القنابل الزلزالية وتأثيراتها.. «الولد الطويل» قاهرة التحصينات

قنبلة زلزالية

كتب صالح حسن في العين الخبارية: في خضم حرب دامية تشنها إسرائيل على حركة حماس في غزة، تم الكشف عن سلاح جديد ذو قوة مذهلة؛ “القنبلة الزلزالية”، وهي قذيفة استخدمت لتدمير الأنفاق، التحدي الرئيسي للقوات المتوغلة في القطاع المحاصر.

القنبلة الزلزالية أو “الولد الطويل” قام باختراعها وتطويرها مهندس الطيران البريطاني بارنز واليس في الأيام الأولى من الحرب العالمية الثانية واستخدمت أثناء الحرب ضد أهداف استراتيجية أوروبية.

ما هي القنابل الزلزالية؟

وتختلف القنابل الزلزالية قليلاً من الناحية النظرية عن القنابل التقليدية، والتي عادة ما تنفجر عند سطح الأرض أو بالقرب منه وتدمر الهدف بشكل مباشر من خلال القوة الانفجارية.

في المقابل، يتم إسقاط القنابل الزلزالية من ارتفاعات عالية، بسرعة كبيرة للغاية عند سقوطها، لتخترق أعماق الأرض عند الاصطدام وتنفجر، مما يؤدي إلى إنشاء كهوف أو حفر ضخمة تُعرف باسم “الكاوفريتس” أو “موجات الصدمة العنيفة”.. وبهذه الطريقة، لا يمكن للقنابل الزلزالية أن تلحق الضرر أو تدمر الأهداف الصعبة مثل الجسور فحسب، بل تؤثر أيضًا على أهداف أكبر من أن تتأثر بالقنابل التقليدية.

واستخدمت القنابل الزلزالية في نهاية الحرب العالمية الثانية لتدمير منشآت شديدة التحصين مثل سياجات الغواصات والكهوف والأنفاق والجسور ذات الجدران الخرسانية التي يبلغ سمكها عدة أمتار.

كيف تعمل القنابل الزلزالية؟

تلحق القنبلة الضرر بهدفها عن طريق موجة صدمية تنتقل عبر الأرض، ومن هنا جاء لقب قنبلة الزلزال. وذكر الطيارون الذين أسقطوا القنبلة أن البناء المستهدف لم يتضرر جراء الانفجار. ولكن بعد ذلك انهارت الحفرة، وتغيرت الأرض، وانهار الهدف. وتوصلت عمليات المحاكاة الحاسوبية اللاحقة إلى نفس النتيجة.

وكان سبب معظم الأضرار هو خلق تجاويف في الأرض. أدى انهيار هذا التجويف إلى إزاحة الأرض، مما أدى إلى خلع أو تدمير أساس الهدف، مما تسبب في أضرار هيكلية كارثية للهدف. وألحقت التحركات الأرضية أضرارا جسيمة بالهياكل الأكبر حجما، حتى لو أخطأت القنبلة هدفها وأحدثت حفرة قريبة.

وأجري اختبار قنبلة أنجلو أمريكية (مشروع روبي) في عام 1946 لمقارنة آثار القنابل الكبيرة على الهياكل الخرسانية المسلحة.

كان أول استخدام للقنبلة البريطانية الصنع، التي يطلق عليها اسم “الولد الطويل”، في غارة جوية عام 1945 أدت إلى إغراق الطراد الألماني لوتزوف. وتم اكتشافها أثناء أعمال التجريف العام الماضي، وقضى الغواصون البولنديون أيامًا في إعداد الموقع لإبطال مفعول القنبلة.

استخدمت القوات البحرية جهازًا يتم التحكم فيه عن بعد في محاولة “إشعال” القنبلة – وهي تقنية تحرق الشحنة المتفجرة دون التسبب في تفجير فعلي.

تاريخ “الولد الطويل”

ويبلغ وزن القنبلة الزلزالية 12000 رطل (5443 كجم)، وكانت وقت إنتاجها أكبر قنبلة تقليدية متاحة في ذلك الوقت هي القنبلة كوماند وتزن 1000 رطل فقط – مما يوضح الحجم الهائل لهذا السلاح.

ولكي تكون قادرة على اختراق مثل هذه الأهداف دون أن تنكسر، يجب أن تكون قنبلة الولد الطويل قنبلة قوية مصبوبة من الفولاذ عالي الشد بحيث تنجو من التأثير قبل الانفجار. كما كان لا بد من تصميمها للوصول إلى سرعة نهائية أعلى بكثير من تصميمات القنابل التقليدية، ويتم إسقاطها من ارتفاع 18000 قدم لمنحها الوقت للوصول إلى سرعة 750 ميلاً في الساعة.

وألقيت أول قنبلة زلزالية في ليلة 8 يونيو/ حزيران 1944 بواسطة قاذفة قنابل معدلة من طراز لانكستر، وتسببت في أضرار جسيمة لنفق سكة حديد سومور في فرنسا، ومنع تعزيزات العدو بما في ذلك وحدات الدبابات من الوصول إلى شواطئ نورماندي.

في محاولة لضمان التفجير، تم تركيب ثلاثة صمامات تأخير طويلة داخل الجزء الخلفي من القنبلة. أدى هذا إلى تحسين موثوقية السلاح بشكل كبير – حتى لو تعطل اثنان من الصمامات، فإن الثالث مصمم لتحفيز التفجير عند الاصطدام.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.