أنس خطّاب، من مُدرج على قائمة العقوبات إلى رئيس لجهاز الاستخبارات في سوريا، فماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية الجديدة؟
منذ إعلان المعارضة السورية إسقاط نظام حكم الأسد في سوريا، بدأت الإدارة السورية الجديدة بملء الفراغ في المناصب الرسمية والأساسية لتسيير أعمال الدولة في المرحلة الجديدة.
وأصدرت السلطات الجديدة بقيادة الشرع تعييناتها خلال المرحلة الانتقالية بتكليف محمد البشير لتشكيل الحكومة، والذي قرر بدوره تمديد عمل وزراء حكومة الإنقاذ السورية التي أقامت حكماً مستقلاً عن الأسد خلال السنوات الماضية، وأثار بعض تلك الشخصيات جدلاً في سوريا حول مؤهلاتها وخبرتها في قيادة المرحلة الانتقالية وتسلّمها مناصب مهمة وحسّاسة.
ويبدو أنّ أحمد الشرع يحاول الاعتماد على شخصيات أدارت معه شؤون إدلب خلال السنوات الماضية، فماذا نعرف عن تلك الشخصيات؟
أنس خطاب، “أبو أحمد حدود” رئيس جهاز الاستخبارات
أعلنت القيادة العامة السورية تعيين أنس حسن خطاب رئيساً لجهاز الاستخبارات العامة.
تولى خطاب منصب الأمير الإداري لجبهة النصرة، مطلع عام 2014، بعد أن كان في أواخر عام 2013 أحد قادة الجبهة والأمير الإداري العام للجماعة.
وفي منتصف عام 2013، أصبح خطاب عضواً في مجلس الشورى التابع لجبهة النصرة التي شارك في تأسيسها عام عام 2012، وكان مسؤولاً على التواصل مع قيادة تنظيم القاعدة في العراق لتلقي المساعدات المالية والمادية، وساعد على تيسير التمويل والأسلحة لجبهة النصرة.
وبحسب مجلس الأمن فقد تمّ إدراج اسم خطاب على قائمة العقوبات أول مرة في في 23 سبتمبر/أيلول 2014 عملاً بالفقرتين 2 و 4 من القرار 2161 لعام 2014، باعتباره مرتبطاً بتنظيم القاعدة، وقيامه بـ”المشاركة في تمويل أعمال وأنشطة جبهة النصرة أو التخطيط لها وتيسير القيام بها والإعداد لها وارتكابها، والمشاركة فيها أو نيابة عن التنظيم أو دعما له”، و”تقديم أي شكل آخر من أشكال الدعم للأعمال والأنشطة” التي تقوم بها جبهة النصرة.
ماذا نعرف عن آلية التعيينات؟
ليست هناك آلية واضحة بشأن اختيار هذه الشخصيات لشغل مناصب الوزراء في الحكومة، إلاّ أنه في إدلب، كان لمجلس الشورى العام، أعلى هيئة تشريعية في حكومة الإنقاذ، القرار في تعيين محمد البشير رئيساً للحكومة السابعة في إدلب، الذي قام بدوره بتسمية بقية الوزراء مطلع العام الجاري.
أمّا في دمشق، ليس واضحاً بعد ما إذا كان قرار تمديد عمل وزراء حكومة الإنقاذ، قد أُخذ بالتشاور أم بقرار مباشر من القائد العام لهيئة تحرير الشام أحمد الشرع، لكن العديد من التساؤلات طرحت حول إمكانية توسيع المشاركة خلال الحكومة الحالية لتشمل مشاركة المعارضة في الخارج، وعدد من الخبراء في البلاد.
وفي وقت سابق، أكد أحمد الشرع – عند دخوله إلى العاصمة دمشق – على رغبته في التعاون مع الجميع، ودعا جميع موظفي الدوائر الرسمية، إلى البقاء في وظائفهم ومتابعة العمل فيها.
محمد البشير، من رئاسة حكومة إدلب إلى رئاسة حكومة سوريا
بعد عشرة أشهر من تعيينه رئيساً لحكومة الإنقاذ في إدلب، كُلّف محمد البشير لتشكيل الحكومة السورية التي ستقود المرحلة الحالية في البلاد.
ويعتبر سجّل البشير حافلاً بالمهمّات السياسية والإنسانية في إدلب، إن شغل منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ في إدلب منذ عام 2022.
من هو محمد البشير المكلّف بتشكيل حكومة المرحلة الانتقالية في سوريا؟
وبدأ البشير صعوده المهني حين عمل كرئيس لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز، ويحمل شهادة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية من جامعة حلب.
بعد سقوط الأسد تم تكليف البشير بتشكيل حكومة لقيادة المرحلة الحالية، وأبقى فيها على غالبية وزراء حكومة الإنقاذ التي شكلها في إدلب قبل عام.
ماهر الشرع، شقيق أحمد الشرع وزير الصحة
هو طبيب أمراض نسائية ولد عام 1973، وتولى منصب مستشار وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ في إدلب.
أثار الشرع الشقيق جدلاً خلال الأيام الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتشار أخبار تعيينه وزيراً للصحة في الحكومة الجديدة، باعتبار أنه شقيق أحمد الشرع، إذ حذّر البعض من عودة ما وصفوه بـ”الوساطة والمحسوبية” التي كانت سائدة إبان حكم الأسد على حد قولهم.
أنهى الدكتور ماهر دراسته الطبية في اختصاص أمراض النساء و التوليد في أكاديمية فورونج الحكومية الروسية و من 2008 إلى 2013 وعمل في دمشق استشاري في عمليات طفل الأنبوب و علاج العقم، ثمّ انتقل عام 2014 للعمل في السعودية قبل أن يعود في 2018 إلى مدينة فورونج الروسية حتى عام 2022.
ونُسب إلى ماهر الشرع تصريح خلال اجتماع مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الطبية، قال فيه إنّ رواتب العاملين في قطاع الصحة سترتفع 400 في المئة.
أسعد الشيباني، “أبو عائشة” وزير الخارجية
عاد اسم المتحدث السابق باسم “جبهة النصر”، أسعد الشيباني الذي عُرف بـ”أبو عائشة” إلى الواجهة مرة أخرى بعد أن تمّ تكليفه بوزارة الخارجية.
يُعرف الشيباني أيضا بــ”زيد العطار”، وهو اسم حركي استخدمه أيضا أثناء عمله في الإدارة السياسية التابعة لهيئة تحرير الشام، وغيّر اسمه مرتين بالتزامن مع تغيير “جبهة النصرة” اسمها وهويتها، وكان مسؤولاً عن العلاقات مع وكالات الأمم المتحدة الإنسانية.
وتقول مصادر صحفية إن الشيباني ينحدر من قرية أبو راسين في الحسكة، ودرس اللغة الإنجليزية في جامعة دمشق.
مرهف أبو قصرة، قائد عسكري لهيئة تحرير الشام، فوزير الدفاع
ومن بين تعينات الإدارة الجديدة “أبو حسن الحموي” أو مرهف أبو قصرة، والمعروف أيضا بـ”أبو الحسن”، الذي تمّ تعيينه في منصب وزير الدفاع في الحكومة السورية ما بعد سقوط نظام الأسد.
تقلّد أبو قصرة – المهندس الزراعي السابق – منصب القائد العسكري في هيئة تحرير الشام خلال السنوات الماضية، وتداولت وسائل إعلام تصريحات عن أبو قصرة، تعهّد فيها بأن تنضمّ الفصائل المعارضة المسلحة إلى الجيش السوري في حال سقوط النظام.
محمد عبد الرحمن، مسؤول جيش الفتح، فوزير الداخلية
انضمّ عبد الرحمن إلى صفوف المعارضة خلال وقت مبكر من بدء الاحتجاجات ضد بشار الأسد، إذ كان قبلها متخصصاً في الشؤون العسكرية وتخرج في جامعة حمص.
شغل منصب المسؤول العام لإدارة جيش الفتح، وهو اتحاد عسكري بين قوات المعارضة السورية في محافظة إدلب، وتشكل عام 2015.
وفي أول تصريح له عقب تسلمه منصب وزير الداخلية، تعهد عبد الرحمن بإنشاء جهاز استخبارات لـ”تبادل المعلومات بين مختلف الأجهزة الأمنية بهدف محاربة كل من يُهدد أمن البلاد”، وتكثيف التواجد الأمني لـ”حماية الأماكن المقدسة لكل الطوائف”.
كما أشار في لقاء صحفي مع صحيفة “القدس العربي” إلى أن وزارة الداخلية تعمل على جمع السلاح من عناصر النظام السابق ولديها مراكز مكلّفة بهذه المهمة بالتنسيق مع إدارة العمليات العسكرية، كجزء من خطط الوزارة خلال المرحلة الحالية.
شادي محمد الويسي، وزير العدل
برز اسم شادي محمد الويسي كوزير للعدل ضمن التكليفات الجديدة للحكومة السورية.
ولد الويسي عام 1985 في مدينة حلب، حيث عمل مدرساً للتربية الإسلامية ثمّ إماماً وخطيباً في أحد مساجد المدينة، وحصل فيها على دبلوم تأهيل تربوي، وأُجيز في الشرعة الإسلامية.
بعد تأسيس الحكومة في إدلب، بدأ الويسي بتأسيس الهيئة الشرعية في حلب، وتنقل بين عدة مناصب كان أبرزها رئيس محكمة الاستئناف الجزائية في حكومة الإنقاذ، وعضواً في مجلس القضاء الأعلى.
عائشة الدبس، أول امرأة في الحكومة الجديدة
وعينت الحكومة الجديدة عائشة الدبس في منصب مدير مكتب شؤون المرأة، لتكون أول امرأة تعيّن في المرحلة الجديدة من الحكم في سوريا.
الدبس ناشطة حقوقية وإنسانية في مجال حقوق المرأة، وعملت في مشاريع إنسانية في مخيمات اللجوء خلال السنوات الماضية حسبما قالت وسائل إعلام محلية.
على عكس الوزراء السابقين، لم تنشر السلطات الجديدة أي تفاصيل عن الدبس أو سيرتها الذاتية.
لكن الخطوة جاءت بعد أن أثار المتحدث باسم الحكومة الجديدة عبيدة أرناؤوط جدلاً بسبب تصريحاته التي قال خلالها إنّ تعيين المرأة في المناصب الوزارية والنيابية سابق لأوانه، مضيفاً أنّ “طبيعة المرأة البيولوجية والنفسية” تمنعها من القيام ببعض الأدوار على حد تعبيره.
محمد يعقوب عمر، مؤسس “وكالة نبأ الشام” ووزير الإعلام
حافظ محمد يعقوب عمر على منصبه كوزير للإعلام في الحكومة السورية بعد أن شغل ذات المنصب في حكومة الإنقاذ في إدلب منذ 2022.
ولد العمر في بلدة خان السبل بمحافظة إدلب، ويحمل شهادة في العلوم السياسية.
بدأ عمله في عام 2012 بالتغطية الميدانية للمعارك بين قوات الأسد حينها وقوات المعارضة حتى عام 2019، حين قام بتأسيس مديرية الإعلام في حكومة الإنقاذ، وقام بتأسيس “وكالة أنباء الشام، بالإضافة إلى عمله ضمن فريق المكتب الإعلامي لجيش الفتح، قبل أن يتم تكليفه بمنصب وزير للإعلام بعد ذلك.
فادي القاسم، وزير التنمية
شغل فادي القاسم منصب وزير التنمية في حكومة الإنقاذ في إدلب، وهو من مواليد حماة عام 1983، ومتحصل على شهادة في الكيمياء التطبيقية، واجتاز مرحلة تمهيدية في ماجستير الكيمياء.
شغل القاسم قبل أن يتولى منصبه في حكومة الإنقاذ برئاسة البشير، منصب مدير تنفيذي للمديرية العامة لمؤسسة النقد وحماية المستهلك، وقبلها عمل مديراً لدار الثقافة والمعارف، كما شغل منصب مدير الشؤون الإنسانية في أطمة.
محمد مسلم، وزير الإدارة المحلية والبيئة
شغل محمد مسلم منصب وزير الإدارة المحلية منذ عام 2023، وحافظ على منصبه خلال التكليفات الجديدة التي قدمها رئيس الحكومة السوري محمد البشير.
مسلم من مواليد مدينة حلب عام 1988، وتحصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية من حلب، وشغل خلال السنوات الماضية عدة مناصب من بينها، الأمين العام لوزارة الأوقاف في بداية تشكيل حكومة الإنقاذ في إدلب، ومسؤول إدارة المنطقة الشمالية، ورئيس هيئة الرقابة والتفتيش.
ولم تنشر حكومة الإنقاذ أي صور لمسلم، بينما لم نجد صوراً يمكن التحقق منها للوزير.
حسام حاج حسين، وزير الأوقاف والدعوة والإرشاد
منذ عام 2018 عُيِّن حسام حاج حسين مديراً لأوقاف جنوب إدلب، ثمّ في 2019 أصبح رئيساً لمكتب شؤون المساجد في وزارة الأوقاف في حكومة الإنقاذ السورية، ثمّ منصب معاون وزير الأوقاف في عام 2020.
حسام حسين الذي ولد عام 1977 في محافظة إدلب، استمرّ في منصبه كوزير للأوقاف منذ الولاية الرابعة لحكومة الإنقاذ في عام 2021.
- كيف يرى السوريون مستقبل العدالة الانتقالية في بلدهم؟
- الشرع لبي بي سي: سوريا منهكة من الحروب ولا تشكل تهديداً لأي دولة في العالم، والثورة السورية ليست انتقامية
- الأقليات في سوريا تنشد الأمن بينما ترسم الدولة مستقبلاً جديداً
عبد المنعم عبد الحافظ، وزير التعليم العالي والبحث العلمي
يُعتبر الدكتور عبد المنعم عبد الحافظ أكبر الوزراء المكلفين سناً وأرفعهم مكانة علمية، إذ تحصل على شهادة الدكتوراة في اختصاص علم الخلية الجزئي من جامعة روان الفرنسية عام 1991.
خلال السنوات الماضية، شغل عبد الحافظ الذي ولد عام 1961، عدة مناصب أكاديمية من بينها عميد كلية الصيدلة في جامعة إبيلا في إدلب، بالإضافة إلى نائب عميد كلية الطب البشري.
يشغل عبد الحافظ منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي منذ عام بداية عام 2024.
نذير محمد القادري، وزير التربية والتعليم
ولد القادري في دمشق 1970، حيث كبر وأكمل تعليمه وتحصل درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة دمشق.
في بداية حياته عمل مدرساً للغة العربية مدة 18 عاماً تقريباً، قبل أن يتم اعتقاله بسبب نشاطه السياسي عام 2008.
أُفرج عن القادري عام 2018، حيث توجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وشغل منصب مدير الرقابة الداخلية في وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ لأكثر من عام، ثمّ وزير للتربية والتعليم في 2024.
- ترامب: سوريا “ليست معركتنا”، لكن النأي عنها قد لا يكون سهلاً
- جراح قديمة وطاقة جديدة في عاصمة الثورة السورية
Powered by WPeMatico
Comments are closed.