روسيا وأوكرانيا: هل يتراجع مخزون موسكو من الأسلحة الدقيقة؟
شنت روسيا موجة من الهجمات في مختلف أنحاء أوكرانيا هذا الأسبوع، لكن بعض خبراء الأمن يقولون إن مخزون أسلحتها وخاصةالصواريخ الدقيقة الحديثة قد بدأ ينفد.
ما هي الأسلحة التي تستخدمها روسيا؟
مع تكثيف روسيا لضرباتها الصاروخية في الأيام الأخيرة، أُثيرت أسئلة حول نوع الأسلحة التي تم نشرها.
وأشار خبراء الدفاع إلى استخدام روسيا لصواريخ أرض جو لضرب أهداف أرضية كمؤشر على نقص الذخائر الأكثر ملاءمة.
https://twitter.com/EuromaidanPress/status/1578808872340316160
(بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية)
ويقول دوجلاس باري، الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “إن أبرز شيء في الهجمات الأخيرة هو الاستخدام المتزايد لمجموعة متنوعة من الصواريخ ضد أهداف برية”.
وأضاف قائلا: “إن ترسانة روسيا من صواريخ كروز الهجومية البرية قد تواجه بعض المشكلات، لم تنفد، ولكن من المحتمل أن تتقلص”.
واستخدمت روسيا الكثير من الصواريخ الموجهة بدقة لضرب أهداف برية في جميع أنحاء أوكرانيا في وقت مبكر من الحرب، لكن الضربات تراجعت خلال الصيف حيث قال بعض مسؤولي الدفاع الغربيين إن مخزون الروس قد تراجع بشكل كبير.
ويقول السير جيريمي فليمنغ، رئيس وكالة المخابرات البريطانية جي سي إتش كيو: “نعلم، والقادة الروس في الميدان يعلمون، أن إمداداتهم وذخائرهم تنفد”.
ما هو الدليل المرئي هناك؟
يُعد مخزون روسيا من الصواريخ سرا يخضع لحراسة مشددة، ولا نعرف ما هي المواد التي تستند إليها أجهزة الاستخبارات الغربية في تقييماتها، ولكن هناك بعض القرائن في الصور المُلتقطة للهجمات الأخيرة.
يبدو أن بعض صور الحطام المنشورة على الإنترنت تظهر حطام صواريخ إس 300 على الأرض في أوكرانيا.
وهذه أسلحة مصممة أصلا لمهاجمة أهداف جوية وليس على الأرض.
وزعمت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أن روسيا عدلت صواريخ إس 300 لضرب أهداف برية.
لقد ألقينا نظرة فاحصة على سلسلة من الصور المتداولة عبر الإنترنت، وتحققنا من 3 صور لحطامها على الأرض في أوكرانيا، والتي تتوافق مع صواريخ أرض جو إس 300.
لقد راجعنا الكتابة التي تظهر على جانب الحطام بصور صواريخ إس 300 ووجدنا أن الملصقات متطابقة.
كما أن الأبعاد قابلة للمقارنة أيضا.
ويقول بعض الخبراء إن روسيا تستخدم تلك الصواريخ لأن مخزونها من الصواريخ الأكثر دقة ينفد.
وتقول لويز جونز من خدمات ماكنيزي الاستخباراتية “أنا متأكدة من نفاد مخزونهم، وقد نظروا في قدرتهم على تصنيع المزيد، وأدركوا أن الطريقة الأفضل لتحقيق التأثير المطلوب هي تعديل صواريخ إس 300 لضرب أهداف أرضية”.
ويمكن أيضا تفسير استخدام روسيا صواريخ أرض – جو لضرب أهداف برية بسبب المخاطر التي تواجهها قواتها الجوية فوق أوكرانيا. فمنذ بداية الغزو، فشل سلاح الجو الروسي في تحقيق التفوق الجوي على أوكرانيا.
هل يمكن أن تكون هذه صواريخ أوكرانية؟
تمتلك كل من روسيا وأوكرانيا صواريخ من طراز إس 300 وتتهم كل منهما الأخرى بالتسبب في أضرار بها في الهجمات الأخيرة.
ويستخدمها الأوكرانيون لإسقاط الصواريخ الروسية، ويقول الروس إن هذه الصواريخ الأوكرانية تسقط على الأرض وتتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال إيفغيني بوبوف، وهو مسؤول في البرلمان الروسي، لبي بي سي إن الأضرار التي لحقت بالمناطق المدنية مثل ملاعب الأطفال كانت “من عمل الأنظمة الأوكرانية المضادة للصواريخ”.
ومن الصعب للغاية معرفة أصل الصاروخ من حطامه، كما يقول خبراء الأسلحة.
ويقول سيدهارث كوشال، الخبير الدفاعي في المعهد الملكي للخدمات: “إن انفجار رأس حربي مثل الموجود في معظم أنواع الصواريخ المتوافقة مع إس 300 من شأنه أن ينتج حطاماً مشابها لذلك أعتقد أن الإجابة غير قاطعة إلى حد كبير”.
ويقول إيان ويليامز، الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه لم ير أي دليل على فشل الأنظمة الدفاعية الأوكرانية خلال الهجمات الأخيرة.
وأضاف قائلا : نظرا لوجود العديد من المتغيرات التي يجب مراعاتها، من الصعب القول بشكل قاطع من الصور المحدودة للحطام، لكن من غير المرجح أن تكون الدفاعات الجوية الأوكرانية متمركزة في المدن، عادة ما يتم نشرها في ضواحي المدن التي يتم الدفاع عنها، ومن غير المرجح أن تتحطم أي صواريخ اعتراضية أوكرانية في منطقة حضرية”.
ما هي الأسلحة الأخرى التي استخدمتها روسيا؟
بدأت روسيا الحرب بوابل من الضربات الصاروخية. وقدر البنتاغون أن الروس أطلقوا حوالي 600 صاروخ في أول 11 يوم من الصراع الذي بدأ في فبراير/شباط الماضي.
واستمرت الهجمات من البر والبحر والجو، وأغلبها انطلاقاَ من داخل الأراضي الروسية الآمنة.
وشملت الأسلحة التي استخدمتها روسيا صواريخ باليستية وصواريخ كروز من منصات إطلاق إسكندر، وصواريخ كاليبر من السفن والغواصات المتمركزة في البحر الأسود.
وقد تم نشر صواريخ كروز كي إتش 101 وكي إتش 555، وكذلك صواريخ توشكا يو المسؤولة عن مقتل أكثر من 50 شخصا في محطة سكة حديد كراماتورسك في أبريل/نيسان الماضي.
وتوصل تحليل بي بي سي لهجوم على مركز تسوق كريمنشوك في أواخر يونيو/حزيران الماضي، والذي أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل، إلى أن الصواريخ المستخدمة كانت إما كي إتش 22 أو نسخة أحدث هي كي إتش 32.
وقد صُممت هذه صواريخ القديمة في الأصل لمهاجمة السفن وليس الأهداف البرية مما زاد من تعزيز الرأي القائل بأن المخزونات الروسية من الأسلحة الحديثة قد بدأ يتراجع.
Comments are closed.