هل يمكن شطب السودان من قائمة الإرهاب دون تطبيع مع إسرائيل؟

الفريق البرهان أكثر المتحمسين للتطبيع في لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو

Getty Images

الفريق البرهان أكثر المتحمسين للتطبيع في لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو

عادت قضية احتمالات التطبيع القوية، بين السودان وإسرائيل، وجدلية العلاقة بين التطبيع، وشطب واشنطن اسم السودان من قائمة الإرهاب، للواجهة من جديد، بعد الحوار الذي أجرته صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية، مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله الحمدوك، الأحد 11 تشرين الأول/ أكتوبر، والذي اتهم فيه الولايات المتحدة، بتهديد مسار الانتقال للديمقراطية في بلاده، عبر إبقائهاعلى تلك القائمة.

وفي حواره مع الصحيفة،نفى حمدوك ما يقال عن تطبيع مرتقب، بين بلاده وإسرائيل، مقابل شطب الولايات المتحدة لاسم السودان، من قائمة الدول الراعية للإرهاب قائلا: “نريد التعامل مع المسارين بصورة منفصلة”، واعتبر حمدوك أنه من غير العادل معاملة السودان، كدولة منبوذة بعد مرور أكثر من عقدين، على ترحيل ابن لادن خارجها، وإطاحة السودانيين في نيسان/أبريل 2019 بنظام عمر البشير الذين استضافه.

ويحيي حديث حمدوك للفاينانشال تايمز، جدلا بشأن نقطتنين رئيسيتين، فيما يتعلق بحديث التطبيع، الذي يجري منذ فترة بين السودان وإسرائيل، أما النقطتان، فتتلخص أحداهما في ربط واشنطن رفع اسم السودان، من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بإبرام الخرطوم حثيثا لإبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع تل أبيب على منوال كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، أما الثانية والتي عكسها حديث حمدوك للفاينانشال تايمز، فتتمثل في الخلاف القائم والذي تحدثت عنه عدة تقارير، بين المكونين المدني والعسكري، في الحكومة الانتقالية السودانية بشأن قضية التطبيع.

مساومة

ويعكس حديث رئيس الوزراء السوداني، بشأن مسار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، من قبل واشنطن ورفض ربطه بمسار التطبيع مع إسرائيل وجهة نظر المكون المدني في الحكومة الانتقالية السودانية الداعي لضرورة الفصل بين المسارين، كما يأتي ضمن حديث يدور في السودان وخارج السودان، بشأن مساومة واشنطن للخرطوم عبر ربط المسارين، ومطالبة الحكومة السودانية، بالسيرعلى نهج كل من الإمارات والبحرين، إذا أرادت أن يرفع اسم بلادها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وكانت وكالة رويترز قد قالت في واحد من تقاريرها، إن السودان يقاوم محاولات الولايات المتحدة، الربط بين ملفي شطبه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وتطبيع علاقاته مع إسرائيل، ونقلت الوكالة عن مصدرين أمريكيين وآخر خليجي قولهم إن المسؤولين الأمريكيين، خلال المفاوضات التي جرت في الإمارات مؤخرا، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، ألمحوا إلى أنهم يريدون من الخرطوم، أن تحذو حذو الإمارات والبحرين في التطبيع مع إسرائيل، وعرضوا على السودان مساعدات تنموية وإنسانية لقاء ذلك.

وفي تقرير لها قالت صحيفة الواشنطن بوست، إن المفاوضات التي جرت في أبو ظبي، بين المسؤولين الأمريكيين والسودانيين، شهدت تقديم المسؤولين الأمريكيين التطبيع مع إسرائيل، كجزء من صفقة لشطب السودان من قائمة الإرهاب، إلا أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين سودانين مطلعين، قولهم إن المفاوضات تعثرت، بفعل مخاوف المفاوضين السودانيين من التعجل للتطبيع مع إسرائيل، بدون حزمة إنقاذ اقتصادي كافية لتلميع الصفقة وجعلها مقبولة.

وتشير الصحيفة، إلى مدى التأثير الذي تملك الخارجية الأمريكية على مصير السودان، فتقول إن وزير الخارجية بومبيو، لديه الصلاحية لشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بما سيفرج بدوره عن مليارات الدولارات كمساعدات للخرطوم، حتى دون العودة إلى الكونغرس، وهو ما تعد الخرطوم في امس الحاجة إليه.

الخلاف

غير أن جدلية التطبيع ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، برمتها لاتبدو محل اتفاق بين المكونين العسكري والمدني، للحكومة الانتقالية في السودان، فبينما يبدي المكون العسكري حماسا لاتمام عملية التطبيع مع إسرائيل، ويرى أنها ستفتح الباب أمام رفع لاسم السودان من القائمة الأمريكية للإرهاب، كما ستفتح الباب لمساعدات اقتصادية كثيرة، ودعم من قبل المؤسسات المالية الدولية مثل البنك وصندوق النقد الدوليين.

وينظر إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الذي حضر المفاوضات مع الجانب الأمريكي في أبو ظبي، على أنه مؤيد بشدة للتطبيع مع إسرائيل، كما يعتقد بأن الخطوة ستساعد السودان، على الخروج من أزمته الاقتصادية، وكان قد قال بعد اجتماعه بشركائه السياسيين، بعد عودته من مفاوضات أبو ظبي، إن الفرصة السانحة لرفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب يجب اغتنامها.

وأشار البرهان، في كلمة ألقاها في مستهل المؤتمر الاقتصادي القومي الأول، إلى أن بقاء السودان في القائمة السوداء، يحول دون اندماجه بالمجتمع الدولي، و”ضخ روح عالمية متجددة في جسد الاقتصاد الوطني”، وإعادة بناء علاقاته الخارجية بما يعزز المصلحة الوطنية.

من جانبه فإن عبد الله الحمدوك، رئيس الوزراء السوداني والذي يمثل التيار المدني في الحكومة الانتقالية، يكرر دوما ما قاله في تصريحاته الأخيرة للفاينانشال تايمز، من أن التطبيع مع “إسرائيل” يحمل إشكالات متعددة، ويحتاج نقاشاً مجتمعياً عميقاً، وهو يدعو كما يدعو الشريك المدني في الحكومة الانتقالية، إلى الفصل بين مسار التطبيع،ومسار رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للإرهاب.

وكان ائتلاف قوى الحرية والتغيير السوداني قد أعرب مرارا، عن تأييده لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، دون ربط ذلك بملف التطبيع مع إسرائيل، في حين ردت أحزاب مدنية سودانية على تصريحات الفريق البرهان، التي قال فيها إنه يبحث عن مصلحة بلاده، بإعلانها رفض فكرة التطبيع، قائلة إن ذلك الأمر مرهون بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا.

برأيكم

هل يمكن رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للإرهاب دون تطبيع مع إسرائيل؟

لماذا يبدو المكون العسكري في الحكومة الانتقالية السودانية مندفعا بشدة تجاه التطبيع؟

ولماذا يعرقل المكون المدني التطبيع رغم ضرورته لإخراج السودان من أزمته الاقتصادية؟

أين يقف الشارع السوداني من اختلاف مكوني الحكومة الانتقالية بشأن الربط بين شطب اسم السودان من القائمة والتطبيع مع إسرائيل؟

وهل يمكن ضمان دعم أمريكي سخي للسودان في حال وافق على التطبيع مع إسرائيل؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 14 تشرين الأول/أكتوبر من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.