عام على إطلاق روبوت الدردشة ChatGPT.. ثورة الذكاء الصناعي ليست مشرقة بالكامل

بعد عام على إطلاق شركة OpenAI روبوت الدردشة ChatGPT الذي أحدث ثورة حول العالم ومخاوف من تطوّر الذكاء الصناعي، إذا سألت روبوت الدردشة الأشهر عالميًا عن شعوره وهو يحتفل بعيد ميلاده الأول، فسيرد كالإنسان تمامًا، إذ يعبّر عن امتنانه للتهاني بكلمات مميزة منها: “شكرًا لتمنياتكم في عيد ميلادي، رغم كوني مجرد برنامج حاسوب، فإنني أقدر هذا الاحتفال”.

عكست إجابات ChatGPT على المعايدات، احتفالًا بالإنجازات التي حققها على مدار السنة الماضية، ورغم عدم قدرته كبرنامج على تجربة المشاعر الإنسانية، فإن ردوده الشبيهة بردود البشر أذهلت العالم، فما تزال تثير تساؤلات حول دور الذكاء الصناعي في المجتمع.

غير أنّ شركة Open AI التي تصدر ChatGPT عانت خلال الشهر الجاري أزمة كادت تطيح بها، بعد قرارها إقصاء الرئيس التنفيذي سام ألتمان ثم عودته إلى منصبه، فضلًا على المخاوف التي يثيرها الذكاء الصناعي حول العالم التي تشمل مختلف القطاعات.

أسرع التطبيقات نموًا

تفاعل ChatGPT بصورة مذهلة مع استفسارات الملايين، وسرعان ما أصبح أسرع التطبيقات نموًا في العالم، في غضون 6 أشهر فقط من إطلاقه.

وشجعت ثورة عالم الذكاء الصناعي، شركات عابرة للقارات مثل مايكروسوفت وألفابيت، على إطلاق روبوتات دردشة منافسة، إضافة إلى العديد من الشركات الناشئة التي استغلت هذا الهوس بالذكاء الصناعي، لتأمين تمويل بلغ مليارات الدولارات.

ومع شيوع موجة الذكاء الصناعي، بدأ العالم يشهد تحولات كبيرة في الكثير من الصناعات والمهن، بدءًا من حوسبة السحابة وخدمة العملاء، وصولًا إلى مونتاج الأفلام وكتابة السيناريو.

نجاح أشعل المنافسة

سلّط تفوق ChatGPT الضوء على منافسيه من روبوتات الدردشة، مثل بارد Bard من غوغل وكلود Claude من Anthropic وكوبايلوت CoPilot من مايكروسوفت وغيرها. ومع ذلك، ما زال ChatGPT يستحوذ على أكبر حصة سوقية في مجال الذكاء الصناعي.

أطلقت OpenAI الشركة الأم لروبوت الدردشة ChatGPT تطبيقها على منصة iOS بعد 6 أشهر فقط من إطلاق موقعها على الإنترنت في مايو/أيار الذي أصبح متاحًا لمستخدمي نظام Android في يوليو/تموز.

شهدت عمليات تحميل التطبيق نموًا ملحوظًا على كل من نظامي التشغيل، وأدى ذلك إلى زيادة في الإيرادات من عمليات الشراء داخل التطبيق، وفقًا لتقارير شركة تحليلات البيانات Apptopia.

الفائزون في طفرة الذكاء الصناعي

أصبحت شركة نيفيديا Nvidia أول شركة رقائق تنضم إلى نادي الشركات التي تتجاوز قيمتها تريليون دولار، وتعد الرابح الأكبر في طفرة الذكاء الصناعي، كونها الشركة الموردة الرئيسية لرقائق تشغيل ChatGPT وتطبيقات الذكاء الصناعي الأخرى.

دفعت هذه النجاحات شركات خدمات حوسبة السحابة الكبيرة، بما في ذلك مايكروسوفت وأمازون وألفابت، إلى تطوير خدماتها في مجال الحوسبة السحابية، ما ساعد في رفع قيمة أسهمها.

تُظهر الاستثمارات الضخمة من قبل شركتي Microsoft وAlphabet ردود فعل إيجابية، إذ تسعى كل منهما لتعزيز قدراتها في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الصناعي.

اهتزاز الشركة الناشئة

واجهت OpenAI وشريكتها Microsoft، تحديات قانونية عديدة على خلفية اتهامات من مالكي حقوق الطبع والنشر، بما في ذلك المؤلفون جون غريشام وجورج مارتن وجوناثان فرانزين الذين رفعوا دعاوى بسبب ما أسموه سوء استخدام أعمالهم في تدريب أنظمة الذكاء الصناعي.

لكن تجربة OpenAI المدعومة من مايكروسوفت على مدار عام كامل لم تكن مشرقة بالكامل، فقد شهدت هزة كبيرة هذا الشهر نتيجة قرار مجلس الإدارة المفاجئ القاضي بالإطاحة بالرئيس التنفيذي سام ألتمان، إذ شهدت الشركة موجة استقالات واضطرابات ساهمت في إعادة ألتمان إلى منصبه بعد 6 ستة أيام على إقالته، عقب توقيع نحو 700 من أصل 770 موظفًا في الشركة الناشئة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، رسالة يهددون فيها بالاستقالة.

سبق قرار الإقالة العديد من الأحداث المثيرة للجدل، كتصريحات ألتمان بشأن اقتراب الشركة من إطلاق الجيل الجديد من نموذجها الذكي GPT-5، وتقارير تتحدث عن سعيه إلى تأسيس شركة جديدة منافسة لإنفيديا متخصصة في الشرائح الإلكترونية الذكية.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.