موجة الحر الشديد: توقعات بوصول درجة الحرارة في بريطانيا إلى 42 درجة مئوية
من المتوقع أن تشهد بريطانيا الثلاثاء أشد الأيام حرارة على الإطلاق، فيما يحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن درجات الحرارة قد تصل إلى 42 درجة مئوية.
وارتفعت درجة الحرارة إلى 38.1 درجة مئوية في منطقة سوفولك الاثنين الماضي، مما يقترب من المستوى القياسي غير المسبوق الذي سجلته درجة الحرارة في البلاد في 2019 عند 38.7 درجة مئوية.
وأصدر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني تحذيرا من الحرارة باللون الأحمر عبر أجزاء كبيرة من إنجلترا، تمتد من يورك ومانشستر إلى لندن والجنوب الشرقي من البلاد.
وأشارت تقارير إلى أن أربعة على الأقل غرقوا أثناء محاولتهم التغلب على الحرارة الشديدة بالسباحة في الأنهار والبحيرات.
وحذّرت شبكة السكك الحديد والنقل في لندن الناس من السفر يوم الثلاثاء إلا إذا لزم الأمر، مما يؤثر على حركة القطارات وغيرها من المواصلات العامة في “المنطقة الحمراء” التي يغطيها تحذير مكتب الأرصاد الجوية.
وعلى ذلك، سوف تتوقف حركة القطارات طوال اليوم في ثامزلينك وغرايت نورثن التي تبدأ رحلاتها من شمال لندن علاوة على توقف الخدمة في لندن كينغس كروس والخط الرئيسي للساحل الشرقي.
لكن يتوقع أن تتوافر خدمات قطارات محدودة من لندن أوستون ولندن ماريليبون على خطوط سكك حديد شرق ميدلاند.
وقالت شبكة السكك الحديد إن درجات الحرارة المتوقعة في بعض المناطق التي تمر منها خدماتها تفوق المستويات التي يمكن للمعدات والمسارات والخطوط تحملها أثناء التشغيل.
وأطلقت السلطات المعنية تحذيرا من إمكانية أن تشهد المستشفيات وخدمات الإسعاف ضغطا مع ارتفاع درجات الحرارة إلى الذروة وقت الظهيرة يوم الثلاثاء.
وبعد اجتماع للجنة طوارئ الحكومة البريطانية “كوبرا”، قال وزير الصحة ستيف باركلي إن الوزارة دفعت بأعداد إضافية من متلقي البلاغات وخصصت المزيد من التمويل لخدمات الإسعاف وخدمات 111.
وشهد الاثنين الماضي إغلاق بعض المدارس رغم تحذير الحكومة من ذلك. وقال أحد اتحادات المعلمين إن أغلب المدارس في بريطانيا استمرت في العمل.
وحذرت شركات مياه الشرب في جنوب وشرق إنجلترا من زيادة الطلب، مما قد يؤدي إلى هبوط ضغط المياه – وانقطاعها في بعض الأحيان – الذي قد يعاني منه بعض الأسر.
وجعلت أعلى درجة حرارة الاثنين الماضي ذلك اليوم ثالث أشد الأيام حرا هذا العام حتى الآن.
كما ارتفعت درجة الحرارة في هواردين وفلنتشاير إلى 31.7 درجة مئوية، مما يجعل الاثنين الماضي أشد الأيام حرا في ويلز هذا العام، وفقا للبيانات الصادرة عن مكتب الأرصاد الجوية.
وشهدت أسكتلندا وأيرلندا الشمالية أشد الأيام حرا بعد وصول درجة الحرارة إلى 31.3 و31.1 درجة مئوية في أبوين، وأبردينشاير، وديريلين، وكو فيرماناغ على الترتيب.
وتستمر درجات الحرارة ليلا في الارتفاع إلى 20 درجة مئوية أو أكثر، مما يزيد من احتمالات أن تشهد المملكة المتحدة أشد ليلة حرا في تاريخها.
وردا على ما تردد عن أن المملكة المتحدة شهدت درجات حرارة أعلى أثناء الموجة الحارة الممتدة التي تعرضت لها عام 1976، قال مراسل شؤون المناخ سيمون كينغ إن درجات الحرارة المتوقعة “المرتفعة إلى حدٍ خطير” كانت أعلى بعشر درجات مئوية من درجات الحرارة التي شهدتها البلاد أثناء تلك الموجة الحارة علاوة على معاناة البلاد في ذلك الوقت من جفاف شديد.
وأوصت السلطات بتوخي الحذر أثناء نزول المياه للتغلب على الحرارة الشديدة بعد وفاة عدد من الأشخاص.
وتوفي صبي في السادسة عشرة في ميدينهيد في بيركشاير بينما قالت الشرطة العاصمة لندن إن صبيا آخر، 14 سنة، أصبح في عداد المفقودين ويعتقد أنه غرق أثناء السباحة في نهر التايمز بالقرب من جزيرة تاغ في هامبتون جنوب غرب لندن.
جاء ذلك عقب وفاة صبي في السادسة عشرة من عمره أثناء السباحة في سالفورد كويز مساء السبت الماضي بينما فقد طفل في الثالثة عشرة من عمره في نهر تاين في نورثأمبرلاند الأحد الماضي.
ويوثق الاثنين الماضي للمرة الأولى التي يطلق فيها مكتب الأرصاد الجوية تحذير الحرارة باللون الأحمر منذ أن بدأ العمل بهذا النظام العام الماضي.
ويشير التحذير باللون الأحمر إلى إمكانية حدوث آثار صحية عكسية، والتي لا تقتصر على الأكثر عرضة للخطر جراء درجات الحرارة بالغة الارتفاع، مما قد يتطلب “تغيرات مستدامة في ممارسات العمل والروتين اليومي”.
كما تشهد دول عدة في أوروبا وشمال أفريقيا درجات حرارة علاوة على اندلاع حرائق غابات في فرنسا، وإسبانيا، والبرتغال، واليونان، والمغرب.
وقالت السلطات في فرنسا إن درجات الحرارة قد تصل إلى مستويات قياسية في 15 منطقة جنوب غرب البلاد وسط إخلاء الآلاف من تلك المناطق.
وتوفي حوالي ألف شخص في إسبانيا والبرتغال جراء ارتفاع درجة الحرارة على مدار الأيام القليلة الماضية.
Comments are closed.