الدولار بدأ رحلة الثلاثين ألفاً والحكومة لا تجتمع.. عون على موقفه وميقاتي على حذره
بدأ الدولار الأميركي رحلة الثلاثين ألف ليرة لبنانية، وليس من يكبح انطلاقته، وهو ان تراجع قليلا امس بفضل تعاميم وإجراءات المصرف المركزي، الا ان التوقعات المالية والسياسية ترجح استمرار صعوده، عاكسا ارتفاعه على القطاعات المدولرة كافة، من المحروقات الى الأدوية والى المنتجات المحلية كافة، وصولا الى الانترنت، حيث ابلغ مصرف لبنان، وزير الاتصالات، وقف تحويل الدولارات الى شركة الانترنت العالمية والمقدرة سنويا بـ 6 ملايين دولار.
المشهد مقلق، والامن الاجتماعي بات في المرمى، بفعل عوامل الفقر والتفلت وتحول المصارف ومراكز تحويل الأموال ومحال الصيرفة والمؤسسات التجارية الكبرى، أهدافا مباشرة للعصابات المسلحة، التي استهدفت أمس الأول، بنك بيبلوس في الزلقا، ومتجر بيع الهاتف الخليوي في سن الفيل.
هذه التطورات، كانت متوقعة، وقد حذر من بلوغها اكثر من عاقل ووسيط، وآخرهم الموفد الفرنسي بيار دوكان الذي غادر بيروت أمس بعد ثلاثة أيام من المطاردة الدائبة، للإصلاحات التي اشترطها المجتمعان العربي والدولي، حيث لمس بيده، ان ما حققته حكومة حسان دياب ومن بعدها حكومة نجيب ميقاتي، هو «صفر مكعب»، رغم كل التسهيلات الفرنسية والدولية، مقرونة بتخفيف الشروط، وتوسيع فترات السماح.
ومرد كل ذلك، للسياسة وليس فقط للاقتصاد، أو لتحالفات المافيات مع الميليشيات، والسياسة تبدأ بعودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، وهنا يتفرق العشاق وكل له موقفه وحساباته، فرئيس الجمهورية ميشال عون مؤيد لدعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد، حتى لو قاطع وزراء ثنائي أمل وحزب الله، وما لم يفصح عنه عون، قاله رئيس التيار الحر جبران باسيل في بيان صادر عنه، وخلاصته «ان الحكومة مدعوة الى الانعقاد، وإلا تكون أسقطت نفسها بنفسها، دستوريا وسياسيا، والا باتت في عداد المتواطئين».
ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي موقفه معروف، انه يتجنب دعوة مجلس الوزراء للانعقاد في ظل امتناع حزب الله وحركة أمل عن المشاركة، مادام بقي المحقق العدلي طارق البيطار قابضا على ملف التحقيق بانفجار المرفأ، رغم إشارة الرئيس عون، الى ان البريء يجب الا يخشى القضاء.
ووسط هذه المناكفات بين أهل بيت السلطة، يستغل الدولار الأميركي الفرصة لتسجيل المزيد من الارتفاع بوجه الليرة اللبنانية.
مصادر متابعة، لاحظت أن الرئيس عون، وان يكن يريد حشر الرئيس نبيه بري، بدعوته الى تحرير جلسات مجلس الوزراء، فإنه بالمقابل بات يضيق ذرعا بتحركات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الداخل والخارج، وخصوصا مع أطراف مقاطعة له.
ولاحظت المصادر انه لأول مرة يقول الرئيس عون انه سيذهب الى منزله بعد 31 أكتوبر 2022، وكأنه يتوقع استمرار الأزمة حتى نهاية ولايته وربما ما بعدها، كما توقفت امام اعترافه بالفشل من خلال دعوته لتغيير الطبقة السياسية الحالية، «وأنا منهم..»
وردت المصادر تمسك ميقاتي بعدم دعوة مجلس الوزراء، قبل التفاهم مع الثنائي (أمل وحزب الله) الى خشيته من ان تأخذ المسألة طابعا مذهبيا، ما يبعد الآخرين عن واجهة المسؤولية.
ويقول النائب علي درويش، عضو كتلة ميقاتي، إن الخارج يطالب ميقاتي بدعوة مجلس الوزراء، لكن رئيس الحكومة يرفض التورط في عمل قد يؤدي الى شرخ داخلي.
في غضون ذلك، تترقب الأوساط السياسية في بيروت، وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى العاصمة اللبنانية السبت المقبل.
وفي معلومات «الأنباء» ان الأمين العام للأمم المتحدة سيجري مروحة اتصالات سياسية رسمية وغير رسمية واسعة، واللافت فيه حرصه على لقاء رؤساء الطوائف الدينية في لبنان، في مقر اقامته، وعددهم ستة (3 مسلمين و3 مسيحيين) للاستماع الى آرائهم بما يتعين فعله لاخراج لبنان من المأزق الذي يتخبط به. وقد أشارت المصادر المتابعة الى احتمال ان يطلق غوتيريش مبادرة معينة في هذا الاطار.
وفي هذا السياق، دعا شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، الى عقد لقاءات روحية، تفضي الى قمة روحية جامعة، لرؤساء الطوائف في لبنان، تخفيفا للاحتقانات والصراعات القائمة، وقال خلال استقباله رئيس الحكومة السابق تمام سلام، لقد آن الأوان لانعقاد مجلس الوزراء، آملا ان تكون ورقة لبنان رابحة في المفاوضات الدولية والإقليمية الجارية، بحيث يبقى نموذجا للتلاقي، لا التناقض مع اشقائه العرب، فلبنان عربي الهوية وله خصوصيته من خلال دستوره واتفاق الطائف.
من جهته، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، استغرب الحديث عن احتلال إيراني في لبنان، وتساءل اين الاحتلال الإيراني؟ ان المأجورين الذين يدعون ذلك لا منطق لديهم ولا دليل!
الأنباء – عمر حبنجر
Comments are closed.