الخطيب دعا الى حكومة طوارئ إنقاذية اصلاحية: أفضل رد على العدوان الصهيوني هو التمسك بوحدتنا وتضامننا وتعزيز التعاون بين المقاومة والجيش والشعب
– أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة، في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة التي تحدث فيها عن معاني الهجرة النبوية ومضامينها الاخلاقية والحضارية “التي هي انتقال من حالة انعدام القيم والاخلاق وشيوع الفوضى وانعدام النظام والاستقرار الى حالة حضارية جديدة وبناء مجتمع متماسك له مشروع انساني يتعدى الحدود الجغرافية لنزول الرسالة الاسلامية الى العالم اجمع”.
ودعا الشيخ الخطيب الى “العودة الى معاني الهجرة من جديد التي تتشابه ظروفها اليوم مع ظروف نزول الوحي وبداية الرسالة في هذا العالم الذي سادت فيه الجاهلية وقيمها وانعدمت القيم والاخلاق لتحل محلها مظاهر الجاهلية بثوب جديد، وانتشرت الفوضى وانعدمت العدالة واحتكم الى منطق القوة والعدوان. فالنظام العالمي الذي يتحكم بتوجيه الرأي العام ويقوم بتوجيهه بما يخدم مصالحه والابقاء على سيطرته وفرض نفوذه في العالم بعيدا عن قيم العدالة والحرية وحقوق الانسان التي يرفعها ويتظلل بشعارتها لتضليل الناس واستلاب عقولهم”.
وتحدث عن معاني عاشوراء “وضرورة احيائها وما تشكله من نهج للحفاظ على سلامة الرسالة وصفائها واهدافها لتبقى مستمرة في تحقيق اهدافها للحفاظ على القيم والاخلاق والمفاهيم الحضارية التي اوجدتها في مواجهة شريعة الغاب، وبهذا المعنى استمرت آثار عاشوراء على مر الازمنة واختلاف الامكنة تقوم بهذا الدور في ترسيخ هذه المفاهيم لدى الاجيال واعطائها الزخم اللازم للمواجهة وعدم الاستسلام لارادة الاعداء مهما بلغت قساوة المواجهة. لقد أعطت ثورة الامام الحسين الشهادة مفهوما حيا كان له اكبر الاثر في مواجهة تشويه الرسالة وأهدافها ومحاولة الانقلاب عليها، وجددت للامة حياتها وفكرها وأبقتها دائما في طليعة الامم التي تواجه الانحراف والظلم وتدعو الى تحقيق العدالة الحقيقية. فالصراع الذي تخوض غماره الامة اليوم هو صراع حضاري، بين قيم الجاهلية وقيم الاسلام وليس صراعا ماديا قائما على المصالح فقط، وتستند القوى الحية في الامة الى عاشوراء في صراعها مع اعدائها الطامعين في تاريخها وقيمها”.
وقال: “ان الحالة المأساوية التي يعيشها لبنان بفعل الفساد السياسي والاقتصادي الذي شاركت فيه طبقة سياسية فاسدة تماهت مع الهجمة الصهيو أميركية التي توجت ارهابها في عدوان تموز 2006، وبعد أن فشلت هذه الهجمة بفعل تلاحم المقاومة والجيش والشعب الذي حقق أعظم انتصار على العدو الصهيوني وأسقط معه مشروع الفوضى الخلاقة الذي عبرت عنه الادارة الأميركية بمخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد، نرى هذا المشروع العدواني في حربه الجديدة يستخدم الحروب بكل اشكالها، فيعمد الى تجويع اللبنانيين وتضييق الحصار عليهم وفرض عقوبات على لبنان، وبذلك يلجأ المشروع الصهيو أميركي الى الحرب الناعمة لتحقيق ما عجز عنه في العدوان العسكري، وهنا نؤكد ان الارادة الصلبة التي يملكها شعب لبنان المقاوم كفيلة بإسقاط كل مؤامرات التجويع والحصار ومحاولات فصل لبنان عن الدول الشقيقة والصديقة التي تمتلك شجاعة التصدي للتطبيع مع الكيان الغاصب ورفض الخضوع للمشروع الاستعماري الجديد الهادف الى جعل هذا الكيان المسخ جزءا من نسيج المنطقة العربية والاسلامية ومركزا لبث الفتن وتعميم الخراب و تنفيذ المكائد فيها”.
اضاف: “اننا نراهن على وعي اهلنا واخواننا في لبنان لافشال مؤامرات الأعداء، فليتمسكوا بوحدتهم الوطنية ويحصنوا تضامنهم الوطني وتكافلهم الاجتماعي ويتصدوا لكل المحتكرين ولصوص الدواء والغذاء وناهبي المال العام وصناع الفتن ومثيري الفوضى ومستغلي حرية الاعلام للتحريض على المقاومة الذين تدربوا على أيدي دوائر المخابرات ويعملون وفق توجيهاتها، ونحن اذ نحذر اللبنانيين من الانجرار خلف الادعاءات الكاذبة وحملات التحريض والتضليل وتشويه الحقائق فإننا نستعيد صفحات العز التي كتب فيها المقاومون بتضحياتهم سطور النصر في تموز، وننوه بحكمة المقاومة وشعبها ونشيد بصبرهم على المصاب الأليم في التصدي لجريمة قتل الشهيد المظلوم علي شبلي وشهداء الاعتداء الاثم الذي يندى له الجبين على موكب تشييعه، فهؤلاء الابرار جنبوا لبنان فتنة اراد صانعوها اغراق هذا الوطن في مستنقعها”.
وتابع: “نجدد مطالبتنا الجيش والقوى الامنية والاجهزة القضائية بكشف الحقيقة كاملة امام اللبنانيين ومعاقبة المجرمين والمحرضين واعلام اللبنانيين بالمخطط المراد تنفيذه من هذه الجريمة. رحم الله الشهداء برحمته الواسعة ومن على الجرحى بالشفاء والهم ذوي الشهداء الصبر والسلوان. كما ونطالب السياسيين بأن يسرعوا في الاتفاق على تشكيل حكومة طوارئ إنقاذية اصلاحية تخرج لبنان من الفوضى والاضطرابات والفتن المتنقلة التي تسعى اليها الغرف السوداء في كيان العدو الصهيوني الذي اعتدى بالأمس على لبنان بعد سلسلة من الانتهاكات المتكررة بهدف زعزعة الامن والاستقرار في ربوعه، ونحن نعتبر ان أفضل رد على العدوان هو التمسك بوحدتنا وتضامننا وتعزيز التعاون بين المقاومة والجيش والشعب ليظل لبنان محصنا بوجه التهديدات والاخطار الداخلية والخارجية”.
وقال: “في الذكرى الاليمة لفاجعة المرفأ فإننا نجدد تعازينا ونعرب عن عمق حزننا بهذا المصاب الجلل ونعرب عن وقوفنا الى جانب ذوي الشهداء ونطالب معهم بكشف الحقيقة كاملة ومعاقبة المجرمين والمقصرين والمتسببين بهذه الجريمة النكراء، كما وأننا نحذر من تسييس هذه القضية الوطنية والإنسانية التي تتصل بضمير ووجدان جميع اللبنانيين المطالبين بالحقيقة دون سواها”.
وهنأ الخطيب الرئيس الإيراني الجديد السيد ابراهيم رئيسي على تسلمه مقاليد الرئاسة من سلفه الشيخ حسن روحاني “في تعبير راق عن تداول السلطات في الجمهورية الاسلامية الايرانية التي أنجزت استحقاق الانتخابات بروح المسؤولية والوعي والشفافية بما يدحض المزاعم الغربية ضد ايران واتهامها زورا بالارهاب وقمع الحريات. ونتذكر ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية من أحداث مؤلمة أثناء انتخاباتها الرئاسية وتسلم الرئيس الجديد مقاليد السلطة. نبارك لإيران المحاصرة بالعقوبات والحصار الاقتصادي على إنجازاتها الدستورية وننوه بحكمة قيادتها ووعي شعبها، ولنا ملء الثقة ان ايران ستبقى في عهد الرئيس الجديد على صلابتها واستمرار مسيرة تقدمها واحتضانها للقضايا المحقة للشعوب وفي طليعتها دعم القضية الفلسطينية ونتمنى تعزيز العلاقات التعاون العربي الإسلامي مع ايران ولا سيما العلاقات اللبنانية الايرانية خدمة للشعبين الشقيقين”.
Comments are closed.