أخطر كويكب يهدد الأرض.. و”ناسا” تكشف التفاصيل

كشفت وكالة الفضاء والأبحاث الأمريكية “ناسا” اليوم عن تحليلها الذي للعينات التي تم جمعها من كويكب بينو الذي يمكن أن يصطدم بالأرض خلال 150 عامًا.

وأظهرت النتائج أن الكويكب – الذي من المحتمل أن يصطدم بالأرض في عام 2182 – يحتوي على الماء وكمية كبيرة من الكربون، مما يشير إلى أن الكويكبات مثل بينو ربما تكون قد قدمت اللبنات الأساسية للحياة على الأرض.

وقالت “ناسا”، إن الاكتشافات يمكن أن توفر أدلة حول كيفية تشكل الحياة على الأرض وتكون بمثابة كبسولة زمنية من الأيام الأولى لنظامنا الشمسي، وفقًا لصحيفة “ديلي ميل”.

حماية الأرض
وستعمل العينات أيضًا على تحسين فهمنا لحماية الأرض من الكويكبات مثل “بينو” في المستقبل، حيث سمحت المهمة لوكالة “ناسا” بقياس دورانها.

وقالت لوري جليز، مديرة قسم علوم الكواكب في وكالة “ناسا”: “ما نريد معرفته حقًا هو ما إذا كان الكويكب سيعبر مدار الأرض في نفس الوقت الذي نكون فيه في ذلك المكان، ونريد ألا نكون في ذلك المكان. عندما يأتي الكويكب”.
وقال بيل نيلسون مدير “ناسا”: “بنسبة 5% تقريبًا من الكربون من حيث الوزن، والكربون هو العنصر المركزي للحياة، وهو ما يتجاوز بكثير هدفنا وهو 60 جرامًا، فإن هذه هي أكبر عينة كويكب غنية بالكربون يتم إعادتها إلى الأرض على الإطلاق”.
وأضاف: “سوف يساعدوننا في تحديد أصل العناصر التي يمكن أن تؤدي إلى الحياة”.

مواد كيميائية ما قبل الحيوية
وقال دانييل حلافين، قائد تحليل العينة، إنه أمضى ساعات لا حصر لها في التحقيق فيما إذا كانت الكويكبات مثل بينو قد جلبت مواد كيميائية ما قبل الحيوية إلى الأرض والتي أدت إلى ظهور الحياة.
وأضاف: “لقد اخترنا الكويكب المناسب، ولم يقتصر الأمر على أننا أحضرنا العينة الصحيحة. هذه الأشياء هي حلم علماء الأحياء الفلكية، ولا أستطيع الانتظار حتى أتمكن من تحقيقها”.
وبعد رحلةٍ استغرقت سبع سنوات، هبطت الكبسولة الفضائية الروبوتية أوزيريس ريكس التابعة لوكالة “ناسا” مؤخرًا، على متنها حفنة من الغبار المتجمع من سطح كويكب بينو الصخري، الذي يعد أكبر من مبنى “إمباير ستيت” في نيويورك.
ويأمل الخبراء أن تساعد العينة التي تم جمعها من “أخطر كويكب في النظام الشمسي”، في تحديد الرادع المحتمل له في حالة توجهه نحو كوكب الأرض أثناء تحليقه في سبتمبر 2182.

مفتاح السلامة المستقبلية
وعلى الرغم من أن فرص اصطدامه بالأرض ليست مؤكدة بأي حال من الأحوال، لكن العينات يمكن أن تحمل مفتاح السلامة المستقبلية لسكان الكوكب.
وادعى الخبراء أن بينو يمكن أن يكون مصنوعًا من نفس “المادة المسامية للغاية التي تشبه الإسفنج”، حسبما قال عالم الأبحاث إدوارد بو بيرهاوس، لموقع (Space.com).
وفي تلك الحالة، قد يؤدي إطلاق صاروخ ضخم إلى دفعها بعيدًا عن مسارها وبعيدًا عن الغلاف الجوي للأرض، على الرغم من أن بعض الخبراء يزعمون أنه حتى لو ضرب الأرض، فإن تأثيره لن ينهي حياة البشر.
وتحتوي العينات أيضًا على مواد يمكن أن تكشف الأسرار الكامنة وراء أصول الحياة نفسها، وتمثل الحصى والغبار الذي تم جمعه أكبر كمية من المواد التي تم جمعها خارج القمر.

كيفية تكوين النظام الشمسي
ومن المأمول أن تساعد العينات الخبراء على معرفة كيفية تكوين النظام الشمسي، حيث يأملون أن يحتوي على وحدات بناء محفوظة منذ فجر التاريخ.
وتدرس وكالة ناسا الكويكب منذ فترة طويلة وكشفت في عام 2021 أن لدى الكويكب بينو فرصة بنسبة 1 في 1750 للاصطدام بكوكبنا بعد ظهر يوم 24 سبتمبر 2182.
وحتى لو اصطدم الكويكب بكوكبنا، فهو ليس قريبًا من حجم الكويكب الذي تسبب في قتل الديناصورات، البالغ عرضه ستة أميال الذي ضربت شبه جزيرة يوكاتان قبل 66 مليون سنة، حيث يبلغ عرض بينو أقل من ثلث ميل.
ومع ذلك، إذا اصطدم بينو بالأرض، فسيكون ذلك مشابهًا لانفجار أكثر من 1.1 مليار طن من مادة تي إن تي.

مهمة الدفاع الكوكبي لوكالة ناسا
وقالت كيلي فاست، مديرة برنامج رصد الأجسام القريبة من الأرض في مقر ناسا بواشنطن، في عام 2021: “مهمة الدفاع الكوكبي لوكالة ناسا هي العثور على الكويكبات والمذنبات ومراقبتها التي يمكن أن تقترب من الأرض وقد تشكل خطرا على كوكبنا”.
وأضافت: “ننفذ هذا المسعى من خلال المسوحات الفلكية المستمرة التي تجمع البيانات لاكتشاف الأجسام غير المعروفة سابقًا وتحسين نماذجنا المدارية لها”.
وتابعت: “لقد وفرت مهمة أوزيريس ريكس فرصة استثنائية لتحسين واختبار هذه النماذج، مما ساعدنا على التنبؤ بشكل أفضل بالمكان الذي سيكون فيه بينو عندما يقترب من الأرض بعد أكثر من قرن من الآن”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.