كيف يتابع الفلسطينيون والإسرائيليون الحديث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار؟
حتى كتابة هذه السطور، لم يتبين أي موعد محدد، لإعلان اتفاق وقف القتال في غزة، ومبادلة الرهائن الإسرائيليين، بسجناء فلسطينيين، وإن كانت كل الدلائل تشير إلى أنه بات وشيكا جدا.
وكانت قطر، التي تستضيف المباحثات الرامية للتوصل إلى الاتفاق، قد قالت إنها أرسلت مسودة الاتفاق، إلى كل من إسرائيل، وحركة حماس الفلسطينية فيما يعطي مؤشرا على أن الإعلان عنه بات وشيكا.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري الثلاثاء 14 كانون الثاني/ يناير، إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين حركة حماس، وإسرائيل وصل إلى مراحله النهائية، مشيرا إلى أن المحادثات الجارية في الدوحة، مثمرة وإيجابية وتركز على التفاصيل الأخيرة.
بيد أنه استدرك، بأنه لا يمكن إعطاء أي تفاصيل عن طبيعة هذه الاتفاقية، أو أين تقف اليوم هذه المحادثات، سوى القول إنه تم تجاوز العقبات الرئيسة، في الخلافات بين الطرفين.
ومضى يقول “يصعب علي وخاصة مع تجارب سابقة أن أضع أي مدى زمني للإعلان سوى أن أقول إننا اليوم في نقطة هي الأقرب للوصول إلى اتفاق خلال الشهور الماضية، وأي حديث عن موعد تطبيق الاتفاق سيرتبط شرطا بموعد الإعلان عنه”.
من جانبها قالت حركة ( حماس)، في بيان صحفي في اليوم ذاته، إن مفاوضات وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى وصلت مراحلها النهائية، وأضافت الحركة أن قيادة حماس، أجرت سلسلة من الاتصالات والمشاورات، مع قادة الفصائل الفلسطينية، حيث وضعتهم في صورة التقدم الحاصل، في المفاوضات الجارية في الدوحة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت ، تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة “حماس” وإسرائيل، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن “المرحلة الأولى من الصفقة تتضمن إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا سواء أحياء أو أموات”، مشيرة إلى أن قائمة المحتجزين، الذين سيتم الإفراج عنهم، تشمل المجندات والنساء الأخريات والرجال فوق سن الخمسين والمرضى والجرحى.
وينص الاتفاق وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية على أنه “من المقرر أن يتم إطلاق سراح نحو 1300 أسير ومعتقل فلسطيني بينهم مئات المحكوم عليهم بالسجن المؤبد”، وأكدت الهيئة في تقريرها أن “المقترح يتضمن الانسحاب من محور فيلادلفيا في نهاية المرحلة الأولى”، مشيرة إلى أنه “خلال المرحلة الأولى ستجرى مفاوضات بشأن المرحلة الثانية ووقف إطلاق النار الدائم”.
وختمت هيئة البث الإسرائيلية بالقول إن “المرحلة الثانية تتضمن إطلاق سراح بقية المحتجزين من الرجال والعسكريين والجثث والإفراج بشكل جماعي عن الأسرى الفلسطينيين”.
زيادة المساعدات
ومن بين ما يعالجه الاتفاق، وفق ما نشر منه من تسريبات، زيادة كميات المساعدات الإنسانية، التي تصل إلى قطاع غزة، في ظل تحذيرات متتالية من منظمات دولية، من أن سكان القطاع باتوا يواجهون كارثة محققة ،ومجاعة تلوح في الأفق.
وتسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى القطاع، لكن هناك خلافات على الكمية المسموح بدخولها، وتلك التي تصل إلى المحتاجين، مع تزايد عمليات النهب من جانب العصابات.
الحكم في القطاع
يبدو أن قضية من يحكم قطاع غزة في قادم الأيام، لم تنل جانبا من كبيرا من الاهتمام، خلال الجولة الدائرة حاليا من المفاوضات، ويرد مراقبون ذلك إلى أن القضية، لها تعقيداتها وحساسياتها، وأنها كانت كفيلة بنسف الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وكان تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قد أشار إلى أن الجهود الرامية لتأمين وقف إطلاق النار في غزة، تواجه تأخيرات، بسبب خلافات حول قضايا جوهرية تتعلق بحكم القطاع، ووفقا للصحيفة، فإن الخلافات تشمل دور السلطة الفلسطينية في فرض الأمن في غزة، بعد وقف إطلاق النار، مع احتمال التوصل إلى حل وسط، يشمل مشاركة بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح.
وتضيف الصحيفة، أنه رغم أن أنظمة المراقبة التقنية يمكن أن توفر حلاً، بيد أن المفاوضات لا تزال جارية. مع إمعان النظر في مقترحات لمشاركة الجيش الأمريكي خلال المرحلة الانتقالية، بما في ذلك مركز قيادة وسيطرة في مصر، وتدريب قوات الأمن الفلسطينية.
الداخل الإسرائيلي
على صعيد الداخل الإسرائيلي، مايزال اليمين المتشدد يرفض الاتفاق ويحذر منه، فقد أعرب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الثلاثاء 14 كانون الثاني/يناير، عن معارضته الشديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، معتبرا أنه سيكون بمثابة “صفقة استسلام”.
ودعا بن غفير وزير المالية اليميني، بتسلئيل سموتريتش، للتعاون معه ضد ما وصفها بـ”صفقة الاستسلام”، مشيرا إلى أن حزبه “العظمة اليهودية” لا يستطيع منع الصفقة بمفرده، مقترحا على سموتريتش “التوجه معا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وإبلاغه بأنهما سينسحبان من الحكومة في حال تمرير الصفقة”.
وفي منشور على منصة “إكس”، انتقد بن غفير بشدة ، تفاصيل الصفقة، مشيرا إلى أنها، تتضمن إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين، المدانين بقتل إسرائيليين، وإعادة آلاف الفلسطينيين، بينهم نشطاء مسلحون، إلى شمالي قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم، مما يعيد تهديد سكان منطقة “غلاف غزة”، على حد تعبيره.
- كيف يتابع الفلسطينيون والإسرائيليون التقارير عن بنود الاتفاق وقرب إعلانه؟
- لماذا برأيكم يتأخر الإعلان عن الاتفاق رغم كثرة الحديث عنه أنه بات وشيكا؟
- ما هو السبب برأيكم في تذليل الخلافات التي ظلت عالقة بين الجانبين وإنجاز الاتفاق؟
- كيف ترون المعارضة الداخلية الإسرائيلية من قبل اليمين للاتفاق؟
- هل سيثير الاتفاق غضبا من الشارع الإسرائيلي تجاه نتانياهو مع اتهامات له بأنه عطل التوصل لاتفاق وأدى إلى خسائر إسرائيلية؟
- لماذا غاب الحديث عن من سيحكم غزة مستقبلا عن التسريبات التي نشرت للاتفاق؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 15 كانون الثاني/ يناير.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab
Powered by WPeMatico
Comments are closed.