سوريا: ما التحديات التي تقف عقبة أمام عودة اللاجئين بعد سقوط حكم الأسد؟
يحظى ملف اللاجئين السوريين وعودتهم إلى بلدهم بأهمية كبيرة هذه الأيام، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولي المعارضة مقاليد الأمور، خاصة في الدول المضيفة لهم.
فبعد مرور 24 ساعة فقط على سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، كانت ألمانيا أول من فتح الباب أمام قرار تجميد فحص طلبات اللجوء الجديدة وتلك التي لا تزال قيد المعالجة، بعد أن كانت الدولة المضيفة الرئيسية في الاتحاد الأوروبي بقرابة مليون لاجئ، لتحذو دول أخرى حذوها، بما في ذلك النمسا وإيطاليا والسويد والنرويج.
خطوة استنكرتها منظمات دولية وحقوقية عدة وقالت إن الوضع في سوريا لايزال ضبابيا وغير مستقر بعد ثلاثة عشر عاما من الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد، وأدت إلى تردي الوضع الاقتصادي بشدة وإحداث دمار كبير في بنيتها التحتية.
ويقول أكثر من نصف اللاجئين السوريين إن منازلهم مدمرة أو غير صالحة للسكن، إضافة إلى وجود مخاوف كبيرة، حيث لا تزال بعض المناطق غير مستقرة أمنيا.
كما يعاني كثير من السوريين داخل البلاد من نقص في فرص العمل، ما يعني أن العودة ليست خيارا آمنا ومضمونا لملايين اللاجئين من الناحية المعيشية.
ويعاني الاقتصاد السوري من أزمة غير مسبوقة، تشمل ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وضعف الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة، ما يشكل عائقا كبيرا أمام عودة اللاجئين، كما أن الحرب دمرت بنية تحتية واسعة قد يستغرق إصلاحها وقتا طويلا ويحتاج إلى تمويل كبير.
فقد دمرت سنوات الصراع اقتصاد بلادهم وبنيتها التحتية، ما جعل 90% من السكان يعتمدون على أحد أشكال المساعدات الإنسانية.
ويرى مراقبون أن ملف اللاجئين السوريين معقد ويحتاج إلى تعاون دولي وجهود إنسانية واقتصادية وسياسية واسعة للوصول إلى حلول دائمة، في ظل ضبابية المشهد وعدم وجود إجماع حتى الآن بشأن خطة سياسية واضحة ومستدامة للسلام وإعادة الإعمار.
في الأثناء، قالت ريما جاموس إمسيس مديرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الثلاثاء 17 ديسمبر/ كانون الأول إنه من المتوقع عودة نحو مليون لاجئ سوري إلى بلدهم في الستة أشهر الأولى من عام 2025.
وقالت إمسيس “لدينا احتياجات إنسانية هائلة على نطاق لم يتضاءل بحال”، وأشارت إلى أن مليون شخص نزحوا منذ بدء تقدم قوات المعارضة في سوريا.
وأضافت أن الآلاف فروا من سوريا هذا الشهر عقب سيطرة قوات المعارضة على السلطة، بينما عاد الآلاف أيضا إلى البلاد معظمهم من تركيا ولبنان والأردن.
ومضت تقول إن بعض الفارين ربما مرتبطون بالحكومة السابقة أو من الأقليات الدينية التي تشعر بالقلق على وضعها في ظل السلطة الجديدة التي تقودها هيئة تحرير الشام التي كانت لها علاقات بتنظيم القاعدة.
وأضافت أنه يجب على الدول التحلي بالصبر ريثما يفكر اللاجئون السوريون في العودة. وقالت “من المهم الإبقاء على هذه الحماية للسوريين الذين وجدوا بالفعل ملجأ في البلدان المضيفة، وألا تتم إعادتهم قسرا إلى سوريا”.
وفي رد على سؤال عن قرارات بعض الدول بوقف طلبات اللجوء للسوريين، قالت “كنا واضحين جدا في تحذيرنا لجميع البلدان بعدم إعادة اللاجئين. من السابق لأوانه جدا اتخاذ هذا القرار بشأن سلامة واستقرار سوريا وهناك أسئلة كثيرة يتعين الإجابة عليها”.
ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد حاليا 6.2 ملايين لاجئ سوري، أي ما يقارب ثلث سكان سوريا خارج بلادهم، 3 أرباعهم (76%) في الدول المجاورة، 3 ملايين منهم في تركيا، ونحو 775 ألفا في لبنان، وأكثر من 600 ألف في الأردن، ونحو 300 ألف في العراق، وأكثر من 150 ألفا في مصر.
برأيكم
هل باتت سوريا مستعدة لاستقبال ملايين السوريين الذين فروا بسبب الحرب الأهلية؟
ما أهم العقبات التي تقف حجر عثرة أمام عودتهم؟
كيف يمكن مساعدة اللاجئين السوريين حتى يتمكنوا من العودة إلى بلدهم؟
كيف ترون موقف الدول الأوروبية التي سارعت إلى تجميد طلبات لجوء السوريين؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 20 ديسمبر/ كانون الأول
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab
Powered by WPeMatico
Comments are closed.