مؤسس تليغرام بافيل دوروف خارج السجن الفرنسي مؤقتاً

أسس بافيل دوروف تطبيق تلغرام في عام 2013

Getty Images
أسس بافيل دوروف تطبيق تلغرام في عام 2013

أُفرج عن مؤسس تليغرام بافيل دوروف الخميس بكفالة بعدما أمضى أربعة أيام في سجن فرنسي.

وفرضت محكمة فرنسية على رجل الأعمال الروسي المولد، والذي يحمل الجنسيات الروسية والفرنسية والإماراتية، حظر سفر بانتظار محاكمته المحتملة في قضية تتعلّق بإشراف شركة تليغرام على محتوى منصّتها الخاصة بالمراسلة.

وأظهر تسجيل مصوّر نشر على وسائل التواصل الاجتماعي دوروف وهو يشكر محاميه قبل أن يركب سيارة برفقة رجل يبدو أنه حارسه الشخصي.

وتلاحق فرنسا دوروف (39 عاماً) في قضايا تتعلّق بنشر محتوى متطرّف في تطبيق الرسائل النصية الذي يحظى بأكثر من 900 مليون متابع.

واعتبر محاميه ديفيد-أوليفييه كامنسكي أنه من “السخيف” أن تتم الإشارة إلى إمكان تورّط دوروف في أي جريمة ارتُكبت عبر التطبيق، قائلاً إن “تلغرام يمتثل في كافة الجوانب للقواعد الأوروبية المتعلّقة بالتكنولوجيا الرقمية”.

وفي موسكو، حذّر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف فرنسا من تحويل القضية إلى “ملاحقة سياسية”، مؤكدا أنه “مواطن روسي” و”سنراقب ما سيحصل”.

وأوقف دوروف في وقت متأخر السبت في مطار لو بورجيه خارج باريس وخضع لتحقيقات في الأيام التي تلت. وأُفرج عنه بكفالة قدرها خمسة ملايين يورو شرط حضوره إلى مركز الشرطة مرتين في الأسبوع ومنعه من مغادرة الأراضي الفرنسية، وفقاً لبيان صدر عن المدعية العامة في باريس لور بيكو.

“ليس لديه ما يُخفيه”

وبعد اعتقال دوروف، أصدر تطبيق المراسلة تليغرام بياناً قال فيه إن رئيس الشركة التنفيذي بافيل دوروف “ليس لديه ما يخفيه”.

وأضافت الشركة أنّه “من السخافة القول بأن منصة أو مالكها مسؤول عن إساءة استخدام تلك المنصة”.

وقالت تليغرام إن دوروف يسافر إلى أوروبا بشكل متكرّر، وأن التطبيق يلتزم بقوانين الاتحاد الأوروبي، ومنها قانون الخدمات الرقمية الذي يهدف إلى ضمان بيئة آمنة وخاضعة للمساءلة على الإنترنت.

وجاء في بيان التطبيق: “يستخدم ما يقرب من مليار مستخدم حول العالم تطبيق تلغرام كوسيلة للتواصل ومصدر للمعلومات الحيوية”.

وأضاف البيان “نحن ننتظر حلاً سريعاً لهذا الوضع. تليغرام معكم جميعاً”.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد المحققين قوله: “كفى تليغرام إفلاتاً من العقاب”، مضيفاً أنهم فوجئوا بقدوم دوروف إلى باريس وهو يعلم أنه مطلوب.

وكتبت السفارة الروسية في فرنسا على فيسبوك الأحد أنها تسعى إلى “توضيح أسباب الاعتقال وتوفير الحماية لحقوق دوروف وتسهيل الوصول القنصلي”.

وأضاف المنشور أن السلطات الفرنسية لم تتعاون مع المسؤولين الروس.

“أفضل الحرية على تلقي الأوامر”

مؤسس تليغرام بافيل دوروف يلقي كلمة في المؤتمر العالمي للهاتف المحمول، في برشلونة بإسبانيا في 23 فبراير/شباط 2016.

Getty Images
مؤسس تليغرام بافيل دوروف يلقي كلمة في المؤتمر العالمي للهاتف المحمول، في برشلونة بإسبانيا في 23 فبراير/شباط 2016

وقد أسس دوروف شركة تليغرام في عام 2013 وغادر روسيا في عام 2014، بعد رفضه الامتثال لمطالب الحكومة بإغلاق مجموعات المعارضة على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به “في كونتاكتي” VK التي باعها.

وتقول وسائل إعلام روسية وفرنسية إن دوروف أصبح مواطناً فرنسياً في عام 2021. ونقل مقر تليغرام إلى دبي في عام 2017.

يذكر أن دوروف تحدث للصحافي الأمريكي تاكر كارلسون في أبريل/نيسان عن خروجه من روسيا والبحث عن مقر لشركته في رحلة شملت برلين ولندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو.

وقال في المقابلة “أفضل أن أكون حراً على أن أتلقى أوامر من أي أحد”.

وأضاف دوروف أنه، بخلاف النقود أو البيتكوين، ليس لديه ممتلكات كبيرة مثل العقارات أو الطائرات أو اليخوت، لأنه يريد أن يكون حراً.

وفي تصريح سابق، قال دوروف الذي قدرت مجلة فوربس ثروته بنحو 15.5 مليار دولار، إن بعض الحكومات سعت إلى الضغط عليه، لكن التطبيق الذي يضم الآن 900 مليون مستخدم نشط، ينبغي أن يظل “منصة محايدة” وليس “لاعباً في الجغرافيا السياسية”.

وتعهدت تليغرام بعدم الكشف عن أي معلومات عن مستخدميها.

اتهامات لفرنسا بالدكتاتورية

تطبيق تليغرام

Getty Images

ويُصنَّف تليغرام كواحد من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية بعد فيسبوك ويوتيوب وواتساب وإنستغرام وتيك توك ووي تشات. ويحظى التطبيق بشعبية خاصة في روسيا وأوكرانيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق.

وجرى حظر التطبيق في روسيا في عام 2018، بعد رفض دوروف تسليم بيانات المستخدمين، لكن الحظر ألغي في عام 2021.

وبعد أن شنت روسيا غزوها لأوكرانيا في عام 2022، أصبح تلغرام المصدر الرئيسي للمحتوى الذي لا يخضع للتدقيق من كلا الجانبين، حول الحرب والسياسات المحيطة بالصراع.

وأصبح التطبيق وسيلة الاتصال المفضلة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤوليه، كما يستخدمه الكرملين والحكومة الروسية لنشر الأخبار، وأصبح أحد المنافذ القليلة التي يمكن للروس من خلالها معرفة أخبار الحرب.

وقالت السفارة الروسية في فرنسا لوكالة أنباء تاس الروسية الرسمية إنها لم تتلق أي اتصال من فريق دوروف بعد تقارير الاعتقال، لكنها تتخذ خطوات “فورية” لتوضيح الموقف.

وتساءلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية فجر الأحد عما إذا كانت المنظمات غير الحكومية الغربية ستطالب السلطات الفرنسية بالإفراج عن بافيل دوروف.

وكتبت ماريا زاخاروفا على تطبيق تليغرام: “هل تعتقدون أنهم سيناشدون باريس ويطالبون بالإفراج عن دوروف، أم ستبقى أفواههم مغلقة؟”، ونشرت أيضاً صورة لعدد من المنظمات غير الحكومية الغربية.

وسارع ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، والعديد من السياسيين الروس الآخرين إلى اتهام فرنسا بالتصرف بدكتاتورية.

وكتب أوليانوف على موقع إكس: “لا يزال بعض السذج لا يفهمون أنهم إذا لعبوا دوراً أشد أو أقل وضوحاً في الفضاء الدولي للمعلومات، فليس من الآمن لهم زيارة بلدان تتجه نحو مجتمعات أكثر شمولية”.

ودعا العديد من المدونين الروس إلى الاحتجاجات في السفارات الفرنسية في جميع أنحاء العالم عند الظهيرة يوم الأحد.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.