“القاعدة” البحرية الروسية في السودان: ماذا نعرف عنها؟

نشرت الجريدة الرسمية الروسية يوم الثلاثاء في 9 ديسمبر/ كانون الأول نص اتفاقية بين روسيا والسودان حول إقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف “تعزيز السلام والأمن في المنطقة” ولا تستهدف أطرافاً أخرى حسبما جاء في مقدمة الاتفاقية.

وسيحصل السودان مقابل ذلك على أسحلة ومعدات عسكرية من روسيا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقع في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على الاتفاقية.

حميدتي وحرب المرتزقة الضارية من أجل الذهب في السودان

ما مصير الاتفاق التركي السوداني حول جزيرة سواكن بعد الإطاحة بالبشير؟

ما بنود الاتفاقية؟

تنص الاتفاقية على إقامة منشأة بحرية روسية في السودان قادرة على استقبال سفن حربية تعمل بالطاقة النووية.

وستكون المنشأة الجديدة المقرر بناؤها بالقرب من ميناء بورتسودان، قادرة على استيعاب ما يصل إلى 300 عسكري ومدني.

كما يسمح للمنشأة استقبال أربع سفن في وقت واحد.

وستستخدم القاعدة في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين وكمكان يمكن أن يرتاح فيه أفراد البحرية الروسية.

وتقدم الحكومة السودانية الأرض مجانا وستحصل موسكو على الحق في جلب أي أسلحة وذخيرة وغيرها من المعدات التي تحتاجها عبر مطارات وموانئ السودان لدعم المنشأة.

ومدة الاتفاقية 25 عاما قابلة للتمديد 10 سنوات إضافية بموافقة الطرفين.

ويمكن للحكومة السودانية استعمال أرصفة المنشأة بموافقة الجانب الروسي.

ما أهميتها؟

كانت روسيا تملك قاعدة مماثلة في ميناء طرطوس السوري حتى سنوات قليلة إلى أن حصلت موسكو على حق إقامة قاعدة بحرية كاملة هناك قبل عامين.

كما أقامت موسكو قاعدة جوية ضخمة بالقرب من ميناء طرطوس إضافة إلى نشر أنظمة دفاع جوي من طراز إس 400 في المنطقة مما وفر الحماية للقاعدتين من الهجمات الجوية.

وتحرص روسيا على تعزير وجودها ونفوذها في القارة الأفريقية التي تمثل مصدراً كبيراً للثروات الطبيعية وسوقاً ضخمة للسلاح الروسي.

وروسيا ليست الوحيدة في هذا المسعى، فهناك العديد من الدول التي تعمل لهذا الهدف مثل تركيا والصين وفرنسا.

وللولايات المتحدة والصين وفرنسا قواعد بحرية في دولة جيبوتي المطلة على مضيق باب المندب.

وتقول وكالة أنباء تاس الروسية الحكومية إن المنشأة الجديدة ستسهل كثيراً عمليات الأسطول البحري الروسي في المحيط الهندي إذ سيكون بمقدور البحرية الروسية تبديل طواقم القطع البحرية الروسية المنتشرة في المحيط الهندي عبر نقلهم جوا إلى السودان.

وحسب الوكالة يمكن لروسيا نشر أنظمة دفاع جوي في المنشأة بهدف حمايتها ومنع تحليق الطيران في أجواء القاعدة.

تقرير مسرب: مئات المرتزقة من “فاغنر” الروسية يقاتلون في ليبيا

وخلال لقاء رئيس السوداني المخلوع عمر البشير مع نظيره الروسي عام 2017 وصف البشير السودان بأنه “مفتاح روسيا لإفريقيا” وطرح فكرة القاعدة البحرية.

وتحدثت تقارير عديدة لاحقاً عن قيام شركات روسية باستخراج الذهب في السودان وعن تقديم عناصر من الشركة الأمنية الروسية الخاصة “فاغنر” المشورة لقوات الأمن السودانية خلال الاحتجاجات ضد حكم البشير أواخر عام 2018.

وأكد المسؤولون الروس وجود عسكريين روس في السودان لكنهم نفوا تورطهم في قمع المظاهرات المناوئة للبشير.

يذكر أن الاتحاد السوفيتي السابق كان يملك قواعد عسكرية في الصومال وإثيوبيا.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.