كاردينال بارز في الفاتيكان يقول إنه أجبر على تقديم استقالته
Reuters
كان الكاردينال بيتشيو دبلوماسياً محترفاً في الفاتيكان لسنوات
استقال المسؤول رفيع المستوى في الفاتيكان، الكاردينال جيوفاني أنجيلو بيتشيو، بشكل غير متوقع قبل أن يكشف أن البابا فرانسيس طلب منه ذلك.
ونفى الكاردينال ما قال إنها اتهامات وجهت له بأنه أعطى أموال الكنيسة لإخوته، مشددا على أنه لم يرتكب أي مخالفة.
وكان الكاردينال بيتشيو مساعداً مقرباً للبابا وكان يشغل سابقاً منصباً رئيسياً في أمانة دولة الفاتيكان.
وانخرط في صفقة مثيرة للجدل للاستثمار في مبنى فاخر في لندن بأموال الكنيسة.
وأمسى هذا الاستثمار منذ ذلك الحين موضوع تحقيق مالي.
وتندر للغاية الاستقالات على هذا المستوى من الفاتيكان، ولم يقل الكرسي الرسولي سوى القليل في بيانه الصادر في وقت متأخر من يوم الخميس.
وجاء في بيان أن “قداسة البابا قبل الاستقالة التي قدمها نيافة الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشيو من مكتب رئيس المجمع المختص بتطويب القديسين وتخلى عن الحقوق الممنوحة الكاردينالات”.
لكن الكاردينال (72 عاماً) أخبر موقع “دوماني” الإيطالي أنه أُجبر على المغادرة للاشتباه في أنه أعطى أموال الكنيسة لأشقائه.
ونقل عنه قوله “لم أسرق حتى يورو واحد. لست قيد التحقيق ولكن إذا أرسلوني للمحاكمة فسوف أدافع عن نفسي”.
وفي حديثه لاحقاً في مؤتمر صحفي، قال الكاردينال إن إزاحته جاءت “مثل صاعقة من دون سابق إنذار”. وقال إن البابا “كان يعاني” عندما ألقى النبأ.
“كل شيء سريالي. حتى يوم أمس… شعرت أنني صديق للبابا، المنفذ المخلص للبابا”.
“ثم أخبرني البابا أنه لم يعد يثق بي لأنه تلقى بلاغاً من القضاة بأنني ارتكبت فعلاً غير مشروع”.
وأصر الكاردينال بيتشيو على أنه كان هناك “سوء فهم”، مضيفاً “أنا مستعد لشرح كل شيء للبابا. لم أفعل أي شيء خاطئ”.
طرد الكاردينال وتجريده من حقوقه
تحليل من مراسل “بي بي سي” في روما مارك لوين
“قلت للبابا: لماذا تفعل هذا بي، أمام العالم كله؟”
تلك الكلمات الحزينة كانت لواحد من كبار الكرادلة في الكنيسة – الذي طُرد الآن وجُرّد من حقه في اختيار البابا التالي.
عمل جيوفاني أنجيلو بيتشيو كنائب لوزير شئون الدولة – وهو دور يتيح له القدرة غير المقيدة على الوصول إلى البابا فرانسيس – وكان مؤخراً رئيس الجهاز الذي يختار القديسين في المستقبل.
لكن مساء الخميس، استُدعي إلى عقد اجتماع متوتر مع رئيسه. كان الكاردينال بيتشيو قد أدار عملية شراء مثيرة للجدل بقيمة 200 مليون يورو لعقار في لندن بأموال الكنيسة، بما في ذلك أموال الصدقات. وتزعم تقارير أخرى أنه قدم دعما لمستشفى في روما يعاني من عثرات كانت تعمل فيه ابنة أخته.
وقال لصحيفة “دوماني” الإيطالية الجديدة: “أوضح قداسة البابا أنني قدمت خدمات لإخواني وأعمالهم بأموال الكنيسة… لكنني متأكد من عدم وجود جرائم”.
لكن إنكاره لم يكن كافياً. لقد أطلق على الحدث “زلزال الفاتيكان”.
قد يبدو تصميم إقالته بوليسياً – لكنها تذكير مرة أخرى بأن الفضيحة والفساد اللذين تعاني منهما الحكومات في جميع أنحاء العالم يصلان أيضاً إلى أعلى مراتب الكرسي الرسولي.
Getty Images
أصر الكاردينال على أنه لم يسرق يورو واحد وتعهد بالدفاع عن نفسه.
من هو الكاردينال بيتشيو؟
كان الكاردينال أنجيلو بيتشيو دبلوماسياً محترفاً في الفاتيكان لسنوات.
من عام 2011 إلى عام 2018، كان مسؤولا بإدارة الشئون العامة، وهو المنصب الذي يتيح له لقاء البابا بشكل يومي.
وكان البابا فرانسيس هو من نصبه كاردينالاً في عام 2018، عندما تولى دوراً جديداً في إدارة القسم الذي يعتني بالقداسة والتطويب.
ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن الكاردينال قوله صباح الجمعة “إنها ضربة لي ولعائلتي ولشعب بلدي. لقد قبلت بدافع من روح الطاعة وحب الكنيسة والبابا”.
ماذا نعرف عن صفقة العقارات في لندن؟
وخلال فترة عمل الكاردينال في إدارة الشؤون العامة، ارتبط اسمه بصفقة شراء فاخرة في منطقة غنية في لندن.
وتم شراء المبنى السكني في جادة سلون بقيمة 200 مليون دولار من أموال الكنيسة من خلال صناديق وشركات خارجية.
وأوقف خمسة موظفين عن العمل العام الماضي بعد مداهمة مكاتب الأمانة العامة العام الماضي. وصادر ضباط شرطة الفاتيكان وثائق وأجهزة كمبيوتر.
ثم، في يونيو/ حزيران، ألقت شرطة الفاتيكان القبض على رجل الأعمال الإيطالي جانلويجي تورزي للاشتباه في قيامه بالابتزاز والاختلاس.
في وقت سابق من هذا العام، دافع الكاردينال بيتشيو عن عملية الشراء.
وقال في فبراير/ شباط: “تم الاستثمار في مبنى. كانت فرصة جيدة ومناسبة، يحسدنا عليها كثير من الناس اليوم”. كما نفى أن تكون الأموال التي جُمعت للفقراء، والتي تسمى “نقود بطرس”، قد تم استخدامها في الصفقة.
Getty Images
أصبح جيوفاني أنجيلو بيتشيو كاردينالًا في يونيو 2018
لماذا الآن؟
قد لا يكون رحيل الكاردينال المفاجئ مرتبطاً بصفقة لندن فقط. ففي مقابلته يوم الجمعة، قال الكاردينال إن البابا واجهه بشأن أموال الكنيسة التي قدمها للتعاونيات والشركات التي يديرها إخوته.
قدمت جمعية تعاونية في سردينيا، يديرها شقيقه تونينو بيتشيو، المساعدة للمهاجرين وقال الكاردينال إن جميع الأموال قد تم حسابها. وتم استخدام تمويل آخر لتجديد مبنى الكرسي الرسولي في كوبا.
وتشير التقارير الإيطالية أيضاً إلى أن البابا لم يكن سعيداً باستخدام أموال “نقود بطرس” لاستثمارات أخرى.
في العام الماضي، نشرت صحيفة “ليسبريسو” الأسبوعية الإيطالية تقريراً من هيئة مكافحة الفساد بالفاتيكان يزعم أن استثمارات المضاربة واسعة النطاق تصل إلى 725 مليون دولار.
وسيحتفظ الكاردينال بيتشيو بلقبه على الرغم من استقالته من المجمع. ومع ذلك، لن يتمكن من التصويت للبابا القادم.
وكان الكاردينال الاسكتلندي كيث أوبراين آخر كاردينال يتخلى عن حقه في التصويت للبابا الجديد الذي استقال في عام 2013 في ظلّ فضيحة جنسية. وقد مات أوبراين بعدها بخمس سنوات.
Comments are closed.