فيروس كورونا: الصين تحذر من اتخاذ إجراءات مماثلة بعد فرض دول قيودا على القادمين منها

صينية تضع كمامة.

EPA

نددت الصين بقرار فرض قيود على المسافرين الصينيين بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا على أرضها محذرة بأنها قد تتخذ إجراءات مماثلة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ للصحفيين إن القيود التي تستهدف الصين تفتقر إلى الأساس العلمي، وإنها غير معقولة.

وكان مسؤولو الصحة الدوليون قد انتقدوا بكين لعدم نشر بيانات عن انتشار الفيروس والسلالات الجديدة المحتملة.

وقالت الولايات المتحدة وحوالي 12 دولة أخرى إنها ستطلب من القادمين من الصين تقديم شهادات اختبار سلبية.

ويسارع العديد من الصينيين إلى حجز أول رحلاتهم الخارجية منذ سنوات بعد أن رفعت بكين قيود السفر الخاصة بها.

وقللت وسائل الإعلام الحكومية في الصين من شدة تصاعد الإصابات بكوفيد-19 قبل إحاطة متوقعة الثلاثاء من قبل علمائها إلى منظمة الصحة العالمية، التي تأمل في إجراء “مناقشة مفصلة” بشأن تطور الفيروس.

وخضع تحول الصين المفاجئ بالنسبة إلى ضوابط كوفيد في 7 ديسمبر/كانون الأول، بالإضافة إلى دقة بيانات الحالات والوفيات، إلى تدقيق متزايد في الداخل والخارج.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ للصحفيين في بكين “نحن على استعداد لتحسين الاتصالات مع العالم”.

وأضافت “لكن … نعارض بشدة محاولات التلاعب بإجراءات الوقاية من الوباء ومكافحته لأغراض سياسية، وسنتخذ الإجراءات المناسبة في المواقف المختلفة، وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل”.

وغيرت الصين موقفها بعيدا عن سياسة “صفر كوفيد” التي دافع عنها الرئيس شي جينبينغ في أعقاب احتجاجات، مثلت أقوى تحد عام خلال العقد الذي قضاه في السلطة.

ومع انتشار الفيروس دون رادع، يزيد عدد الجنازات. وأبلغ المسؤلون عن ذلك بارتفاع في الطلب على خدماتهم. ويتوقع خبراء الصحة الدوليون ما لا يقل عن مليون حالة وفاة في الصين هذا العام.

وأبلغت الصين عن ثلاث حالات وفاة جديدة بسبب فيروس كورونا الاثنين، مما رفع عدد الوفيات الرسمي منذ بدء الوباء إلى 5253.

ونقلت صحيفة الشعب الرسمية اليومية التابعة للحزب الشيوعي عن خبراء صينيين قولهم إن المرض الناجم عن الفيروس كان خفيفا نسبيا بالنسبة إلى معظم الناس.

وأضافت: “الحالات الخطيرة والحرجة تشكل 3 في المئة إلى 4 في المئة من إجمالي عدد المصابين”.

وصرح تونغ تشاو هوي، نائب رئيس مستشفى بكين تشاويانغ، للصحيفة قائلا إن المرضى المصابين يدخلون حاليا مستشفيات معينة في بكين “.

وقال كانغ يان، رئيس مستشفى غرب الصين تيانفو بجامعة سيتشوان، إن نحو 46مريضا في وحدات العناية المركزة، قبلوا في الأسابيع الثلاثة الماضية، أي بنسبة 1 في المئة من حالات العدوى التي تظهر عليها الأعراض.

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله إن منطقة الطوارئ في مستشفى تشونغشان في شنغهاي كانت مكتظة بالمرضى يوم الثلاثاء.

وكان بعض المرضى يرقد في أسرة في ممر لتلقي العلاج، بينما كان العشرات يصطفون حولهم في انتظار رؤية الطبيب. ولم يتضح عدد المصابين بفيروس كورونا.

مرضى بكوفيد في مستشفى.

Reuters

اجتماع منظمة الصحة العالمية

وحثت منظمة الصحة العالمية مسؤولي الصحة الصينيين على مشاركة معلومات محددة وفي وقتها الحقيقي بانتظام حول تفشي المرض.

ودعت المنظمة العلماء الصينيين إلى تقديم بيانات مفصلة عن التسلسل الفيروسي في اجتماع المجموعة الاستشارية الفنية يوم الثلاثاء.

كما طلبت من الصين مشاركة البيانات بشأن حالات دخول المستشفيات والوفيات والتطعيمات.

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية قبل الاجتماع المقرر عقده بعد ظهر الثلاثاء بتوقيت جنيف، إنه من المتوقع بدء “مناقشة مفصلة” بشأن انتشار السلالات في الصين، وعلى مستوى العالم، ويتوقع أن يقدم العلماء الصينيون عرضا مفصلا بهذا الشأن.

لكن بعض الخبراء شككوا في أن تكون الصين شديدة الصراحة في هذا الصدد.

وقال ألفريد وو، الأستاذ المساعد في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية: “لا أعتقد أن الصين ستكون صادقة جدا في الكشف عن المعلومات”.

وأضاف: “إنهم يفضلون الاحتفاظ بها لأنفسهم أو يقولون إن شيئا لم يحدث، ولا جديد. إحساسي هو أننا يمكن أن نفترض أنه لا جديد … لكن المشكلة هي قضية الشفافية في الصين”.

وستطلب الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى إجراء اختبارات كوفيد على المسافرين القادمين من الصين، بينما قالت بلجيكا إنها ستختبر مياه الصرف الصحي في الطائرات التي تحملهم بحثا عن أنواع جديدة.

وسيجتمع مسؤولو الصحة في الاتحاد الأوروبي الأربعاء بشأن اتخاذ استجابة منسقة.

وستتوقف الصين عن مطالبة المسافرين الوافدين بدخول الحجر الصحي اعتبارا من 8 يناير/كانون الثاني، لكنها ستظل تجري اختبار ما قبل المغادرة.

أسابيع خطيرة

مع إصابة العمال والمتسوقين الصينيين بالمرض، تتزايد المخاوف بشأن آفاق النمو الاقتصادي على المدى القريب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مما يتسبب في تقلب الأسواق المالية العالمية.

وأظهر مسح صدر الثلاثاء أن نشاط المصانع الصينية انكمش الشهر الماضي.

وكانت شحنات شهر ديسمبر/كانون الأول من مصنع تشنغتشو لأجهزة إيفون التابع لشركة فوكسون، الذي تعطل بسبب مغادرة العمال والاضطرابات وسط تفشي كوفيد، تمثل 90 في المئة من خطط الشركة.

وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، إن انتشار العدوى الشديد في الصين في الأشهر المقبلة قد يضر باقتصادها هذا العام، ويدفع النمو العالمي إلى الانخفاض.

وحذر محللو كابيتال إيكونوميكس من أن الصين تدخل أخطر أسابيع الوباء.

وأضافوا أن بيانات التنقل تشير إلى أن النشاط الاقتصادي تباطأ على الصعيد الوطني، ومن المرجح أن يظل كذلك حتى تهدأ الإصابات.

وقالت وزارة الثقافة والسياحة إن 52.71 مليون رحلة محلية خلال عطلة رأس السنة الجديدة جمعت 26.52 مليار يوان (3.84 مليار دولار)، بزيادة 4 في المئة على أساس سنوي، لكنها كانت حوالي 35 في المئة فقط من العام الأخير الذي سبق انتشار الوباء في 2019.

وترتفع التوقعات في عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، أواخر هذا الشهر، عندما يتوقع بعض الخبراء أن العدوى ستبلغ ذروتها في العديد من الأماكن.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.