ما قصة “كافيه مياو” الخاص بالقطط ومحبيها في غزة؟

امراة تحمل قطة

BBC

في محاولة منها للمساهمة في تخفيف حالات الضغط والتوتر التي باتت تصاحب الجميع في قطاع غزة جراء مشكلاته المتعددة والتي بدأت عمليا منذ أن فرضت إسرائيل حصارها عليه قبل قرابة سبعة عشر عاما ، افتتحت سيدة أول كافيه من نوعه في القطاع وهو مخصص للقطط بشتى أنواعها وأشكالها، وسيكون متاحاً لمحبي وهواة القطط وللعامة حتى يقوموا بمداعبتها وملاعبتها للتخفيف عن بعض همومهم ، كما تقول نعيمة معبِد صاحبة المشروع .

وتوضح معبِد: ” شعبنا يتعرض لضغوطات متعددة طوال الوقت من إغلاق وعدم سفر ووضع اقتصادي سيء وحروب متتالية وهذا كله يتراكم بداخلنا على شكل ضغوطات نفسية ويتسبب في مشاكل نفسية متعددة منها التوتر والإكتئاب ومعروف عالميا بأن اللعب مع القطط يخفف هذا التوتر وهو مضاد للإكتئاب” .

الكافيه يحمل إسم “مياو كات كافيه”

امرأة تلاعب قطة

BBC

المقهي الفريد من نوعه في غزة أطلقت عليه صاحبة الفكرة اسم ” مياو كات كافيه ” وتقول لبي بي سي أن فكرته تعود لشغفها وهي طفلة صغيرة بالقطط حيث كانت معتادة على تربيتها لدرجة أنها وبعد أن كبرت وتزوجت وأصبح لديها أطفال ظلت تحتفظ بعدد منها في بيتها و هي لا تزال تعيش معها حتى الوقت الراهن، منوهة أن فكرة المشروع كانت مشجعة ومخيفة بنفس الوقت وذلك بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بقطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 17 عام وهو ما قد يجعل البعض ينتقدها بجملة “الناس بإيش ولا بإيش ..”، وقد حصل فعلا ما كانت تخشاه معبِد.

حملة واسعة من التنمر والانتقادات للفكرة

تعرضت السيدة معبِد لموجة واسعة من التنمر والإنتقاد ظهرت جليا عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة ، حيث يقول منتقدوها أن مثل هذه الأفكار لا تصلح في قطاع غزة ، وأن الاولى توفير المأوى والمأكل والمشرب للفقراء والناس الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة ، وليس للقطط .

و أوضحت معبِد: ” عند بداية التحضير للمشروع كنت أفكر بأن أجعل الكافيه خاص بالسيدات والصبايا؛ لكن فور نزول الإعلان الترويجي على منصات التواصل الاجتماعي شهدنا إقبالاً وتساؤلات كثيرة من كلا الجنسين فقررت بأن يكون الكافيه لكلا الجنسين”.

كافيه مياو

BBC

تحمل القطط أسماءً وألقاب مختلفة

أطلقت السيدة معبِد أسماءً وألقاباً مختلفة على القطط وذلك كما تقول بناءً على صفاتها وأشكالها، فمثلا لديها قطة أطلقت عليها إسم “دوت” وتعنى نقطة باللغة الإنجليزية بسبب صغر حجمها ولذا فهي تشبه النقطة، وأطلقت على قط إسم “بقيرا ” لأنه يشبه شخصية كرتونية في مسلسل ماوكلي الشهير وهو الفهد الأسود، وتقول أنها أحبته كثيرا لأنه سيغير نظرة الناس تجاه القط الأسود الذي يكرهونه .

ومن الأسماء أيضا “كراميل” لأن لون القطة مثل الكراميل، و” عسل ” لأنه يشبه العسل ، و” فينكس ” والذي قالت أنه ولد مع مجموعة من القطط المحلية وأصيب بمرض وكاد أن ينفق وأنها اطلقت عليه هذا الأسم والذي يعني ” طائر الفينيق” حيث نجا بأعجوبة من الموت .

من أين تأتي القطط ؟

امراة تحمل قطة

BBC

تضيف صاحبة المشروع أن الفكرة تأرجحت في البداية بين أن تقوم بتأسيس مأوى للقطط ويكون مفتوحاً للعب مع الجميع ولكنها خشيت من أن تتسبب في جلب الأذي للناس لأن فكرة المأوى تعتمد على جلب قطط من الشارع ربما تكون مريضة لذذلك آثرت أن تختار قططاً هادئة ولعوبة معظمها من فصيلة شيراز أو مهجنة على أساس أن تكون آمنه وصحية وتستطيع أن تتجاوب مع الجمهور وبعض هذه القطط ولدت عندها في البيت وبعضها هدايا من الأصدقاء .

غزة تعيش أوضاع معيشية قاسية

ساهم تراجع الدعم الدولي مؤخرا لقطاع غزة في زيادة معاناة سكانه لا سيما الذين يتلقون مساعدة اغاثية من عدد من المنظمات الدولية التي لها مكاتب وفروع في القطاع، فوفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية فقد ارتفعت نسبة البطالة من 46 في المئة عام 2020 إلى 75 في المئة خلال عام 2022 وكذلك ارتفعت مؤشرات الفقر لتصل إلى 60 في المئة.

وقد بدأ تراجع التمويل الدولي عام 2019، عندما أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها المالي للفلسطينيين والمؤسسات (سواء الحكومية أومنظمات المجتمع المدني) التي تمولها في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، وبعد ذلك، توقف أو تراجع دعم عدد من الدول المانحة لمشاريع ومؤسسات فلسطينية، وهو الأمر الذي ساهم في تفاقم أوضاع العائلات الفقيرة .

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.