الهجرة إلى أوروبا: حالة طوارئ في إيطاليا لمواجهة ارتفاع أعداد المهاجرين
دعا وزراء إيطاليون إلى بدء حالة طوارئ لمدة ستة أشهر استجابة لارتفاع أعداد المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط من شمال إفريقيا.
ويعني القرار تخصيص 5 ملايين يورو لهذا الغرض، ويتزامن هذا مع وصول 3000 مهاجر في ثلاثة أيام.
وهبط عدد من القوارب في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وأنقذ خفر السواحل حوالي 2000 شخص منذ يوم الجمعة حتى الآن.
وسجلت الأمم المتحدة أكبر عدد من وفيات المهاجرين بعد عام 2017.
وقالت هيئة الهجرة التابعة لها إنها سجلت 441 حالة وفاة في وسط البحر المتوسط في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023. ونبهت إلى أن التأخيرات في عمليات الإنقاذ التي تقودها الدولة أدت إلى وفاة 127 شخصا على الأقل، وفي حادث مميت آخر لم تتوفر الاستجابة المطلوبة.
ولقى أربعة أشخاص على الأقل مصرعهم، وفقد أكثر من 20 آخرين عندما غرق قاربان للمهاجرين قبالة تونس يوم السبت. وقالت منظمة الإغاثة الألمانية “ريز كيو شيب” إنها أنقذت 22 شخصا من المياه ونقلتهم إلى لامبيدوزا.
وأصبحت تونس أكبر نقطة انطلاق لقوارب المهاجرين في الأشهر الأخيرة، وكانت كارثة السبت هي الأحدث في سلسلة من الحوادث قبالة الساحل.
وتبعد لامبيدوزا 185 كلم عن ميناء صفاقس التونسي.
وارتفع عدد المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا بشكل حاد، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من جهود الحكومة الائتلافية اليمينية في إيطاليا لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية.
وكان من المقرر أن يصل إلى ميناء صقلية بعد ظهر الأربعاء قارب صيد على متنه 700 مهاجر أنقذوا.
وتحدث وزير الحماية البحرية والمدنية، نيلو موسوميسي، عن زيادة بنسبة 300 في المئة في تدفق المهاجرين، وقال إنها “حالة طوارئ مطلقة” عرضت البنية التحتية الإيطالية للخطر.
وأضاف: “نحن نتحدث عن ظاهرة لم يسبق لها مثيل في الماضي. الجزر وحدها لا تستطيع التعامل مع حالة الطوارئ هذه”.
وأكد الوزير أن حالة الطوارئ لن تحل المشكلة التي تطلبت تدخلا مسؤولا من الاتحاد الأوروبي.
ومن غير الواضح، إلى جانب التمويل الإضافي، كيف سيعالج الإجراء الإيطالي الأعداد المتزايدة في البحر المتوسط، لكن التقارير تقول إن المسؤولين سيكونون قادرين على تسريع إجراءات الاستقبال وإعادة من لم يُسمح لهم بالبقاء في إيطاليا.
- أحلام الفضاء التي تحطمت على متن زورق الهجرة
- إيطاليا تمنع رجالا مهاجرين من النزول من إحدى سفن الإنقاذ
- رئيسة وزراء إيطاليا تتعهد في أول خطاب أمام البرلمان بوقف الهجرة من شمال أفريقيا
ويرافق خفر السواحل الإيطالي زورقين في البحر الأيوني قبالة صقلية.
ويعتقد أن أحد القوارب التي تقل 400 شخص انطلق من طبرق في ليبيا. وقال خفر السواحل إن الظروف البحرية الصعبة تؤثر على عملية الإنقاذ.
وحدد موقعه آخر مرة عن طريق خط ساخن غير رسمي للمهاجرين يسمى “هاتف الإنذار” في البحر الأيوني شرق صقلية يوم الثلاثاء. وقال الخط الساخن “أفاد الأشخاص على متن السفينة بالعديد من حالات الطوارئ الطبية، والمياه تملأ القارب ولم يتبق وقود”، واصفا الوضع بأنه مأساوي.
ويحمل زورق ثان تحت حراسة خفر السواحل حوالي 800 شخص. ولم يتضح من أين انطلق القارب، وقال خفر السواحل الإيطالي إنه كان مكتظا.
وأطلق إنذار عاجل لأول مرة مع سلطات إيطاليا واليونان ومالطا الأحد عندما عثر على القارب عائما في المياه المالطية، بحسب هاتف الإنذار.
وقالت منظمة غير حكومية ألمانية تدعى “مراقبة البحار الدولية” إن سفينتين تجاريتين بالقرب من القارب تلقتا أوامر بعدم المساعدة في جهود الإنقاذ من مالطا، أثناء وجود القارب في المياه المالطية. وسمح لإحدى السفن، بدلا من ذلك، بتزويده بالوقود والماء.
وقالت القوات المسلحة المالطية لصحيفة مالطا إندبندنت إن “الأشخاص على متنه لم يطلبوا أي إنقاذ”.
ومن المرجح، وفقا لمشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، أن الوفيات التي بلغ عددها 441 والتي سجلتها في وسط البحر المتوسط هذا العام أقل من الواقع.
ونبه المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو إلى خشيته من “أن تكون هذه الوفيات طبيعية”.
وقال إن التأخير والثغرات في عمليات البحث والإنقاذ التي تقودها الدول تكلف أرواح البشر.
وأضاف أن أكثر من 20 ألف شخص لقوا حتفهم حتى الآن على طريق وسط البحر المتوسط منذ عام 2014.
Comments are closed.