلسلة من الاسئلة الملحة التي “لامسها” السيد دون ان يطرحها، وابقاها “في قلبه”، ومنها هل حان “الوقت” ‏لسرد الرواية الكاملة لمهمة الانقاذ “الانتحارية” التي قام به حزب الله قبل عام لانقاذ رئيس الحكومة “المختطف” آنذاك سعد الحريري؟ ‏وهل وصل حزب الله الى قناعة بان الرهان على نسج علاقة “طبيعية” ومتوازنة مع “بيت الوسط” مجرد “وهم” سقط بعد عام من النجاح ‏في “نسج” علاقة “مقبولة” مع الرئيس الحريري الذي “سقط” في الاختبار الجدي الاول مع “حارة حريك”؟ وهل ما يوجد في “قلب” ‏نصرالله ومنعه من الخروج الى العلن يرتبط بهذه الحقبة “السوداء” من تاريخ “زعيم” تيار سياسي ومذهبي حجزت حريته على “يد” ‏مرجعيته الاقليمية التي كانت ذاهبة الى “التضحية” به في “خضم” استراتيجية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان القائمة على “سحق” كل ‏ما يمكن ان يعيق “طريقه” نحو السلطة؟ اسئلة تعود مجددا الى دائرة الضوء تقول المصادر المقربة من الحزب بعد رد فعل الحريري ‏‏”المريب، ووفقا لمعلوماتها ما سرب من معلومات “غيض” من “فيض” يحتاج سردها الى ساعات طويلة، لان ما كشف من “خبايا” ‏‏”واسرار” مجرد عناوين عامة، اما التفاصيل فهي توازي في اهميتها جريمة اختطاف، وقتل، وتقطيع، الصحافي السعودي جمال خاشقجي ‏في القنصلية السعودية في اسطنبول‎.‎
‎ ‎
‎ “‎قلة وفاء” الحريري‎..‎
‎ ‎
وتلفت تلك الاوساط، الى ان اكثر ما كان “مؤلما” بالنسبة الى السيد نصرالله تتعلق “بقلة الوفاء” لدى الرئيس المكلف الذي لم يثبت من ‏خلال تعاطيه مع حزب الله خصوصا في الشأن الحكومي انه يحفظ “رد الجميل” للموقف “الصلب” الذي ابداه الحزب قبل نحو عام عندما ‏بذل جهودا مضنية داخليا وخارجيا لانقاذه من “مختطفيه” السعوديين، وكان ثمة رهان على ان يكون لهذه “المحنة” اثر ايجابي يستفاد منها ‏لتعزيز مناخات الوحدة الداخلية، خصوصا على صعيد العلاقة الشيعية – السنية، لكن الحريري لم يبادل “التحية” بأحسن منها، وفي اول ‏اختبار جدي للعلاقة تبين انه يسعى الى محاولة الالتفاف على الحزب.. وفي هذا الاطار، لو اراد السيد نصرالله “كسر الجرة” مع الحريري، ‏لأخرج من جعبته كل ما لديه من تفاصيل رواية كفيلة باحداث “زلزال” سياسي، خصوصا الجزء المتعلق بدور الحزب المباشر وغير ‏المباشر في فترة “الاسر”، ولكن حزب الله لا يزال يراهن على “لملمة” الاوضاع، والرئيس الحريري اليوم امام اختبار جدي لطبيعة ‏خيارته المستقبلية فاما يعود الى “معادلة” “ربط النزاع” القائمة او الذهاب الى خيارات أخرى سيكون لها ثمن‎..‎
‎ ‎
‎ ‎جولات باسيل “المكوكية‎”‎
‎ ‎
وكان رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل دخل على “خط الازمة”بتكليف رئاسي، وتنقل بالامس بين المجلس النيابي ‏وبيت الوسط، والتقى مساء في “ساحة النجمة”النائب فيصل كرامي، واعلن انه سيلتقي النائب السابق وليد جنبلاط، للوصول الى حل على ‏اساس ثوابت حددها في اعقاب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ابرزها، انه لا اعتذار للرئيس المكلف، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ‏بأكثرية واقلية كل مكون بعيدا من الاحتكار بمعايير تمثيل عادل للكتل النيابية‎..‎
‎ ‎
‎ “‎اللقاء” مع بري‎..‎
‎ ‎
وقد اكد باسيل بعد لقاء بري “اننا نعمل لحل مشكلة ليست عندنا كفريق سياسي لكن ليس على قاعدة ان “المصلح يأكل تلتين القتلة” بل تقسيم ‏مسؤولية الحل على الاطراف المعنيين”، مشيرا الى ان”مهما كانت طبيعة العقدة هي عقدة وطنية لأنها تمنع تأليف حكومة وحدة وطنية ‏ويمكن حل العقدة بالعودة لمبادىء ومعايير التمثيل في الحكومة”. وتابع: “المبدأ ان في حكومة وحدة وطنية لا احتكار لمذهب او طائفة من ‏فريق واحد والاشكالية تأتي من ان الاقلية عند الطائفة السنية ليست مجسدة بنائب معين او جهة محددة”. واكد باسيل ان “المطلوب وقف ‏التحريض لنتمكن من حل العقد، والموضوع لا يتعلق بالمس بصلاحيات أحد بل بأحقية التمثيل، والمطلوب العودة الى المعايير وفي حكومة ‏الوحدة لا احتكار في التمثيل لاي مكون”. ورأى ان “المشكلة تكمن في ان الاقلية السنية غير متمثلة بطرف واحد”، قائلا “كل 4 نواب ‏يحق لهم بوزير وهناك اعتلال من حيث الشكل في مطلب توزير الاقلية السنية، لكن وفي المحصلة، تشكيل الحكومة حتمي”. وختم “وفق ‏المبدأ والمعيار يمكن تخيل الحل ونأمل القبول بالفكرة التي نأمل نجاحها واي حل يقوم على اعتذار الرئيس المكلف لن يصح، والمطلوب ‏رئيس حكومة قويا اما ان كان ضعيفا فالعهد والحكومة سيكونا ضعيفين”… في المقابل لم يصرح باسيل بعد لقاء الحريري مع العلم ان ‏الاعلاميين كانوا قد ابلغوا عكس ذلك.. ما ارخى اجواء سلبية على نتائج الاجتماع‎.‎
‎ ‎
‎ ‎جنبلاط “ينعى” الطائف
‎ ‎
من جهة ثانية، نعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر “تويتر” اتفاق الطائف قائلا “في تلك الايام كان للديمقراطية معنى ‏وللدستور حصانة وللقانون سطوة”. واضاف “كان العميد اده في مقدمة رجال الدولة في الحكم او في المعارضة، ثم دخل الاغتيال ‏السياسي من قبل الانظمة الكلية واتت الحرب ثم تسوية الطائف بدستور لا يطبق، وبالامس انتهى الطائف”. وتابع “اتساءل ما هو معنى ‏حكومة الوحدة الوطنية”. وأرفق تغريدته بصورة للعميد ريمون اده‎..‎
‎ ‎
‎ ‎وهاب: الحريري “غير صالح‎”‎
‎ ‎
ونشر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب صورة على حسابه الخاص عبر تويتر تجمعه بنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. ‏وعلّق على الصورة قائلاً: “إطلعنا على‎ C.V. ‎سعد الحريري وتبين لنا أنه غير صالح لرئاسة الحكومة، أفلس شركات والده وسيفلس ‏الدولة‎”.‎

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.